في أي دركٍ أصبحنا؟ ومع اي جحيم أمسينا؟ ألم يكتفِ القدر من "سرقة" هذا البلد؟ جنى أعمار الآباء، ورغيف خبز مستوري الحال؟ ألم يخجل من مشيبهم الباكر؟ أما ملَّ الـ"تأقلم" منا؟ "لا كهرباء ولا مياه في ظل "كومةٍ" من الأزمات تبدأ بالطبابة ولا تنتهي بالتعليم وصولاً إلى تحويل كل ذلك إلى نُكات سمجة مقززة يتباهى في مشاركتها الناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

بالأمس سُرق جزء من الذاكرة ومقتطف من تاريخ لبنان الحديث، نعم فقد أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري عن سرقة جزء من أرشيف الوكالة الوطنية للإعلام، لتمثل هذه الحادثة آخر مستجدات أو مستلزمات الحضيض الذي نعيشه.

"الصفا نيوز" اطلعت على تفاصيل ما حصل داخل الوكالة الوطنية للإعلام وأدى إلى فقدان جزء من الأرشيف، إذ أشارت المصادر إلى أن كمية الـ"داتا" المسروقة ليست كبيرة ونسخها الأصلية موجودة، مشددةً على أن من قام بالسرقة هو من داخل الوكالة على الأغلب، وكان قد خطط لذلك كثيراً حيث من المرجح أنه أخفى الكومبيوترات في الـ"باركينغ" مساءً وفي اليوم الثاني نقلها".

وأضافت المصادر نفسها: "منذ أكثر من شهرين لم يتم "التشييك" على غرفة الأرشيف، وبالأمس عندما دخلوا الغرفة فجأة، وجدوا بأن 5 "كومبيوترات" قد فقدت وانتبهوا إلى الباب الداخلي وقد تعرض للخلع"، لافتةً إلى أنه لم يتمكن أحداً حتى الآن من تحديد المدة الزمنية للسرقة.

وفي حين رفضت الجهات الرسمية المعنية إعطاء تفاصيل لـ" الصفا نيوز" بشأن ما حصل، أشارت مصادر مواكبة بأن الحادثة لا تعتبر "سرقة أرشيف" إنما اختلط الأمر على وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري واستبق التحقيق في ما حصل  وصرّح بما صرّح به، وأن ما سُرق هو بعض المعدات والتي تحتوي على جزء بسيط من الأرشيف.

وهذا يبرر تمنّع الجهات الرسمية عن الحديث  بالموضوع وطلب التواصل مع وزير الإعلام مباشرةً خوفاً من تباين التصريحات والمعلومات بينهما.

وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد شهد تلفزيون لبنان وإذاعة لبنان سابقاً عمليات سرقة للإرشيف، بهدف الاحتفاظ بها واستخدامها في مؤسسات إعلامية لاحقاً، أو لغايات تجارية (نسخ وبيع) والمفارقة بأنه في الحالات السابقة قد نُسبت السرقة لأشخاص مُحددين، إلا أن السُلطات المختصة لم تحرّك ساكناً ولم تستدعِ أحداً للتحقيق لا مع من ادعى ولا مع المدعى عليه.