علي شكر 

اقتربت ساعة انتخاب الرئيس الـ 14 للجمهورية اللبنانية، فبعد الإنقسام الذي شهده مجلس النواب على مدى شهور منذ إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، والذي أظهر في العلن عدم إمكانية تغلب أي فريق سياسي على الآخر، إلا أن الكواليس كانت ولا زالت تضمر وتخفي "الجديين" الذين يُعمل على تأمين الأصوات لهم.

ومع اقتراب الحدث المنتظر رصد تحرك صامت لصفائح سياسية داخل بعض الكتل النيابية، ومن المتوقع أن تحدث زلزالاً كبيراً على فالق الجلسة الرئاسية، حيث اقترب المرشح المدعوم من قبل الثنائي الشيعي (رئيس تيار المردة سليمان فرنجية)  من الـ65 صوتاً (نصف عدد النواب زائداً واحداً) وربما أكثر من ذلك بقليل، إذ إن المتحمسين كُثر، فالجميع يتطلع ليكون "بيضة قبان" ليصور نفسه على أنه "منقذ" البلاد والعباد.

وينقسم المتحمسون لفرنجية إلى 3 أقسام تبعاً لدرجة الحماسة:

ـ أقلّهم حماسة أولائك الذين يعتبرون أن مجرد وجود رئيس في قصر بعبدا أفضل من الفراغ، لا بل يُعطي نوعاً من "تنفيسة" إقتصادية، وهم  قلّة من المُستقلين يُضاف إليهم بعض الإنقلابيين على تكتلاتهم النيابية.

ـ  القسم الثاني يطلق عليهم "منتظرو الإشارة" حيث لا يخجلون بتبعيتهم لبعض الدول الاقليمية وينتظرون ما يشبه الإيماءة من السفير فور عودته إذ يكفيهم سماع كلمة "لا فيتو على فرنجية"، بعدما سمعوا أن لا فيتو أميركي على الرجل، ولكن لا يدعمون ترشحه في الوقت نفسه.

ـالقسم الثالث حَمَلة لواء فرنجية، وهما الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله) الداعم الأكبر له، واللذين يعملان على "حشد أو شحذ" أصوات النواب له، فضلاً عن تعبئتهم لبعض الرماديين واستمالتهم، وقد لامس بوانتاج فرنجية الـ 61 صوتاً، فمع تأمين رئيس مجلس النواب نبيه بري ما يفوق الـ 40 صوتاً محسوماً (15 أمل و16 حزب الله يضاف إليهم كتلة نواب الأرمن وكتلة فرنجية)، فإن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بات قريباً جداً من "برمته" ليقف إلى جانب حليفه التاريخي بري، ولكنه ينتظر عشية الجلسة ليقطف "بيعة المساء" (7 نواب من دون مروان حمادة يضاف اليهم غسان سكاف)، فضلاً عن أصوات ينالها فرنجية من تكتل لبنان القوي من ضمنها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي قالها وبملء الفم ومن دون تفكير أو تردد: "نعم أنتخب سليمان فرنجية" وهذا الأمر سينسحب على النائب محمد يحيى و2 آخرين يميطان اللثام عن وجهيهما يوم الجلسة.

وتشير الأوساط إلى أن "التركة الحريرية" في المجلس النيابي المؤلفة من 6 نواب أيضاً ستكون إلى جانب الثنائي بالإضافة إلى بعض الأسماء المُستقلة التي تفضّل تسمية ما تجمع الأكثرية عليه، وهذا ما ينطبق على فرنجية حالياً، مثل فيصل كرامي وميشال المر وغيرهم.

وتشدّد الأوساط على أن ما حصل من تطورات سياسية خلال الأيام القليلة الفائتة مكّن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من تسديد هدف في مرمى بري الذي تراجع عن الدعوة لجلسة تشريعية، ولكنه اليوم يقف "متمسمراً" فلا يقدر على تسمية مرشح للرئاسة لاعتبارات خاصة، منها، عدم اعطاء دفعاً انشقاقياً في أوساط تكتله، و عدم السعي لتسمية نفسه لأنه مقتنع أكثر من خصومة بأنه "مش وقتها".

عين التينة: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان

في غضون ذلك، تؤكد أوساط عين التينة لـ"الصفا نيوز"، أن مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية باتت على سكة الحل، وأنها محاطة الآن بأجواء إيجابية جداً، لافتةً إلى أن الكتل النيابية على اختلافها باتت تستشعر خطر الشغور الرئاسي.

وفي حين ترفض الأوساط الإفصاح عن ما في جعبتها من أسماء داعمة لفرنجية، ربما لأنها تخاف أن "تطير البركة"، تقول: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان".

وتنتظر الأوساط ما ستنتج عنه جولة الاتصالات الكبيرة والـ "شغّالة"، على أكثر من صعيد اليوم، مشددةً على أنَّ هناك إجماعاً لدى الكثير من الأفرقاء لتبني مقاربة جديدة للملف الرئاسي تكون أكثر جدية وواقعية.

وتختم المصادر نفسها حديثها لـ"الصفا": "لبنان بلد المفاجآت وفي أي لحظة يمكن الإتفاق على رئيس للجمهورية وعندما تتأمن الأصوات اللازمة سيدعو بري إلى الجلسة المنتظرة".