بعد أيّام على انطلاق موسم كرة القدم الأوروبّيّ الجديد، بدأ محلّلو كرة القدم والرياضة بشكل عام يبحثون عمّا إذا كانت هناك إمكانيّة لأيّ من فرق إسبانيا في الليغا والبطولات الوطنيّة الأوروبّيّة الخمس الكبرى لوقف اندفاع ريال مدريد ومنعه من إحراز كلّ الألقاب الممكنة وفي شكل خاصّ دوري الأبطال الأوروبّيّ الـ"تشامبيينز ليغ" والدوري الإسبانيّ الـ"ليغا".
وفي تحليل سريع وأوّليّ بعدما خاض ريال مدريد مبارتين رسميّتين إلى اليوم أمام أتالانتا الإيطاليّ في كأس السوبر وجاءت ناجحة جدًّا للريال خصوصًا في شوطها الثاني، وأمام مايوركا في افتتاح الدوري الإسبانيّ والّتي حملت تعادلًا 1-1 مفاجئًا للريال وجماهيره، كانت القراءة الأولى لتلك النتيجتين أنّه لا يمكن لأحد أن يمنع أبدًا الفريق الملكي من تحقيق مبتغاه بالفوز في كلّ البطولات الّتي سيشارك بها خلال موسم 2024/2025 إلّا في حالة واحدة فقط لا غير.... وهي السقوط بالنيران الصديقة.
ومن هنا، جاء الاستفسار حول ماذا يعني السقوط بالنيران الصديقة، فكان الجواب لهؤلاء المحلّلين أنّ مشكلة ريال مدريد الوحيدة هي بفائض قوّته الهجوميّة الّتي تحلم فرق أوروبّا بأن تكون لديها نصفها ليتحوّل هذا الفائض أحيانًا إلى نقمة.
وجاءت نتيجة مباراة ريال مدريد بالتعادل مع مايوركا لتعطي لمحة عن هذا السيناريو، إذ إنّ دفع ريال مدريد بأربعة مهاجمين لديهم مهارات الاندفاع الفرديّ لاختراق أيّ من الدفاعات اصطدم أحيانًا (كما كان الحال أمام مايوركا) ببعضهم البعض.
وقد التقطت قناة "موفيستار" الإسبانيّة حديثًا جانبيًّا بين نجوم الريال الثلاثيّ بيلينغهام ومبابي وفينيسيوس جونيور وفحواه حول هذا الاستنتاج، حيث اتّفق الثنائيّ البرازيليّ-الفرنسيّ على محاولة تبديل مراكزهما أحيانًا لمحاولة مفاجأة التركيبة الدفاعيّة لمايوركا لمحاولة إجراء تغيير في نتيجة المباراة.
كذلك، نقلت صحيفة لاماركا الإسبانيّة حديثًا خلال الشوط الثاني من تلك المباراة بين بيلينغهام ومبابي يقول فيه اللاعب الإنكليزيّ لزميله الفرنسيّ: "علينا إنهاء هجماتنا بتسديدات على المرمى لنخفّف من حدّة إيقاع المباراة".
وجاء هاجس جماهير الريال بأن تتحوّل أحيانًا نعمة وجود أبرز ثلاثة مهاجمين في العالم حاليًّا إلى كابوس بدلًا من أن تكون حلمًا رائعًا. هذا الهاجس قد يكون الأمل الوحيد لمنافسي الريال كبرشلونة في إسبانيا ومانشستر سيتي وليفربول وبايرن ميونيخ في أوروبّا لعدم إضافة لقب أوروبّيّ للفريق الملكيّ يحمل الرقم 16 في دوري الأبطال.
فتلك الأندية الأوروبّيّة مقتنعة بأنّ هذا السيناريو هو الممرّ الوحيد لهم لمحاولة التفوّق على الفريق الملكيّ بيد أنّ كارلو أنشيلوتي بدّد سريعًا تلك الأوهام بقوله بعد تعادل فريقه أمام مايوركا إنّ ريال مدريد عندما يخلق توازنًا بين قوّة هجومه ودفاعاته يكون عندها قد دخل السكّة الصحيحة ووجد تجانسه وعندها لن يكون في إمكان أحد السير مع مكنة الفريق الملكيّ وقوّته الجارفة لكلّ البطولات.
يبقى أنّ الأيّام والأسابيع المقبلة ستظهر فيما إذا كان إفراط الفريق الملكيّ بقوّته الهجوميّة ستتحوّل إلى نعمة أم كابوس؟