منذ استحوذ ايلون ماسك على منصة تويتر بدأت التساؤلات حول مصير مستخدمي المنصة، وما إذا كانوا سيهجرونها الى منصات اخرى.
تشعبت قضية تويتر لتطال تسريح آلاف الموظفين. ولم تنته فصول القضية هنا، بل تحولت إلى قضية تتصل بحرية التعبير وضوابطها وخطاب الكراهية وما شابه من قضايا شائكة، لم يكن آخرها اطلاق ماسك استطلاعا للرأي حول إعادة تفعيل الحساب الخاص بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. مع التذكير بأن فوز ترامب بمنصب رئيس البلاد عزاه كثر حينها الى استخدامه المؤثر لحسابه على تويتر.
https://twitter.com/elonmusk/status/1593767953706921985?s=20&t=hNVY9igAnTprC5WR8gvP6Aولا تنتهي الإشكاليات المتعلقة بتويتر هنا، بل هي متواصلة ومنها سجال تشهده المنصة ومحوره تغريدات ماسك نفسه حول ازمة مع شركة أبل وتحديدا سياسة الآبستور وما يحكى عن شروط تتعلق بالتطبيقات ولاسيما تويتر. وذكّر ماسك في بعض تغريداته بالنزاع القانوني بين ابل والشركة المنتجة للعبة فورتنايت التي تم حظرها من الابستور.
https://twitter.com/elonmusk/status/1597300125243944961?s=20&t=De0PhnzCYKg06f79rRgzOQوآخر التطورات والإشكاليات كانت المواجهة مع صحافيين وصحافيات تم تعطيل حساباتهم بسبب تغريدات نشروها ولم تشفع لبعضهم العلامة الزرقاء التي باتت هي أيضا موضوعاً إشكالياً. وبات الحصول على تلك العلامة من خلال بدل شهري. ويأتي رد ماسك على تغريدة بهذا الشأن ليؤكد انه وخلال اشهر ستتم ازالة العلامات الزرقاء القديمة لان توزيعها شابه الفساد والاستنسابية.
https://twitter.com/elonmusk/status/1602407011106361362?s=20&t=5Ex6GRaXbEGqK5UllGf1egهذه التطورات المتسارعة والمتشعبة دفعت بالكثيرين من مستخدمي المنصة الى ارشفة تغريداتهم وحفظها خوفا من توقف حساباتهم. كما بدأت بعض الحسابات تنشر عن منصات اخرى لاستقطاب المتابعين والمتابعات الى حساباتهم فيها. منهم من لجأ إلى المنصات الأخرى متل أنستاغرام التي بدأت بنشر خاصية مشاركة نصوص صغيرة تحت عنوان نوت تظهر فوق الرسائل. ومنهم من قرر التركيز على بدائل مثل كلوبهاوس ومنهم من بدأ البحث عن بدائل جديدة.
من هذه المنصات البديلة منصة ماستدون، كاونتر سوشال، بوست، تريبل، بلوسكاي وغيرها.
ماستدون حققت اقبالاً كبيرا وسريعا في ظل الوضع الراهن بالنسبة لتويتر. المنصة التي كانت تضم نحو ٥ ملايين حساب في شهر اذار، في ٦ تشرين الثاني وصل عدد المنتسبين الى ٦ ملايين حساب وارتفع العدد بنحو مليون مستخدم في ١٨ من الشهر نفسه. ووصل عدد المستخدمين الى ٨ ملايين مستخدم في ٣ كانون الاول.
وتنشر ماستدون على موقعها وباللغة العربية انها منصة "برنامَج حر ومفتوح المصدر طورته منظمة غير ربحية. يدعم الجُمهور تنمية المشروع وتطويره بشكل مباشر". بالتالي يمكن للحساب ان ينتمي الى خادم مستقل ولكل خادم قواعده وقوانينه الخاصة بالتالي هي لامركزية موسعة بخلاف باقي المنصات تجدر الإشارة إلى أن لمنصة .خالية من الاعلانات
يمكن متابعة الكثير من المعلومات عن الخوادم ومن انضم اليها وكيفية تفعيل الحساب وعملية النشر من خلال المنشورات على تويتر حيث يتداعى الكثيرون الى بناء قواعدهم على المنصة الجديدة. وقد لقي ماستدون إقبالاً كثيفاً ولا يزال.
