علي شكر 

"صبحية" في بكركي، جمعت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بسفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، الذي خرج مسرعاً من دون الإدلاء بأي تصريح، إلا أنَّ الصدفة التي جمعته مع النائب حسن مراد عند مدخل الصرح البطريركي أوقفته قليلاً للمصافحة ومن ثم غادر.

خيَّم "التفاؤل جداً" على لقاء الراعي-البخاري وفق ما أفادت وسائل الإعلام التي يتواجد مراسلوها في بكركي نقلاً عن البخاري، والذي أشار في الوقت نفسه إلى أن المملكة "لا تدخل بالأسماء وليس لديها شخصية معينة ولا تدعم أحداً للرئاسة، بل تدعم مواصفات رئيس إنقاذي، ورئيس مهمته إخراج لبنان من هذه الدوّامة، وطبعاً غير منغمس أو متورط بقضايا فساد مالي وسياسي".

في غضون ذلك، استغربت مصادر مواكبة لكلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، التوقيت الذي أعلن فيه دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معربةً عن اعتقادها، أن إعلان الدعم جاء على لسان نصرالله، بالتزامن مع "همس برلماني" بأنَّ "بوانتاج" فرنجية إقترب من الـ65 صوتاً، طبعاً مع "تكويعة" رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط التي باتت قاب قوسين أو أدنى.

كذلك، الحديث الذي تناقله زوار عين التينة، بأن رد السفيرة الأميركية على طرح بري على اسم سليمان فرنجية على مسمعها بـ"لا فيتو"، أعطت دفعاً في هذا الإتجاه، بغضّ النظر عن الموقف السعودي الذي حُمِّل أكثر مما يحتمل أخذاً ورداً منذ الاجتماع الخماسي في باريس، وصولاً إلى زيارة وفد اللقاء الديمقراطي للرياض.

من جهة ثانية، كشفت المصادر نفسها بأن تناول نصرالله العلاقة بين التيار والحزب والحديث عن تفاصيل تفاهم مار مخايل في نهاية الكلمة، يحمل دلالات كثيرة لا بد من التوقف عندها خصوصاً لجهة عدم إلزام أي طرف بانتخاب رئيس مدعوم من الطرف الآخر في الرئاسات الثلاثة.

وأشارت إلى أن حديث نصرالله عن أنه هو شخصياً حريص أكثر من غيره على استمرار العلاقة مع التيار يعني بأن ما يسمع في دوائر الحزب العُليا يحمل بعض التململ، قائلة: "أراد السيد إيصال رسالة مفادها أنه في حال رُفضّ تفاهم مار مخايل سيخفض مستوى التواصل وتصبح العلاقة مع ممثلين عن حزب الله وليس مع السيد شخصياً، وباسيل أكثر من "اكتوى بنار" التواصل مع بعض الأفرقاء في الحزب وعرف جيداً الفرق بين نصرالله وغيره".

التيار: لا تعليق لا سلباً ولا إيجاباً

مصادر مطلعة على موقف التيار الوطني الحر، أكَّدت لـ"الصفا نيوز"، أنَّ باسيل "عمّم على الجميع بعدم الرد أو التعليق على كلمة نصرالله لا سلباً ولا إيجاباً"، مشيرةً إلى أنه ربما قد يتولى بيان الهيئة السياسية في التيار، مساء اليوم، التعليق على الكلمة.

تغريدة البخاري: الغاء معوض مقابل إلغاء فرنجية

على صعيد متصل وفور انتهاء كلمة نصرالله، غرّد البخاري عبر حسابه على تويتر، كاتباً: "ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقتضي التأمل لتكرارها نطقاً وإعراباً، وخلاصة القول هنا: إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما؛ إما حذفاً إذا كان معتلاً، أو بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحاً".

مصارد مراقبة اعتبرت أنه في حال كان البخاري يتوجه بتغريدته إلى نصرالله، فالمقصود من ذلك، أن استبعاد المرشح الأول لقوى الرابع عشر من آذار النائب ميشال معوض من السباق الرئاسي سيقابله  استبعاد المرشح الأول لقوى الثامن من آذار سليمان فرنجية.

في حين لفتت مصادر أخرى إلى أن البخاري "ينطق" بناءً على رؤيته الخاصة ومواقفه لا تحمل أي دلالة على موقف السعودية الرسمي لأن تغريدته الأخيرة جاءت "سريعة" بعد انتهاء الكلمة والموقف الرسمي وتعميمه حتماً يأخذ بعض الوقت لجهة تحليل الكلمة وقراءة ما بين سطورها.

عين التينة: هذا هو هدف بري

من جهتها، أوضحت مصادر عين التينة لـ"الصفا نيوز"، أن ما قام به رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان هدفه فتح كوّة في جدار الأزمة وتحريك المياه الرئاسية الراكدة، مشددةً على أن الحزب وأمل على تنسيق دائم في مختلف الملفات، وخصوصاً إذا كانت على مستوى الرئاسة.

وتضع المصادر تغريدة البخاري وما يتبعها من تعليقات في إطار التحليل غير المبني على وقائع، مشيرةً إلى أن هذا النوع من التحليلات يضع الاستحقاق الرئاسي خارج تأثيره.