للمرة الأولى ومنذ الثامن من تشرين الأول الفائت يشعر اللبنانيون باقتراب الخطر الإسرائيلي بشنّ حرب على لبنان إلى هذا الحد، وقد انعكس ذلك حتّى على حركة السيارات في الشوارع، والتي غالباً ما تكون يوم الاثنين مزدحمة خصوصاً عند مداخل العاصمة بيروت في طرقاتها الفرعية، إلّا أنَّ اليوم لم تكن على هذا النحو، في حين ارتفع منسوب التهويل الدولي كلٌ يدعو رعاياه إلى المغادرة، كل ذلك جاء على اثر حادثة مجدل شمس في الجولان المحتل بعد عطل تقني أصاب منظومة القبة الحديدية فانطلق منها صاروح استهدف مجموعة من الأطفال داخل ملعب لكرة القدم، وفق رواية غالبية أهالي البلدة أنفسهم. فيما زعمت إسرائيل أن الحادثة حصل نتيجة سقوط صاروخ أطلقه حزب الله الذي نفى من جهته أيّ علاقة له بالحادثة متهما إسرائيل بالوقوف خلفها ومحاولة استغلالها. 

وبعد اجتماع دام نحو 3 ساعات، فوّض مجلس الحرب المصغّر، رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت بتحديد "نوع وتوقيت" الردّ الإسرائيلي على هجوم حزب الله، الذي بدوره أطلق الكثير من الرسائل في كلّ الاتجاهات بأنّ الرد لن يكون دون ردّ وبنفس الحجم. 

الحزب أبلغ اليونيفل: سنردّ بالمثل

في غضون ذلك، أبلغ حزب الله قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، بأنّ أيّ تصعيد إسرائيلي باتجاه بيروت أو المدنيين سيتمّ الردّ عليه باتجاه العمق الإسرائيلي وأيّ تصعيد يمكن أن يجرّ المنطقة لحربٍ مفتوحة.

من جهتها، أفادت مصادر مطّلعة من حزب الله، بأنّه "مهما كان وصف وحجم الردّ الإسرائيلي سيكون له ما يقابله"، مؤكّداً أنَّ الحزب واضح بأنّ الخروج عن قواعد الاشتباك سيكلّف العدو كثيراً.

إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام

من جهته، أكَّد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "نريد إيذاء حزب الله لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة".

ونقلت رويترز عن مسؤولين إسرائيليين انَّ إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان، فيما أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى أنّ الرد على حزب الله سيكون "محدوداً لكنّه ذو مغزى".

وزير الخارجية البريطانية اتصل بـ"ميقاتي" من أجل التهدئة 

وواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته الديبلوماسية المكثفة بعد التهديدات الإسرائيلية، وتلقّى في هذا الاطار اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي "جدّد دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس منعاً للتصعيد"، داعياً "إلى حلّ النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة".

في وقت سابق، شدد ميقاتي خلال الاتصالات على أنّ الحل يبقى في التوصّل الى وقف شامل لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلّص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار إلى التصعيد الذي يزيد الأوضاع تعقيداً ويؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ".

كذلك، جدد رئيس الحكومة خلال هذه الاتصالات التشديد على موقف الحكومة بالأمس بإدانة كلّ أشكال العنف ضد المدنيين، وأنّ وقف طلاق النار بشكل مستدام على كلّ الجبهات هو الحلّ الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الأوضاع ميدانياً، مشدداً على "أنّ الموقف اللبناني يلقى تفهّماً لدى جميع أصدقاء لبنان، وأنَّ الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي وأوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه".،

وقد اطلع رئيس الحكومة من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على حصيلة الاتصالات الجارية في هذا السياق أيضاً، كما أجرى سلسلة اتصالات مع الوزراء المعنيين في إطار المتابعة الدورية لشؤون وزاراتهم .

دولٌ تُحذر وشركات طيران تعلّق رحلاتها الجوية إلى بيروت

أعلنت مجموعة "لوفتهانزا"، في بيان اليوم الاثنين، تعليق رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز المقبل بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط، مضيفةً: "أنّ الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز ولوفتهانزا جرى تعليقها كإجراء احترازي".

ولاحقاً، اعلنت لوفتهانزا الألمانية وطيران سويسرا تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل، أمّا شركتا طيران "Air France" وترانسافيا فقد علقتا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغداً.

توازياً، أفادت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، اليوم الاثنين، أنَّ عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلّق بمخاطر التأمين في ظلّ تصاعد التوتّر بين "إسرائيل" ولبنان والذي تسبب في إلغاء أو تأخر بعض الرحلات في مطار رفئق الحريري الدولي.

