الملفّ الرئاسي بات مؤجلاً بحكم ما تشهده المنطقة من توترات عسكرية محورها الحرب الإسرائيلية على غزّة
على كثرتها وتشعّبها تفرض الأزمات السياسية نفسها على الواقع الداخلي اللبناني، بدءاً من الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية مروراً بالتمديد لقائد الجيش وصولاً إلى المطالبة الدولية بتطبيق مفاعيل القرار 1701، وكلّ جهة سياسية تشدّ غطاء الدستور والقانون على مقاسها ووفق حساباتها، في حين يشهد الجزء الجنوبي من لبنان منذ أكثر من شهرين عدواناً اسرائيلياً متواصلاً بكلّ تفاصيله البشعة من قتل وتدمير وتهجير.
وإذا ما بدأنا بتفنيد الأزمات واحدةً تلو الأخرى ومفاعيها فإنّ الملفّ الرئاسي بات مؤجلاً بحكم ما تشهده المنطقة من توترات عسكرية محورها الحرب الإسرائيلية على غزّة، إذ لم يخفِ الموفد الفرنسي جان ايف لودريان أنّ مهمته الأساس خلال زيارته الأخيرة لم يكن عنوانها العريض رئاسياً، إنّما كان بنداً ثالثاً فالأول هو القرار 1701 والثاني التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، من دون إغفال علاقة هذين البندين بالوضع عند الحدود الجنوبية والخشية من تطورات قد تتصاعد في أيّ لحظة.
المهمة الأساس للودريان لم تكن رئاسية
وعلى رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك للتعبير عن تعاطفه مع الجنوبيين والنازحين يزور البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جنوب لبنان اليوم، حيث من المقرّر أن يستهلّ زيارته التفقّدية من مطرانية صور المارونية عند الساعة العاشرة، على أن ينتقل بعدها إلى مطرانية الروم الكاثوليك، ويتخلّل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الروحية الإسلامية والمسيحية في المنطقة.
واستبق مجلس المطارنة الموارنة برئاسة الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونيّة، الزيارة الجنوبية باجتماع عبّروا من خلاله عن حزنهم العميق حيال الحرب الدائرة في غزّة.
كذلك، شجب الآباء أن تنفتح جبهات جديدة في جنوب لبنان لأيّ فصيل من الفصائل الفلسطينيّة لأنّه إنتهاكٌ لسيادة لبنان كدولةٍ مستقلّة، مذكرين أنّ للدولة اللبنانيّة الحق الحصريّ في اتخاذ قرار الحرب والسلم، كما يجب أن تكون مكتملة الأوصاف بمؤسّساتها الدستوريّة، وأن يكون لديها أداة ٌ فعّالة للدفاع عن البلاد وأهلها. وهذا دور الجيش الذي ينبغي أن يُحافظ عليه كمؤسّسة دستوريّة أساسيّة، وساند في وحدته وقيادته والثقة به، ولا يُسمح للفراغ أن يهدّد مراكز القيادة فيه. كما يجب أن يُعطى كلّ الوسائل الضروريّة من أسلحة ومعدّات وغيرها كي يتمكّن من القيام بواجبه في المحافظة على الدولة والمجتمع بنشر الأمن والسلام والإطمئنان لكلّ الشعب اللبناني.
كذلك، أعرب الآباء عن خشيتهم من أن يؤدي تغيّيب رأس الدولة إلى مزيد من الإستفراد بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شلّ الجيش والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان كساحة في صراعات عسكريّة إقليميّة وفتح حدوده وساحته مجدّداً أمام السلاح غير اللبنانيّ؛ كلّ ذلك هو خروج فاضح على الميثاق وعلى اتّفاق الطائف الذي أعاد السلم الداخلي والخارجي إلى لبنان. وهم يطالبون بكلّ إلحاح دولة رئيس المجلس النيابيّ والسادة النوّاب بانتخاب رئيسٍ للدولة يملأ الفراغ في السدّة الأولى. كما يطالبون دولة رئيس الحكومة بشجب هذه التعديات والتصدي العاجل والحازم لها على كلّ المستويات السياسيّة والأمنيّة والديبلوماسيّة العربيّة والدوليّة".
الحزب يزور جنبلاط
توازياً، كان الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط استقبل في كليمنصو، حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يرافقه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي وأمين السر العام في التقدمي ظافر ناصر.
وخلال الاجتماع، تم عرض مختلف المستجدات والأوضاع العامة، في حين تكتّمت مصادر كلّ من حزب الله والتقدمي الاشتراكي على أجواء اللقاء.
بوتين يحلّ ضيفاً بمهمة إقتصادية خليجية - روسية
دولياً، خرقت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الخليج العربي رتابة المشهد الإقليمي الدولي، إذ حملت طابعاً تجارياً أكثر منه سياسياً، حيث شدّد الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، على أنّ التجارة غير النفطية بين روسيا والإمارات ارتفعت في العام 2022 بنحو 109 في المئة.
وبدوره، أشاد بوتين خلال زيارته الرسمية للإمارات العربية المتحدة أمس بالعلاقات الثنائية، وأشار إلى أنّ الإمارات تعدّ أكبر شريك لروسيا في العالم العربي، قائلاً: إن "حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع في العام الفائت بنسبة 67.6%، وفي سبيله إلى الازدياد. كذلك ازداد التعاون في مجال الاستثمارات والتعاون الصناعي".
ولاحقاً، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثاته مع ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان بن عبدالعزيزآل سعود، إلى أنّه "على مدى السنوات السبع الماضية، اكتسبت العلاقات بين بلدينا زخماً، ووصلت إلى مستوى لم يسبق له مثيل، وقد تحقّق ذلك بفضل السياسة الحكيمة لوالدكم خادم الحرمين الشريفين ملك السعودية بمشاركتكم المباشرة".
ولفت بوتين إلى أنّ البلدين يتمتعان بعلاقات مستقرة في مجال التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني.
السعودية - سوريا خطوة على درب المسار الديبلوماسي
كذلك، وفي خطوة تشي بسلوك العلاقات السعودية - السورية مسارها الدبلوماسي، أدّى اليمين القانونية أمام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أيمن سوسان سفيراً لسوريا لدى المملكة العربية السعودية بحضور وزير الخارجية فيصل المقداد.
الحرب جنوباً
وبالعودة إلى التطوّرات الميدانية نفّذ حزب الله سلسلة من العمليات الهجومية ضد المواقع والتجمعات العسكرية الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية الجنوبية وحققت في صفوف الاسرائيليين إصابات مباشرة في كلّ من مواقع الرادار، رويسات القرن، مستعمرة ميتات، موقع الضهيرة، حدب البستان، جل العلام، تل شعر، الراهب، موقع المالكية، ثكنة راميم والموقع البحري.
في المقابل، استهدفت اسرائيل بالقذائف المدفعية أطراف البلدات الحدودية في عيتا الشعب، كونين، يارون، اللبونة، مارون الراس وبليدا.