بعد ثلاثة أسابيع كاملة على انطلاق البطولات الوطنيّة الأوروبّيّة الخمس الكبرى في كرة القدم (إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا) ومع الكشف عن مباريات دوري الأبطال في كرة القدم، نعرض في قراءة تحليليّة خاصّة لموازين القوى في قارّة كرة القدم أي أوروبّا والّتي سنكشف من خلالها أنّ المنافسة ستنحصر بين أربعة فرق فقط لا مكان لخامسة بينها .
فبعد انتهاء ثلاث مراحل في البطولات الوطنيّة الخمس الكبرى في أوروبّا، ظهر سريعًا أنّ فرق ريال مدريد في إسبانيا ومانشستر سيتي وليفربول في إنكلترا ستغرّد خارج سربها كما في الأعوام الخمسة الأخيرة مع فارق وحيد في موسم الـ2024/2025 وهو أنّ الفريق الكاتالونيّ برشلونة عاد إلى مستواه وقد يكون الوحيد المنافس لسيطرة الفرق الثلاثة.
ففي إنكلترا حيث البطولة الأجمل والأقوى، أظهر مانشستير سيتي وليفربول سريعًا أنّهما من طينة مختلفة عن الفرق الأخرى بمن فيها الأندية الرنّانة الأخرى في الـ"بريميرليغ" كالأرسنال وتوتنهام وأستون فيلا ومانستر يونايتد وتشلسي .
فقد أظهر سيناريو انطلاق الموسم في إنكلترا أنّ السيتي هو البطل الّذي لديه فريق متكامل في مختلف الخطوط وسوف يتابع فرض إيقاعه وإسقاط ضحاياه من خلال الماكينة المرعبة الّتي يقودها المدرّب الثعلب بيب غوارديولا ويتقنها على أرض الملعب دفاع هو الأصلب مع خطّ وسط يقوده المنفّذ البلجيكيّ كيفن دو بروين ورودري ومن أمامهما الماكينة الهجوميّة الّتي لا تعرف الرحمة مع النرويجيّ أيرلينغ هالاند.
ولكنّ مانشستر سيتي سيخشى فقط فريقًا واحدًا لا غير في بريطانيا وهو خصمه اللدود في السنوات الخمس الأخيرة ليفربول المتجدّد في مركز الجهاز الفنّيّ مع أرني سلوت وهو المدرّب الهولّنديّ الهادىء الّذي أخذ الشعلة من الألمانيّ يورغن كلوب وحوّل في ظرف أسابيع فريق الريدز إلى قوّة ضاربة جارفة لكلّ فريق يلتقي معه وليس آخرها مانشستر يونايتد الّذي ذاق طعم الهزيمة على ملعبه في الـ"أولد ترافورد" بنتيجة قاسية 0-3 كادت أن تكون أكبر بكثير أيضًا.
فليفربول في هذا الموسم متماسك في كلّ خطوطه حيث إنّ دفاعه لا يخرق بقيادة فان دايك والفرنسيّ كوناتي، ولكن ما يقدّمه في خطّ الوسط سيكون هو نقطة التفوّق الكبيرة عن الآخرين مع المجريّ سوبوزلاي صاحب التقنيّات الرائعة وإلى جانبه الأرجنتينيّ الدوليّ ماك أليستر قائد تحرّكات الفريق الأحمر والنجم الإنكليزيّ ترانت ألكسندر أرنولد ومن أمامهم الفرعون المصريّ محمّد صلاح الّذي أكّد للأوساط القريبة منه أنّه في هذا الموسم في أفضل مستوى له منذ قدومه إلى إنكلترا، خصوصًا وأنّ تجانسه مع زملائه في الفريق هو الأفضل، كما أنّ تفاهمه مع المدرّب سلوت أعاد له كلّ الثقة، وها هو في كلّ مباراة خاضها منذ بداية الموسم يسجّل هدفًا ويقدّم تمريرة حاسمة.
ولكنّ الفارق في ليفربول هذا الموسم هو أنّ نجمه الكولومبيّ لويس دياز، 26 عامًا، يعتبر حاليًّا من أخطر ثلاثة مهاجمين في العالم إن لم يكن الأخطر عند بعض المراقبين الإنكليز الّذين يعتبرونه متكاملًا حتّى أكثر من هالاند ومبابي وفينيسيوس.
كما أنّ ليفربول أعاد إلى مركز الرأس الحربيّ البرتغاليّ دييغو جوتا الموهوب واّلذي تعتبره البرتغال مركز الثقل لخلافة تقنيّات كريستيانو رونالدو، وهو كان تعرّض إلى إصابات عدّة أبعدته عن الملاعب في الموسمين الماضيين قبل أن يعود إلى أعلى مستوى له مع انطلاق الـ"بريمير ليغ". ولدى ليفربول أخيرًا حلول بديلة لأيّ مفاجأة مع الهولّنديّ الدوليّ غاكبو ونجم الأورغواي داروين نونيز في خطّي الوسط والهجوم، من دون أن ننسى ضربة المعلّم الّتي خطفها ليفربول بتعاقده قبل أيّام قليلة مع نجم المنتخب الإيطاليّ وفريق جوفنتوس فريديريكو كييزا الّذي وصل في نهاية الأسبوع الماضي إلى ليفربول للالتحاق به.
ليفربول ومانشستر سيتي سيغرّدان في دوري الأبطال خارج سربهما ولكنّ أنظارهما ستكونان مسلّطتين على كلّ من صاحب كلّ الأرقام القياسيّة ريال مدريد ومنافسه اللدود التاريخيّ برشلونة العائد بقوّة إلى المنافسة... وللحديث تتمّة غدًا.