وفي تطوّر له دلالاته أعلنت مديرة مكتب الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك أنّ أزعور علّق عمله مؤقّتاً مشيرة إلى أنّه في إجازة حالياً.

أيّ توقّعات لجلسة الانتخاب الرئاسية المقرّرة في الرابع عشر من الجاري لن يكون مصيباً. فالمشهد قبل خمسة أيّام لا يزال يتوزّع بين الثنائي الذي حاول المهادنة والابتعاد عن لغة الاستفزاز والمكابرة، المعارضة والتيار اللذان ينتظران صدور موقف ما يعدّل في المعطيات، قد يتبلور بإعلان الوزير السابق جهاد أزعور ترشيحه علناً بعد نيل موافقة صندوق النقد الدولي.

تقول المعارضة أنّ حظوظ فرنجية ضئيلة وبالمقابل يتعاطى الثنائي مع أزعور على كونه مرشّح تحدّي

وفي تطوّر له دلالاته أعلنت مديرة مكتب الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك أنّ أزعور علّق عمله مؤقّتاً مشيرة إلى أنّه في إجازة حالياً.

من المتوقع أن نكون أمام مرشحين اثنين، كلاهما لديه النسبة ذاتها من الأصوات تقريبا. تقول المعارضة أنّ حظوظ فرنجية ضئيلة وبالمقابل يتعاطى الثنائي مع أزعور على كونه مرشّح تحدّي على ما أبلغ الأمين العام السيد حسن نصر الله الموفد البطريركي المطران عبد الساتر مطلع الأسبوع.

لا ينكر حزب الله أنّه واقع في أزمة في ما يتعلّق بجلسة انتخاب الرئيس البرلمانية. منذ تحدد الموعد دخل الثنائي في عملية تعداد الأصوات التي ستصبّ في صالح مرشحهما سليمان فرنجية، ومثلهما فعلت المعارضة لتكون الحصيلة أنّ أياً منهما لم يتجاوز عدد مؤيديه الـ50 نائباً، ما يؤكّد أنّ الجلسة وإن عقدت فانتخاب الرئيس محال خلالها.

ينقسم النوّاب داخل المجلس بين المعارضة ومعها التيار الوطني الحر لكن ليس بكامل عدد نواب تكتله، والثنائي وحلفائه ومعهم مجموعة نواب سنّة غير محسوم عددهم نهائياً بعد، والمتردّدون ممن تتمّ عملية استقطابهم من المعارضة والموالاة معاً بالإضافة إلى الإشتراكي الذي اختار التصويت لجهاد أزعور بهدف تطيير فرنجية. في آخر جلسة بينهما تقدّم وليد جنبلاط بمطالعة عاطفية مطوّلة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في معرض تبريره رفض التصويت لفرنجية، وكأنّه يطلب منه ضمناً عدم المراهنة على أصوات نواب اللقاء الديمقراطي.

توقعات الثنائي تقول أنّ الجلسة ستعقد بدورة أولى لا يكتمل بعدها النصاب لاستحالة تحقيق أي فريق أكثرية 65 صوتاً. لا يزال الثنائي ورغم كل ما شهدته علاقتهما يراهن على تغيير موقف التيار الوطني الحرّ، خاصّة وأنّ اتفاقه مع المعارضة هدفه فتح المجال أمام مرشّح ثالث، وفي اعتقاده أنّ الطشناق سيصوّت لصالح فرنجية، بينما لا تزال خيارات بعض النوّاب المنفردين غير محسومة وقد لا تنتخب أياَ من المرشحين. طرف ثان مصدر قلق الثنائي هم النواب السنّة الموزعين على أكثر من خيار، مع احتمال أنّ فريقاً منهم يخرج باقتراح لتسمية مرشّح ثالث للرئاسة.

