لم يعد مخفيًّا على أحد بعد شهر على انطلاق البطولات الوطنيّة الأوروبّيّة في كرة القدم أنّ ألمانيا عادت إلى واجهة القارّة من بابها العريض وأنّ المنافسة على الألقاب الكبرى لم تعد محصورة بعمالقة الكرة الإسبانيّة والإنكليزيّة .
فبعد عقدين على سيطرة الأندية الإنكليزيّة بواسطة مانشستر سيتي وليفربول ومن خلفهما فريقي الأرسنال وتوتنهام من جهة وسيطرة قطبي الكرة العالميّة ريال مدريد وبرشلونة ومن خلفهما أتلتيكو مدريد من جهة أخرى، ها هي ألمانيا تطلّ من نافذة المنافسة وليس بالصدفة أبدًا.
فقد دخل فريق بايرن ميونيخ هذا الموسم إلى كلّ البطولات الكبرى بقوّة غير مسبوقة، إذ إنّ الفريق البافاريّ لم يرحم منافسه أبدًا في انطلاق بطولة الأندية الأوروبّيّة الأبطال عبر سحقه دينامو زغرب بنتيجة غير مسبوقة من الناحية الهجوميّة، حيث سجّل الفريق الألمانيّ 9 أهداف في مرمى ضحيّته، ناقلًا رسالة إلى كلّ الأندية الأوروبّيّة بأنّ البايرن في هذا الموسم لن يقبل بأقلّ من إحراز دوري الأبطال.
انتصار البايرن 9-2 على بطل كرواتيا ترافق مع انتصارين مدوّيين في بطولة البوندسليغا مع اكتساحه يوم الأحد الماضي فريق فيردر بريمن القويّ بنتيجة ساحقة 5-0 بعد أيّام على اكتساح فريق كييال خارج قواعده بنتيجة 6-1 ليكون الفريق البافاريّ قد سجّل في أسبوع واحد 20 هدفًا في 3 مباريات مع نسبة حوالي 7 أهداف في المباراة الواحدة وهي نسبة غير مسبوقة أبدًا ضمن البطولات الكبرى في أوروبّا.
ويعتمد البايرن هذا الموسم على قوّة ضاربة بقيادة الإعصار هاري كاين ومن خلفه خطّ هجوم ووسط مرعب مع كلّ من سيرج جينابري وجمال موسيالا وكينغسلي كومان ،ومايكل أوليسه وجوشوا كيميش وغوريتسكا وجواو باولينا وألكسندر بافلوفيش.
أمّا في خطّ الدفاع، فالتماسك هو عنوان القوّة مع كلّ من ألفونسو دايفيس وأوباميكانو ورافاييل غيريرو ومعهم الحارس المبدع مانويل نيوير.
فالبايرن الّذي أعاد إلى الأذهان صورة الفريق البطل في الثمانينات بقيادة الثنائيّ كارل هاينز رومينيغه وبول برايتنر لن يكون الفريق الألمانيّ الوحيد المنافس، إنّما سيدخل إلى صراع اللقب جنبًا إلى جنب مع بطل الدوري باير ليفركوزن الّذي قد لا يرحم أحدًا، وهو صاحب الرقم القياسيّ مع عدم سقوطه في أيّ مباراة على مدى الموسم الماضي.
فباير ليفركوزن دخل بدوره دوري الأبطال بانتصار كبير خارج أرضه على فريق روتردام الهولّنديّ بنتيجة ساحقة 4-0 وهو يأمل بتحقيق فوز على ضيفه البايرن نهاية هذا الأسبوع في قمة الدوري الألمانيّ والّتي ستتابعها كلّ الأندية الكبرى في أوروبّا لترقّب ما قد ينتظرها في المستقبل القريب في بطولة دوري أبطال أوروبّا الأقوى منذ سنوات طويلة.