وأظهرت بيانات "فلايت رادار- 24" أنّ "الخطوط الجوية التركية" ألغت رحلتين ليل الأحد الفائت، كما ألغت شركة "طيران صن إكسبرس" التركية للرحلات منخفضة التكاليف وشركة "إيه جيت" التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة "طيران إيجه" اليونانية و"الخطوط الجوية الإثيوبية" وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم الاثنين.

من جهتها، نشرت السفارة الأميركية في لبنان على منصة إكس" مقطع فيديو لمساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون القنصلية رينا بيتر اعتبرت فيه أن " لبنان صديق للولايات المتحدة وأنا سعيدة لزيارته للمرة الأولى".


وقالت بيتر: "أولاً أود تأكيد أن واشنطن تركز بشدة على لبنان والأولوية الكبرى للولايات المتحدة الأميركية هي سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في الخارج بينما نواصل مراقبة الأوضاع المعقدة المتتالية بسرعة، أود أن استفيد من هذه الفرصة لتذكيركم ببعض النقاط الأساسية المتعلقة بالاستعداد للأزمة، ان لم تفعلوا ذلك مسبقاً عليكم التسجيل على موقع smart travel enrollment program or step. ويمكنكم التسجيل مجاناً عبر موقع travel.state.gov أو عبر موقع السفارة الأميركية، بمجرد التسجيل ستتلقون مباشرة الانذارات من السفارة. ننصح المواطنين الأميركيين بتحضير خطة عمل للأزمات والمغادرة قبل بدء أي أزمة".

أضافت: "ان الرحلات التجارية المعتادة هي دائماً الخيار الأفضل، بينما ما زالت وسائل التواصل والمواصلات والبنية التحتية سليمة وتعمل بشكل طبيعي، تأكدوا من صلاحية جوازات سفركم على أنها صالحة وفي حال لم يكن جواز سفركم صالحاً لأكثر من ستة أشهر الرجاء زيارة موقع السفارة الأميركية في بيروت للحصول على موعد لتجديده. في حال لم تعد الرحلات التجارية متاحة، على الأشخاص الموجودين في لبنان التحضير لأخذ ملاجئ أماكن تواجدهم لفترات طويلة".

وختمت: "إذا كان أقاربكم يخططون لزيارتكم في لبنان هذا الصيف، نأمل منكم تحفيزهم على إعادة النظر في سفرهم نظرا للصعوبات التي قد تعوق المغادرة في حال تزايد الصراع في المنطقة. ان التحضير أساسي في الاستعداد لأزمات وآمل ان تخصصوا بعض الوقت لمتابعة هذه الخطوات حتى نتمكن من الحفاظ على سلامتكم وسلامة عائلاتكم".

وبدوره، نصح المتحدث باسم الخارجية الألمانية دينيس كوميتات، "الرعايا الألمان بمغادرة لبنان بشكل عاجل"، فيما أعلنت السفارة السعودية عبر منصة "إكس" أنّها "تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية جنوب لبنان، وتؤكَّد على دعوتها السابقة لكافة المواطنين السعوديين إلى التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان".

كذلك، طلبت الخارجية الايطالية من رعاياها في لبنان المغادرة فوراً. 

وحذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية من التصعيد الخطير في جنوب لبنان، ومن تداعيات إشعال حرب جديدة ضد لبنان في ضوء التطورات الخطيرة، لافتةً إلى أن التصعيد في الجنوب اللبناني قد يدفع نحو توسع الحرب إلى حرب إقليمية شاملة.


ميدانياً 3 شهداء و3 جرحى 

ميدانياً، شنّت مسيّرة إسرائيلية، صباح اليوم، غارتَين استهدفتا سيّارة ودراجة نارية، تباعاً، في محيط بلدة شقرا، وعلى الأثر أعلن الدفاع المدني في الجنوب عن سقوط شهيدين و3 جرحى بينهم طفل.

وتعرضت الاحياء السكنية في ميس الجبل، وأطراف مركبا  لقصف مدفعي، كما اندلع حريق في محيط مكب النفايات عند الأطراف الغربية لميس الجبل بفعل قصف فوسفوري استهدف المنطقة.

ولاحقاً، قام جيش العدو الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة كفركلا من مرابضه في مستعمرة المطلة.


في المقابل، قصف مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية، موقع البغدادي بعشرات صواريخ الكاتيوشا، بينما نعت المقاومة الشهيدين عباس فادي حجازي من مواليد عام 1995 من بلدة مجدل سلم، وعباس محمد سلامي زين العابدين مواليد عام 1991 من بلدة خربة سلم.