الثنائي يفضّل انسحاب أزعور خاصّة بعدما أبلغه صراحة أنّه لن يكون رئيساً للجمهورية 

بالموازاة بقيت العيون شاخصة نحو ما سيقرّره نواب كتلة اللقاء الديمقراطي الذين التزموا الصّمت عملاً بنصيحة رئيسهم النائب تيمور جنبلاط إلى أن يحين موعد الاجتماع. وفي بيان أصدرته عقب الاجتماع الذي عقد مساءً أمس أعلنت الكتلة "تأييدها ترشيح أزعور لانتخابات رئاسة الجمهورية. مذكّرة بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أول من طرح تسميته ضمن سلّة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدّي. وإذ أوضحت الكتلة أنّ تأييدها لأزعور لا يعني بأيّ حال من الأحوال تموضعها في أيّ اصطفاف، استغربت اعتبار أزعور مرشّح تحدّ.

رئيس مجلس النواب نبيه برّي من جهته أبلغ أنّ الثنائي سيلتزم التصويت لمرشّحه فرنجية، ما تسبّب بتخوّف البعض من نتيجة ذلك في حال زادت اصوات مؤيدي أزعور على الأصوات التي ينالها فرنجية. على حدّ قول مصادر نيابية كان يمكن لبرّي أن يتريّث في كشف أوراقه، خاصّة وأنّ هناك متسعاً من الوقت للجلسة، وهناك من يرجّح تبدّل الموقف ويؤكّد أنّ حزب الله لا يزال في طور دراسة الموقف ومعالم القرار النهائي لم تتضح بعد.

وخارجياً نجحت فرنسا مجدداً في العودة إلى الصدارة بإعلان الإليزيه عن تعيين وزير الخارجية السابق إيف لودريان متخصصاً بالشأن اللبناني، مع ما يستتبع ذلك من زيارة محتمله للبنان يقوم بها الموفد الفرنسي للتواصل مع الجهات المعنية بالإستحقاق الرئاسي.

مصادر نيابية قالت أنّ الأيام الفاصلة عن الجلسة كفيلة بإحداث تبدّل في المعطيات طالما أنّ الثنائي كما المعارضة لم يكشف كامل أوراقه بعد ولو أنّه يتخوّف ضمناً من نسبة الأصوات التي سينالها أزعور مقابل فرنجية، لكنّ المحسوم بالنّسبة للثنائي أنّ حصول فرنجية على اصوات أقلّ لا تعني انسحابه من الحلبة الرئاسية.

وتمضي المصادر قائلة أنّ الثنائي يفضّل انسحاب أزعور خاصّة بعدما أبلغه صراحة أنّه لن يكون رئيساً للجمهورية.

تؤكّد المصادر النيابية أنّ علامات الاستفهام الكبرى هي حول موقفي السنّة وجنبلاط، بحيث لم يستطع جنبلاط معاكسة نجله وبالتالي الكتلة ستنتخب أزعور، فيما ينقسم السنّة ومثلهم التغيريين موزعين مع أرجحية لأزعور.

وتشير المصادر إلى خطوة قيد التبلور ستخرج إلى العلن قبل 14 الجاري من دون الإفصاح عن التفاصيل، وبموازاة الإصطفاف على الجبهتين وعمليات احتساب الأصوات، لا يزال الراعي يسعى لسحب فتيل التوتّر مع الثنائي وأصرّ على إرسال موفده إلى بري، وهو أبلغ أنّه يرفض انتخاب رئيس من دون موافقة الثنائي أو السير عكس إرادته وكسرها. هذه هي المهمّة الصعبة في المرحلة المقبلة، وهذا إنّما يؤشّر إلى تأثير مثل هذا الموقف سلباً على حظوظ أزعور.

الأيام المقبلة ستحمل علامات استفهام كبرى، فهل ستترك العملية الإنتخابية تأخذ مجراها أم أنّ الأوضاع باتجاه تسوية ما؟

لا يريد الفاتيكان صداماً، بينما الرئيس ميشال عون العائد من دمشق يؤكّد وقوف سوريا على الحياد، لأنّه يهمّها التفاهم مع كلّ اللبنانيين، وكذلك موقف السعودية التي لم تعلن أيّ موقف رسمي بعد، وهذا ما يشير إلى أنّ "س - س" بانتظار المرحلة المقبلة، كون المطلوب أن تأتي في جو من الاستقرار وليس الصدام على حد تقدير مصادر سياسية مراقبة.