رغم رحيله، لم يسلم الممثل السوري محمد قنوع، من ضرر مواقع التواصل الإجتماعي وتناقل الأخبار والفيديوهات المزيّفة التي تهدف لجذب المتابعين فقط على حساب حرمة الموت، فضلاً عن التهجّم والتنمّر بحجّة مخالفة مواقفه السياسيّة.
وفي حين تنتشر الفيديوهات عبر "تيك توك" و"يوتيوب"، تحت عناوين مرفقة بتصاميم مزيفة، سرعان ما يدرك المتابع أنّها مزيّفة وغرضها لفت للانتباه ليس إلّا، وهذه ليست المرّة الأولى التي تُعتمد هذه الطريقة عبر منصات مختلفة بعد وفاة أحد المشاهير.
كذلك، في تيك توك ينتشر فيديو، يحمل عنوان شاهد قنوع قبل وفاته يشكو من ألم في قلبه، وهو فعلياً مقطع من بث مباشر لقنوع حيث كان الراحل من الناشطين عبر هذه المنصة، فيما يكثر انتشار العناوين الخداعة على نسق: شاهد فلان وهو يخرج من قبره ويصرخ... شاهد انهيار ابنته، حتى أنّ الجنازات صارت تُفبرك قبل حدوثها، فبعض صنّاع المحتوى يسابقون الزمن بتصميم الصور والفيديوهات حتى قبل إعلان خبر الوفاة بشكل رسمي والهدف واحد هو كسب المتابعين والمشاهدات خصوصاً وأنها تصبح عناوين "ترند".
من جهة ثانية، فإنّ بعض المتابعين يلاحقون المنشورات التي تنعي قنوع وذلك لشتمه وتحريم الرحمة عليه، نظراً لمواقفه السياسية التي كانت مؤيّدة للنظام السوري، وهذا ما اعتبره متابعو الفنان السوري المعارض مكسيم خليل، مستفزاً اثر نعي الأخير لقنوع.
كل ذلك يُعد أقل استفززاً من تحريم الرحمة على شخص معين لأنه يتبع الديانة المسيحية فقط، وهذه جدلية تتجدد في كل مرة يرحل فيها فنان أو شخصية مشهورة تتبع هذه الديانة.
يُذكر أنّ قنوع رحلَ في 22 نيسان الفائت ثاني ايام عيد الفطر، إثر نوبة قلبية عن عمر ناهز الـ49 عاماً. أبو مروان، نسبةً لأبيه مروان قنوع، الممثل والإذاعي الراحل في العام 2020، كانت أولى انطلاقاته من سلسلة مرايا واخرها في مسلسل العربجي الذي عُرض في رمضان-2023 (كتابة عثمان جحا ومؤيد النابلسي، وإخراج سيف سبيعي). والذي أبدع في تأدية الراحل بدور شومان.