علي شكر
جولة جديدة من جولات التهديد التي تواجه "الرغيف الأبيض" اليوم، متأثّرة بعوامل كثيرة منذ اندلاع الأزمة الإقتصادية أواخر 2019. فَتَقلّب سعر صرف الدولار في السوق الموازية، وفقدان الطحين أحياناً بسبب تأخر فتح الإعتمادات من قبل المصرف المركزي، وصولاً إلى التهريب الذي نشط في فترة معينة نحو الأراضي السورية، كلها ساهمت بغياب الرغيف وظهور الطوابير أمام الأفران.
لماذا يختفي الرغيف يومي السبت والأحد؟
يتبخّر الرّغيف العربي الأبيض من على رفوف الأفران خلال عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد)، وعقب السؤال عن ربطة من أي حجم كان، فالإجابة غالباً ما تكون "لا يوجد" وتستتبع دائماً من دون أي مبرر بـ"في فرنجي وتوست وأسمر"، أو بالأحرى كل ما يُنتج من الطحين غير المدعوم. الأمر الذي يعيد إلى الذاكرة المقولة الشهيرة "إذا لم يجدوا الخبز فليأكلوا البسكويت".
التساؤلات التي قد تطرأ حول الرغيف كثيرة، ولكن هل يعتقد أحد بأن رب الأسرة، خصوصاً إذا كان من موظفي القطاع العام يرغب باستبدال ربطة الخبز التي بالكاد يستطيع دفع ثمنها البالغ نحو 35000 ليرة، بـ"الكرواسان وخبز التوست أو الفرنجي"؟
توزّع وزارة الإقتصاد بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات الطحين المدعوم على الأفران، وتتفاوت الكمية الموزّعة بين فرن وآخر وفق حجم الفرن وحجم زبائنه، إلا أنَّ التقاعس وغضّ النظر عن أصحاب الأفران أو مستلمي الطّحين يخلق اليوم أزمةً من نوع آخر.
الطحين المدعوم يُباع في السوق الموازية
أحد أصحاب الأفران يُشير في حديثه لـ"الصفا نيوز"، بأن ما يحصل على صعيد توزيع الطحين هو بمثابة رفع تدريجي للدعم، قائلاً: "الآن ندفع سعر طن الطحين وفق دولار الـ7,500 ليرة لبنانية، وخلال أيام قد ننتقل إلى الدفع وفق الـ15000 ليرة وهكذا... أو ربما نبقى على دولار الـ7500 مدّة أطول، ولكن مع تقليص كميّة الطحين التي توزّع على الأفران".
ويوضح صاحب الفرن نفسه، أن رفع الدّعم عن الطحين بشكل كُلّي يُضيف على المستهلك نحو 27,000 ليرة على سعر ربطة الخبز من أي حجم كانت، لأن الطحين يُصبح خاضعاً لسعر صرف الدولار في السوق الموازية اليوم (نحو 80,000 ليرة مقابل كل دولار أميركي واحد)، لافتاً إلى أن بعض الأفران تَبيع جزءاً من حصّتها في السوق الموازية، حيث يبلغ سعر الطن 550 دولار أميركي، بينما يبلغ سعره في وزارة الإقتصاد مدعوماً بـ7,730,000 ليرة لبنانية.
وأضاف: "يمكن لصاحب الفرن أيضاً أن يستخدم الطحين المدعوم في إنتاج أصناف أخرى غير مدعومة كـ"الإفرنجي، التوست والخبز الأسمر"، وبيعها وفق سعر السوق الموازية. كاشفاً أن بعض الأفران التي تعمل وفق القانون ولا تبيع الطحين المدعوم تواجه أزمة فقدان الرغيف من على رفوفها بسبب ازدياد الطلب على الخبز لديها.
سرور: فيكم توقفو اكل خبز؟
في وقت سابق، استغرب رئيس نقابة الافران والمخابز العربية في بيروت وجبل لبنان النقيب ناصر سرور "تجاهل كل الصرخات التي أطلقتها النقابة والرسائل التي بعثت بها إلى كل المعنيين لحل أزمة انقطاع الخبز الأبيض المدعوم أسبوعياً من منتصف نهار السبت حتى مساء نهار الأحد في الضاحية الجنوبية، وبعض أفران بيروت وجبل لبنان والمناطق اللبنانية".
وسأل: "ماذا نقول للناس؟ فيكم توقفو أكل خبز نهار ونصف بالأسبوع؟ أم سنشهد تحرّكاً سريعاً لوزير الاقتصاد حتى يحلّ هذه المشكلة التي تتعلق بخبز الناس؟".