إطلالة تلفزيونية تليقُ بمشوارٍ فني يمتدُ منذُ أكثر من 70 عاماً. هيام يونس، فنّانة لبنانية قدّمت أكثر من 700 أغنية بلهجاتٍ عربيّة متنوّعة، بالإضافة إلى تقديمها القصيدة وتذوّقها الشّعر.
رغمَ برودةِ الطّقس والأمطار الغزيرة في لبنان، إلاّ أنّ صوت "الجامعة العربيّة الفنيّة" هيام يونس بعثَ الدفء الفنّي، مترافقاً مع ابتسامتِها المميّزة وإيجابيّتها المستمرّة. في برنامج "The Stage - المسرح"، كَرَمّتْ قناة LBCI الفنانة اللبنانية الكبيرة هيام يونس، فقٌدِّمَتْ حلقة تليقُ باسمِها وتوثّقُ مشواراً امتدَّ لأكثرِ من سبعينَ عاماً.
تنوّعتْ فقراتُ الحلقة بدءاً من استضافةِ شخصياتٍ فنيّة وإعلاميّة رافقتْ مشوار ابنة "تنورين" هيام يونس، لا سيّما الشّاعر والصّحافي الكبير حبيب يونس الذي تجمعهُ بها صلة قرابة، فتحدّث عن تعاونهما الفنّي معاً، وقالَ إنّ ما يميّز هيام مجموعة أشياء: "طفلةٌ في قلبها، إنسانةٌ ذات خُلق عظيم، تمتلكُ خامةَ صوت لا مثيل لها، متذوّقة للشّعر ولديها مخارج حروف سليمة، بالإضافة إلى إحيائها التراثات العربيّة"، وقد تغنّى حبيب يونس بهيام من شعرٍ قدّمَها فيه عام 2003 فورَ عودتها إلى الفن: "هيام صوتك حلو يا فرحة الأنغام وبِطلتِك ما شفتْ إلا لحن شادي... طِلّي علينا فرح تا تفرح الأيام وتكون سهرة عمر للعمر زوّادي...". وجاءَ ذلك في حفلٍ بعدما كانت هيام يونس قد اعتكفتِ عن الغناء بالتسعينيات، فأوضحتْ خلالَ استضافتها في الحلقة، إنّ ذلك جاءَ بقرارٍ منها وليسَ بضغطٍ من زوجها أنطوان شهوان كما أُشيع، بل هو يشجّعها دوماً.
وتحدّثتْ هيام يونس عن البدايات، عام 1953 من خلال الفيلم المصري "قلبي على ولدي"، حيثُ رافقتها إلى مصر المنتجة آسيا داغر، ولم يكن عمر هيام يتجاوز الخمس سنوات، فقدّمتْ أغنية "وحوي يا وحوي" التي تحوّلتْ لواحدة من أشهر الأعمال الفنيّة لشهرِ رمضان.
وترافقَ ظهورها في الفيلم مع شقيقتها الفنانة الرّاحلة نزهة يونس، التي تحدّثت عنها هيام خلالَ الحلقة بحسرة، وقالت إنّها ذي فضل عليها، لأنّها كانت تعمل وتُصرّ على أن تكملَ هيام تعليمها، بالإضافة إلى جرحٍ آخر في حياتها وهو رحيل شقيقها في حادثِ سيّارة.
كما حضرَ إلى ستديو "The Stage" كل من الشّاعر الكبير ميشال جحا والإعلامي روبير فرنجية والفنان عفيف شيا والسّيدة عايدة بكري، بالإضافة إلى تقديم فقراتٍ فنيّة لأشهر أغنيات هيام يونس، أدّاها كلّ من جنفياف يونس وإليانا مبارك و"الظّاهرة" باسم فغالي. وكذلك كان هناك مداخلات، أبرزها من شقيقها الأديب وجدي يونس والفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق والفنان السعودي حسن اسكندراني.
كشفتْ هيام يونس لأوّل مرّة أنّها لحّنت أغنية "دق بواب الناس"، على عكس ما يُشاع أحياناً بأنّها من ألحان رفيق حبيقة، فقالت إنّ حبيقة وعبود عبد العال وزّعا الأغنية، كما تحدّثتْ عن مشاركتها في كتابة كلمات أغنية "طارت الطيارة" مع الشاعر ميشال طعمة، بالإضافة إلى تذوّقها الشّعر فكانت تراسل الكتّاب والشعراء العرب مثل إحسان عبد القدوس ونزار قباني. وذكرتْ إنّ الرئيس السابق بشارة الخوري أطلقَ عليها لقب "أعجوبة القرن العشرين" حين زارتهُ في القصر الجمهوري وكان عمرها ثلاث سنوات، ولقّبها الموسيقار محمد عبد الوهاب بـ "صاحبة أخطر إحساس"، بالإضافة إلى العلاقة التي جمعتها بالفنان عبد الحليم حافظ الذي كان يزور منزلَ العائلة في "فرن الشباك" ببيروت. وقالت هيام يونس إنّهُ لا يوجد مَن ينافسها في السّاحة الفنيّة، فما يميّزها خلالَ مشوارها الفنّي هو تقديمها أكثر من 700 أغنية من بينها 70 قصيدة لتلقّب بـ "فنانة القصيدة"، لا سيّما غنائها شعر امرؤ القيس "تعلّق قلبي طفلة عربيّة"، وكذلك قدّمت مئات الأغنيات بلهجاتٍ عربيّة متنوّعة أبرزها الأردنيّة والسعوديّة.
واختارتْ يونس النجمة اللبنانية نانسي عجرم لتجديد أغنية "دق بواب الناس"، بالإضافة إلى رغبتها بإعادة تقديم أغنيات قديمة لها كي تعرّف الجيل الجديد بها، وكشفت أنّها تمنّتْ أن تكون أغنية "عالضيعة" للسيدة صباح لها، كما أعلنتْ عن نيّتها المشاركة في مهرجانَي "جرش" بالأردن و"قرطاج" في تونس، وبأنّها ترغب بالمشاركة في الحفلات التي تُقام في الرياض نظراً لشهرتها في تقديم الأغنيّة السّعوديّة.@md_1_1 الرد على @an77aali235 ♬ الصوت الأصلي - قمر حالم
تحافظُ هيام يونس على طلّتها البهيّة وابتسامتها العريضة، بعينَين برّاقتين، وإيجابيّة وروحِ طفلة كما ظهرت لأوّل مرة في مشوارها، وقد أدّتْ خلال حلقة "The Stage" مجموعة من أغنياتها وكأنها تغنّي لأوّل مرة. هيام يونس تبلغ من العمر اليوم 75 عاماً، لكنّ روحها لا تزال روحُ طفلة تتمتّع بمواهبٍ شاملة.