يحتدم الجدل منذ سنوات حول ما إذا كانت الأركيلة (الشيشة) أقل ضررًا من السجائر أم أنها تشكل خطرًا أكبر على الصحة. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن الأركيلة أقل ضررًا بسبب مرور الدخان عبر الماء، فإن الدراسات الطبية تكشف حقائق مقلقة حول تأثيرها على الصحة العامة.
بين الأركيلة والسجائر
تحتوي السيجارة الواحدة على ما يقارب 6-10 ملغ من النيكوتين، و يتمُّ تدخينها خلال 5-10 دقائق، بينما تستغرق جلسة الأركيلة الواحدة نحو 45 دقيقة إلى ساعة، وخلالها يستنشق المدخّن كميات هائلة من الدخان تعادل تدخين أكثر من 100 سيجارة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
أما من حيث المواد السامة، يحتوي دخان الأركيلة على كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون، والمعادن الثقيلة، والمركبات الكيميائية المسرطنة، التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسرطان، ومشاكل الجهاز التنفسي.
التدخين في لبنان: ظاهرة اجتماعية خطيرة
يُعدّ لبنان من أكثر الدول العربية انتشارًا لظاهرة تدخين الأركيلة، حيث تُقدَّم في المقاهي والمطاعم وحتى في المنازل كجزء من العادات الاجتماعية. ورغم القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة، إلا أن تطبيقـَها يظل ضعيفًا، مما يساهم في تفشي الظاهرة بين مختلف الفئات العمرية، حتى بين المراهقين.
وتشير الإحصاءات إلى أن 39.5% من البالغين في لبنان يدخنون الأركيلة، مع انتشار أعلى بين النساء (46.2%) مقارنة بالرجال (32.7%). كما أن 34.8% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا مدخنون حاليًا للأركيلة، مقابل 11.3% فقط للسجائر، مما يعكس إقبالًا متزايدًا على هذا النوع من التدخين بين الفئات الشابة.
ورغم أن السجائر مضرة للغاية، فإن الأركيلة ليست بديلاً آمنًا، بل قد تكون أكثر خطورة بسبب الكميات الكبيرة من الدخان المستنشق وطول مدة التدخين. ومع انتشار تدخين الأركيلة في لبنان، تزداد المخاطر الصحية، مما يستدعي حملات توعية وتطبيقًا أكثر صرامة للقوانين للحد من هذه الظاهرة القاتلة.