أكَّد الرئيس الإيراني المنتخب الإصلاحي مسعود بيزشكيان أنّه "سيمدّ يد الصداقة للجميع". جاء هذا الموقف في أول تصريحات له منذ إعلان فوزه في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية أمام المحافظ المتشدّد سعيد جليلي.

وقال بيزشكيان في تصريح للتلفزيون الرسمي "سنمدّ يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد".

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية فوز بزشكيان، إذ قال المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية محسن إسلامي إنّ مرشّح الجناح الإصلاحي بيزشكيان أصبح الرئيس التاسع لجمهورية إيران الإسلامية منذ تأسيسها.

وأضاف: "حصل مسعود بيزشكيان على 16 مليوناً و384 ألفاً و403 أصوات، وحصل منافسه سعيد جليلي على 13 مليونا و538 ألفاً و179 صوتاً".

ولفت إسلامي إلى أنّه جرى فرز 30 مليوناً و573 ألفاً و931 صوتاً، وأنّ نسبة التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية بلغت 49.8٪، متجاوزة نسبة التصويت في الجولة الأولى. 


من هو بيزشكيان الرئيس التاسع لإيران؟

مسعود بيزشكيان طبيب وسياسي إصلاحي إيراني من مواليد 1954 في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية شمال شرقي إيران وترعرع في كنف عائلة ملتزمة. أنهى دراسته  الابتدائية في مهاباد. ولمواصلة تعليمه التحق بمعهد الزراعة في مدينة ارومية وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية. نُقل إلى مدينة زابل الحدودية من محافظة سيستان وبلوشستان عام 1973 لأداء الخدمة العسكرية. بعد انتهاء خدمته العسكرية قرّر أن يصبح طبيباً، فحصل على الدبلوم الطبيعي عام 1975، ثم بعد عام تم قبوله في مجال الطب بجامعة مدينة تبريز للعلوم الطبية.

ومع بدء الحرب على إيران عام 1980، كان بيزشكيان مسؤولاً عن إرسال الفرق الطبية إلى جبهات القتال، ونشط في العديد من العمليات مقاتلاً وطبيباً. أكمل دورة الطب عام 1985 وبدأ العمل في كلية الطب مدرّساً لعلم وظائف الأعضاء. وفي عام 1990 حصل على تخصّص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصّص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران، وتم تعيينه في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفي ما بعد أصبح رئيساً له.

وفي عام 1994 عيّن رئيسا لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرت رئاسته حتى عام 2000. ثم نُقل إلى طهران وتولى منصب نائب وزير الصحة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمدة 6 أشهر. وبعد ذلك، في الولاية الثانية لرئاسة السيد محمد خاتمي، تسلم بزشكيان منصب وزير الصحة وبعد فترة تمت مساءلته من قبل البرلمان، ومن ثم ترك منصبه.

وفي عام 2013، قدّم ترشيحه للانتخابات الرئاسية، لكن مجلس صيانة الدستور رفض ملفه، وفي 2016 تمكّن من الفوز بمقعد في انتخابات البرلمان وحافظ على مقعد في البرلمان لسنوات طويلة. كما وأن بيزشكيان يمثّل مدينة تبريز في البرلمان منذ عام 2008.

من جهته، يرى بيزشكيان أنّه لا يمكن حلّ المشاكل الداخلية في إيران دون حلّ المشاكل مع العالم الخارجي، مشدّداً على أنّ إدارة البلاد تقوم على التعامل البنّاء مع العالم على أساس الحوار والتفاوض مع مختلف الدول.

ويدعو بزشكيان إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية وعلى رأسها أميركا على أساس الأركان الثلاثة المتمثلة بـ"العزة والحكمة والمصلحة"، معلناً في وقت سابق بأنّه سيضع في أعلى سلّم أولويات حكومته إحياء الاتفاق النووي الذي هو من مصلحة ايران ولو لم يكن كذلك لما انسحب منه دونالد ترامب.

كذلك، يعتبر أنّ من مصلحة ايران الانضمام الى “FATF” (مجموعة العمل المالي الدولية) من اجل تطوير وتسهيل التجارة مع الدول الأخرى.