قدّمت البطلة الأولمبّيّة اللبنانيّة ليتيسيا عون أداء بطوليًّا في مسابقة التايكواندو في الألعاب الأولمبّيّة في باريس، وكانت على قاب قوسين أو أقرب من أن تهدي لبنان ميداليّة في الألعاب ينتظرها اللبنانيّون منذ 44 عامًا، وتحديدًا منذ عام 1980 حين أحرز المصارع اللبنانيّ حسن بشارة برونزيّة للبنان في أولمبياد موسكو.

فقد أمتعت ليتيسيا عون اللبنانيّين طوال يوم أمس الخميس بأدائها البطوليّ في مسابقة وزن الـ57 كلغ في التايكواندو بعدما حوّلت الحلم إلى حقيقة بتقديمها عرضًا ممتازًا بدأ في الدور الأوّل عندما فاجأت ليتيسيا عون لاعبة تايبيه الصينيّة لو شيا لينغ وفازت عليها بنتيجة 2-0، علمًا أنّ الأخيرة هي صاحبة الميداليّة الفضّيّة في بطولة العالم الأخيرة وحاملة الميداليّة البرونزيّة في ألعاب طوكيو في عام 2021.

وبعد فوزها على نجمة تايبيه الصينيّة، التقت ليتيسيا عون في مباراة الدور الربع النهائيّ لاعبة مقدونيا ميليجانا ريلجيكج الّتي أسقطت بطلة العالم للمسابقة، فكانت ليتيسيا هي الأفضل وفرضت إيقاعها على المباراة فسيطرت بشكل محكم على اللاعبة المقدونيّة، وتقدّمت عليها في الجولة الأولى 10-3 وفي الجولة الثانية 3-0 لتحقّق انتصارًا تاريخيًّا للبنان في الألعاب الأولمبّيّة بتأهّلها إلى المباراة النصف النهائيّة لتكون على بعد خطوة صغيرة من تأكيد إحرازها ميداليّة غابت عن خزائن وطن الأرز منذ 44 عامًا وأصبحت بالتالي من رابع المستحيلات إلى أن أظهرت ليتيسيا عون سيناريو مختلفًا.

وفي المباراة النصف النهائيّة، واجهت ليتيسيا عون صاحبة التصنيف الـ11 على صعيد العالم اللاعبة الإيرانيّة ناهيد كيانيشاندي الّتي تفاجأت بانطلاقة رائعة للنجمة اللبنانيّة الّتي تقدّمت سريعًا بنتيجة 3-0 بعد تسديد ليتيسيا نقاط تقدّم سريعة، لكنّ سيناريو الأحداث الّتي تلت تقدّم البطلة اللبنانيّة أتت معاكسة لإرادة اللاعبة اللبنانيّة، إذ إنّ الـ"تشالنج" الّذي طالبت به عون رفضه الحكم المراقب، بحيث تأثّرت ليتيسيا عون معنويًّا ففقدت بعضًا من تركيزها، فاستفادت اللاعبة الإيرانيّة من تحقيق 8 نقاط متتالية لتحسم الجولة الأولى فالثانية بنتيجة 3-0 لتتأهّل اللاعبة الإيرانيّة إلى المباراة النهائيّة، بينما خاضت ليتيسيا عون مباراة على تحديد المركزين الثالث والمركز الرابع.

وفي مباراة تحديد المركز الثالث، لم تكن اللاعبة اللبنانيّة جاهزة معنويًّا ولا بدنيًّا، إذ إنّها كانت تعاني من ألم بسبب إصابة تعرّضت لها النجمة اللبنانيّة في ركبتها، فلم يعد في إمكان اللاعبة اللبنانيّة منافسة خصمتها الكنديّة بارك الّتي فرضت في المقابل إيقاعها على أرض الملعب مستفيدة من الحالة البدنيّة المستجدّة للّاعبة اللبنانيّة بسبب إصابتها وتقدّمت على عون بنتيجة 2-0 لتحصل على الميداليّة البرونزيّة.

وفي كرة السلّة، أفلتت الولايات المتّحدة الأميركيّة من سقوط محتّم أمام صربيا عندما واجه فريق الدريم تيم منتخبًا صربيًّا منظّمًا جدًّا وجاهزًا لمواجهة الولايات المتّحدة بسيناريو شهد تفوّقًا صربيًّا واضحًا على مدى 37 دقيقة من المباراة مع فارق نقاط تخطّى أحيانًا عدّة عتبة الـ15 نقطة لمصلحة صربيا. وانتهى اللقاء بفوز خاطف للولايات المتّحدة بنتيجة 95-91 بمباراة أنقذ خلالها ساحر كرة السلّة الأميركيّة ستيفان كيري منتخب الدريم تيم من السقوط بتسديداته القاتلة وبنسبة عالية جدًّا من النجاح قد تكون هي الأفضل له في هذا الموسم، إذ سجّل ستيفن كيري 36 نقطة للمنتخب الأميركيّ، من بينها 9 ثلاثيّات ناجحة من 14 محاولة فقط في نسبة نجاح خياليّة لساحر الـ"NBA".

من ناحيته، سجل الملك ليبرون جايمس 16 نقطة و12 ريباوند، إضافة إلى عشر تمريرات حاسمة ليحقّق التريبل دوبل لفريق الدريم تيم، كما أضاف اللاعب الفرنسيّ والمجنّس أميركيًّا جويل أمبيد 19 نقطة للفريق الأميركيّ الّذي تقدّم للمرّة الأولى على صربيا قبل دقيقتين من نهاية المباراة الّتي كان نجماها العملاق الصربيّ نيكولا يوكيتش قائد دنفر ناغتس والّذي تلاعب بدفاعات الولايات المتّحدة وسحب الدفاعات الأميركيّة نحوه فسمح لمواطنه بوغدان بوغدانوفيش نجم المباراة بثلاثيّاته القاتلة وأدائه الرائع ليتجاوز الفريق الأميركيّ صربيا بفارق 4 نقاط بعدما استفاد الفريق الأميركيّ من وقوع العملاق يوكيش في الـ"الفاول ترابل" باكرًا قبل 3 دقائق من نهاية الربع الثالث بينهما.

وبفوزه على صربيا 95-91، يكون المنتخب الأميركيّ قد تأهّل إلى نهائيّ الألعاب حيث يواجه ليل السبت المقبل المنتخب الفرنسيّ على الميداليّة الذهبيّة، علمًا أنّ فريق الدريم تيم سبق وفاز أربع مرّات بالميداليّة الذهبيّة في الألعاب الأولمبّيّة. فهل تكون باريس هي الّتي ستحمل الرقم خمسة للمنتخب الأميركيّ أم أنّ للديوك مفاجأة ما قد تطلّ برأسها ليل السبت المقبل.