منافسة شريفة وروح رياضيّة ومحبّة بين هواتها ومحترفيها: هذه هي الرياضة الّتي اقتبس شعارها البارون بيار دو كوبرتن كشعار رسميّ للألعاب الأولمبيّة الحديثة في عام 1896 Citius-Altius-Fortius - أيّ الأسرع - الأعلى – الأقوى، انقلبت مبادئها وقوانينها رأسًا على عقب وأصبحت منذ أولمبياد برشلونة في عام 1992 موجّهة إلى المحترفين ولم يعد هناك ما يُعرف برياضة ومسابقات الهواة.
ومنذ ذلك العام، تتّجه الرياضة أكثر فأكثر إلى الاحترافيّة لتكون ميزانيّاتها مع بدء الألفيّة الثالثة في تصاعد عموديّ حتّى وصلت اليوم إلى أعلى من ميزانيّات دول بأكملها.
تتصدّر ميزانيات كرة القدم الميزانيّات الأخرى في الرياضة العالميّة، إذ تدرّ بطولة كأس العالم في كرة القدم عائدات للفيفا بأكثر من خمس مليارات دولار وحدها من حقوق التسويق والتذاكر ومن حقوق النقل التلفزيونيّ.
على سبيل المثال، من ناحية أندية كرة القدم، طالت الرواتب السنويّة لفرقها الّتي وصلت إلى الدور الربع النهائيّ من دوري الأبطال الاوروبيّ إلى أرقام خياليّة، إذ بلغت رواتب ريال مدريد حوالى 300 مليون يورو في الموسم الواحد وبايرن ميونيخ الألمانيّ 262 مليون يورو والأرسنال الإنكليزيّ 205 ملايين يورو.
بما يتعلق بعقود اللاعبين، باتت كرة القدم صاحبة أعلى الرواتب والعقود، قريبة من بعض الرياضات الأميركيّة. ما زال كريستيانو رونالدو 40 عامًا يتصدّر قائمة أعلى الرياضيّين في العالم تقاضيًا للأجور مع 267 مليون دولار في الموسم بين عقده مع نادي النصر السعوديّ وعقود الرعاية والإعلانات.
ويحتلّ بمفاجأة كبيرة نجم الغولف العالميّ الإسبانيّ جون رام المركز الثاني بأجر سنويّ يصل إلى نحو 200 مليون دولار، علمًا أنّ رياضة الغولف تعتبر اللعبة الّتي يهواها رجال الأعمال وأصحاب الثروات بين الأميركيّين.
من ناحيته، تراجع النجم الأرجنتينيّ ليونيل ميسي إلى المرتبة الثالثة مع فريقه إنتر ميامي إلى 126 مليون دولار في الموسم، بينما جاء نجم كرة السلّة الأميركيّة الملك ليبرون جايمس في المرتبة الرابعة بدخل سنويّ يصل إلى 123 مليون دولار أميركيّ، ليتفوّق على الفرنسيّ كيليان مبابي المنتقل إلى ريال مدريد الإسبانيّ في الموسم الأوّل له بدخل سنويّ هو 121 مليون دولار أميركيّ.
ويأتي ساحر كرة السلّة الأميركيّة ستيفن كيري وقائد الغولدن ستايت ووريورز في المركز السادس على صعيد العالم بدخل سنويّ هو 96 مليون دولار أميركيّ، بينما يأتي أخيرًا لاعب كرة القدم الأميركيّة باتريك ماهومز الأفضل من خارج رياضات كرة القدم، وكرة السلّة والغولف في المرتبة العاشرة مع دخل سنويّ هو 81 مليون دولار أمام سائق سباقات الفورمولا وان وبطل العالم الهولّنديّ ماكس فيرستابن مع مدخول سنويّ هو 73 مليون دولار أميركيّ.
هذا غيض من فيض جنون ميزانيّات ورواتب الرياضيّين على أن نكون في الأيّام المقبلة مع ميزانيّات الفرق الرياضيّة وميزانيّات مالكيها، من دون أن ننسى الحاضر الأكبر والغائب الهارب عن ضجيج الأنظار والإعلام وهو عالم الرهانات في الرياضة. وللحديث تتمّة.