موظفو القطاع العام على موعد مع استقبال عيد الأضحى بلا رواتب، فرغم إقرار فتح الاعتمادات خلال الجلسة التشريعية التي انعقدت الأسبوع الفائت، إلّا أنّها جاءت متأخّرة خصوصاً على موظفي الخدمة الفعلية، وربما إلى ما بعد عطلة الأضحى، أي الإثنين المقبل في 3 تموز.

عاد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، إلى باريس من حيث أتى حاملاً الملف اللبناني، ليستهلّ أسبوعه اليوم، بعرض أوراقه فوق مكتبه ويبدأ بتلخيص ما يسهل تلخيصه ومن ثمّ مناقشتها مع المعنيين في الإليزيه، إذ إنَّ من التقى وعلى كثرتهم يتمترسون خلف آرائهم منذ ما قبل زيارته، وفي حين لم يُجهدوا أنفسهم لملاقاة بعضهم البعض في منتصف طريق الأزمة الرئاسية التي شارف عمرها على الـ 9 أشهر، تكاد تدخل البلاد موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدد الأزمات التي تشهدها في آن معاً. بينما تبقى المفارقة بأن غالبية من التقوا لودريان سعوا إلى حرف مسار الموفد نفسه، وكلٌ نحوه وعلى مقاس تطلّعات فريقه. وعليه فإنّ الملف ّالرئاسي دخل ثلّاجة التعطيل التي لم يخرج منها أصلاً، أقلّه حتى منتصف شهر تموز المقبل موعد عودة لودريان إلى بيروت.


وبالعودة للحديث عن الأزمات، فإنّ موظّفي القطاع العام على موعد مع استقبال عيد الأضحى بلا رواتب، فرغم إقرار فتح الاعتمادات خلال الجلسة التشريعية التي انعقدت الأسبوع الفائت، إلّا أنّها جاءت متأخّرة خصوصاً على موظفي الخدمة الفعلية، لأنّ رسم الجداول يتطلّب مزيداً من الوقت وحتى إذا ما أنجزت اليوم وغداً، فالاجراءات التي من المفترض أن تسلكها بعد ذلك من مصرف لبنان نحو المصارف الخاصة، تتطلب نحو 48 ساعة، ما قد يؤجل "إيداع الرواتب" في الحسابات إلى ما بعد عطلة الاضحى أي الإثنين المقبل في 3 تموز.

محاذير رسم من خلالها وليد جنبلاط لنجله الخطوط الحمر قبل أن يترجل عن منبره الحزبي رئيساً للمرّة الأخيرة

بدوره، خرق الحزب التقدمي الإشتراكي رتابة المشهد الداخلي اللبناني، إذ تسلّم جنبلاط الابن من جنبلاط الأب وبكثير من الرضى حزباً سياسياً يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1949 بتقلّباته وإخفاقاته السياسية وانتقالاته من جبهة إلى أخرى حيثما رجحت كفّة ميزان الإقليم والقوى العالمية. ومن إلغاء المركزية الإدارية وتحقيق العدالة الإجتماعية ورفض الفدّرلة والتقسيم وحصر السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية وغيرهاً من التطلعات التي بقيت في إطار الأحلام، وصولاً إلى توصية الأب بحلفاء اليوم ورفاق سلاح الأمس، كلها محاذير رسم من خلالها وليد جنبلاط لنجله الخطوط الحمر قبل أن يترجل عن منبره الحزبي رئيساً للمرّة الأخيرة. أمّا عن الإبن فقد تلقى النُصح الأبوي أمام حشود المختارة وفيما وعد بحفظ كل ما ذُكر تبقى العبرة بالتنفيذ والاداء وهذا ما لن يتغير كثيراً على ما يبدو، واعداً بمستقبل حزبي جديد لن ينكر اخفاقات الماضي ولكن برؤية يكون الخطأ فيها أقلّ حسب تعبيره. 


عالمياً، كانت موسكو خلال عطلة نهاية الأسبوع محطّ اهتمام العالم بأسره، حيث شغلت أحداثها الأخيرة دوائر قرار كبريات الدول، فالتمرّد الذي قاده رئيس مجموعة فاغنر العسكرية "يفغيني بريغوجين" كاد أن يُغير وجه المنطقة لو استمرّ بضع ساعات قبل أن يتدخّل رئيس بيلاروسيا "ألكسندر لوكاتشينكو" ويسحب فتيل الإنفجار متوسطاً بين المتمرّد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع عودة مقاتلي فاغنر إلى قواعدهم في الجنوب عاد الهدوء إلى أنحاء روسيا الاتحادية واشتعل حبر الأقلام تحليلاً حول ما حصل؟ وما الذي سيتبع ذلك من تداعيات على الحرب الروسية - الأوكرانية خصوصاً وأن فاغنز كانت ذراع القيصر الحديدية في الحرب. كلّها أسئلة لن توضحها سوى الايام القليلة المقبلة، فمنهم من قال إنّها طبخة مشتركة بين بوتين وطباخه القديم بريغوجين، وآخرون وصفوها على أنها أول مسمار في نعش القيصر، بانتظار الساعات المقبلة حتى اتضاح الصورة.