تعرّفَ الجمهورُ العربي في الموسم الأوّل من برنامج "ذا فويس كيدز" على الفتاةِ المصريّةِ جويرية حمدي، ووصلتْ إلى نهائياتِ البرنامج في فريقِ الفنان تامر حسني، وذلك عام 2016. فازتْ بلقبِ الموسم الأوّل اللبنانية لين الحايك من فريق كاظم الساهر، بينما بقيتْ جويرية واحدةً من أبرزِ المواهب التي تركتْ أثراً عميقاً في الجمهور، نظراً لمقدراتِها الصوتيّة العالية، وكانَ عمرهُا في حينها تسع سنوات فقط!
جويرية والحجاب
العام الماضي ارتدتْ جويرية الحجاب أي في عمر الثامنة عشر، وصارتْ "بلوغر" عبرَ مواقع التواصل الاجتماعي، بشكلٍ خاص "تيك توك"، كما لم تتخلَ عن حلمها باحتراف الغناء، بالإضافة إلى دراستها اللغة الصينية في الجامعة.
حاولت ريهام سعيد "تنميطها"!
قبلَ أيام استضافتْها الإعلاميّة المصريّة ريهام سعيد، وبدتْ جويرية في مرحلةٍ متقدّمة من الذكاء في الإجابة على أسئلةٍ تنميطيّةٍ صدرتْ من ريهام.
وكأنَ ريهام تستهجنُ من ارتداءِ فتاةٍ "موهوبة" للحجاب، وصارتْ تلمّحُ إن كانتْ عائلتها هي مَن ضغطت عليها في ذلك. أجابتْ جويرية على الأسئلة التي أتتْ "تنمطيّة" بطريقةٍ سلسةٍ وواضحةٍ للغاية. في بادئ الأمر قالتْ إنّ أسرتَها "ككثير من الأُسر الإسلامية، من المفروض أنّها تربّي الأبناء على تعاليم دينية محددة"، لكنّها لم تفرضْ عليها ارتداء الحجاب، بل كانَ ذلك بقرارٍ منها.
واستهجنتْ ريهام كيفَ لفتاةٍ محجبّةٍ أن تختارَ البقاء في الغناء، فسألتْ: "إنتِ عاوزة تكوني المطربة المحجبة؟"، وصارتْ تطرحُ على جويرية أسئلةً في الفقه، وتقولُ لها "صوت المرأة عورة". أجابتْ الشّابة الصغيرة عن وابل هذه الأسئلة بوضوح وقالت: "أُريدُ أن أكونُ متعددةَ المجالات، سواء في الغناء أو غيره".
ما يمكن تأكيدهُ أننا مع جويرية، سواء استمرَ لديها خيار الحجاب أو اتّبعت خياراتٍ أُخرى، فإنّها تعد بموهبةٍ فذّة، تبدو مُطّلعةً ولديها المهارة في التعبيرِ عن مشاعرها وأفكارها بمنتهى الهدوء، تماماً كما تغنّي.
في البرنامج أدّتِ الأُغنية التي اشتهرتْ من خلالِها في برنامج "ذا فويس"، أي "جاني بعد يومين" للفنانة المغربيّة الكبيرة سميرة سعيد. وحتى بعد أدائها الأُغنية، اتهمتها ريهام سعيد بالتحفّظ، وكأنها تستمرُ بإطلاقِ الأحكام على فتاةٍ مسلمة محجّبة "تغنّي"!
@hya.tveg إبداع من جويرية... في أغنية قال جاني .,.. مش هتصدقوا جمال صوتها #هي_وصبايا #هي | #hya_tv
♬ original sound - Hya tv
The Voice Kids
يُذكر أنّ "أم بي سي" قدّمت ثلاثة مواسم من برنامج "ذا فويس كيدز The Voice Kids" (أحلى صوت للأطفال)، وهو برنامج يحظى بانتشارٍ عالمي ويُقدّم في بلدانٍ عديدة. عربياً فازتِ اللبنانيّة لين الحايك في الموسم الأوّل، بينما حصدَ لقب الموسم الثّاني المغربي حمزة لبيض، وتمكّن السّوري محمد إسلام رميح من انتزاع لقبِ الموسم الثّالث. تراجعتْ شعبيّة البرنامج في موسمِهِ الثّالث، بعدما صارَ مألوفاً لدى الجمهور أن يستمعوا لأصواتِ أطفالٍ يتمتعون بمقدراتٍ عالية، وكذلك قُتلتْ في البرنامج العفويّة التي كانت تخيّم على موسمه الأوّل بشكلٍ أخص، فصارَ الطفل المشارك يتوقع ما قد ينتظرهُ! ذلك التراجع يشبهُ الخط البياني الذي ينزل في المواسم اللاحقة من برامج المواهب، ما لم تُعتمدْ فيها عناصر الإثارة الأُخرى، كالمشاكل التي قد يثيرها أعضاء لجنة التحكيم أو أن يتضمّن مواهب استثنائيّة خارجة عن المألوف في مساحاتِ الصّوت وطريقةِ الأداء.