من جهتها تطل منصة كاونتر سوشال معلنة عن نفسها بأنها منصة لا تنشر الإعلانات وليس لها أهداف تسويقية تجارية بحيث تعتمد على الهبات، مشددة على قواعدها ضد الحسابات الوهمية والمستفزة والأخبار المضللة.
يمكن الحصول على حساب احترافي في كاونتر سوشال مقابل نحو 5 دولارات أميركية. تشبه كاونتر سوشال تويتر من حيث طريقة نشر البوستات، وهي مبنية على برامج مفتوحة المصدر بشكل رئيسي.
على الجهة المقابلة تبدو بوست الوافد الجديد بنسختها التجريبية الاكثر شبهاً بتويتر وهي اليوم تضم نحو ١١٠ الاف مستخدم نشط فقط. طموح القائمين على المنصة بان توفر دخلا للمستخدمين من خلال نظام نقاط يشترونها أو يحصلون عليها من مستخدمين آخرين. للانضمام إلى المنصة يتطلب الأمر تسجيل العنوان البريدي بانتظار دعوة للمشاركة في التطبيق في مرحلته الاختبارية.
بوست لا تضع حداً لعدد الأحرف المسموح بها وهي تسعى للتحول إلى منصة لانتاج مواد صحافية يمكن للصحفيين الحصول على بدل مادي مقابلها من خلال نظام النقاط. الجدير ذكره أن بوست تلقت دعماً مالياً لم يتم كشف حجمه من كل من أندرسين هوورويتز وسكوت غالاوي.
منصة تريبل قدمت نفسها بداية على أنها منافس لفايسبوك من خلال حسابها على تويتر مصوبة على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من خلال هذه التغريدة
https://twitter.com/TribelSocial/status/1539706773505863680?s=20&t=VXeeUalbTbHop6GPQL5jBwتريبل لم تتأخر في التصويب على تويتر رغم الشبه الكبير بينهما من حيث الشكل مستغلة الهجمة على إيلون ماسك وتغريداته.
https://twitter.com/TribelSocial/status/1599840647145742336?s=20&t=06OMLJ2pBVuh0lfA3ziKSwتتيح تريبل لمستخدميها اختيار جمهورهم والتحول إلى مساهمين في مضامين محددة، بحيث يمكن العثور على خبراء في تخصصات مختلفة، ومن خلال المشاركات
يمكن للمساهمين في المحتوى أن يحصلوا على تنويه من خلال نجمة ذهبية وهكذا.
إضافة إلى كل ما سبق يبدو أن الجميع بانتظار منصة جاك دورسي الجديدة، بلو سكاي. دورسي مؤسس تويتر كان قد غرد أخيرا عن منصته الجديدة
https://twitter.com/jack/status/1582457022620237824?s=20&t=aoysElNcQomrQPwPuciShQوفي رده على تعليق حول ما إذا كان التطبيق الجديد يسعى لمنافسة تويتر أجاب جاك دورسي
https://twitter.com/jack/status/1582465456165638144?s=20&t=aoysElNcQomrQPwPuciShQوعلى حساب التطبيق على منصة تويتر نفسها يمكن متابعة آخر التطورات المتصلة والمعلومات حول سبل الانضمام إلى لائحة الانتظار لتجربة التطبيق عند اطلاقه في نسخته التجريبية.
https://twitter.com/bluesky/status/1582437529969917953?s=20&t=uDUqYTD-rRcqKnRhgtibdAتبقى مسألة الاعتياد على المنصات الجديدة ومراكمة الخبرة وتوسيع قاعدة المتابعين بالنسبة للمؤثرين هو ما يحول دون اعلان الانتقال الكلي والنهائي من تويترإلى غيره كما يقولون.