بعد نحو شهرين على الانتخابات التشريعية، تدخل المشاورات بشأن تعيين رئيس جديد للوزراء في فرنسا مراحلها النهائية، مع استقبال الرئيس إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين، شخصيتين يتم التداول باسمهما كأبرز الخيارات لهذا المنصب.

وتهدف المشاورات المتسارعة لتحديد اسم لمنصب رئيس الوزراء، يكون قادر على تفادي إسقاطه بالغالبية في الجمعية العامة، في حين أنّ الانتخابات أفرزت واقعاً سياسياً معقّداً في فرنسا بعدم حصول أيّ من الأطراف الرئيسيين على غالبية صريحة في البرلمان.

ويستقبل ماكرون رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف والقيادي في حزب الجمهوريين  كزافييه برتران، في إطار محادثاته بشأن تسمية رئيس جديد للوزراء.

ويرى مراقبون أنّ كازنوف المرشح الأوفر حظاً، في حين نُقل عن مصدر مقرب من ماكرون قوله: إنَّ تعيينه رئيساً للوزراء "احتمال لكنه ليس مؤكداً. إنّه خيار ولكن علينا أن ننظر عن كثب".

وبحسب أوساط ماكرون، من المحتمل أن يتم التعيين يوم الثلاثاء.

في المقابل، أكَّدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء السابق كازنوف أنه لا يبحث عن العودة الى هذا المنصب "لكن في حال قام بذلك، فسيكون بدافع الواجب وتجنيب البلاد مواجهة صعوبات إضافية".

ويبحث ماكرون عن رئيس للوزراء لن تعرقل القوى السياسية في الجمعية الوطنية تعيينه. لذلك استبعد تعيين "لوسي كاستيه" التي اقترحتها "الجبهة الشعبية الجديدة"، التحالف اليساري الذي تصدر نتائج الانتخابات الأخيرة، فيما يريد الرئيس الفرنسي أن يكون التكتل الوسطي جزءاً من أي غالبية مستقبلية في الجمعية الوطنية.

وفي ظل الانقسام السياسي الحاد في فرنسا راهناً، تواصل حكومة رئيس الوزراء "غابريال أتال" تصريف الأعمال.

وشغل كازنوف (61 عاماً) حقيبة الداخلية في وقت الهجمات الجهادية الدامية عام 2015، كما عيّنه هولاند رئيساً للوزراء في الأشهر الأخيرة من ولايته.

وانسحب من الحزب الاشتراكي في العام 2022 بعد معارضته الشديدة للتحالف مع "فرنسا الأبية"، أبرز أحزاب اليسار المتطرف في البلاد.

وقد يسمح ذلك لكازنوف بنيل دعم الكتلة الوسطية في الجمعية الوطنية، وتفادي حجب الثقة من قبل اليمين واليمين المتشدد. إلّا أنّ وصوله إلى مقر رئاسة الوزراء في ماتينيون قد يتسبب بانقسام في أوساط الاشتراكيين.