زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان يوم الجمعة في سياق مبادرة دبلوماسية بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا رابع عشر للبلاد. في هذه الخطوة الدبلوماسية تعهد ماكرون بتقديم 125 مليون يورو لتعزيز القدرة التشغيلية للجيش اللبناني، مبرزاً الدعم الفرنسي المستمر لاستقرار لبنان في ظل التحديات الأمنية الإقليمية الضاغطة.
الآثار الاستراتيجية للمساعدة العسكرية الفرنسية
ويعزّز تخصيص 125 مليون يورو قدرات الجيش اللبناني من خلال تجنيد وتدريب 6000 جندي، سيُنشَرون في جنوب لبنان إلى جانب قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة. يأتي هذا الدعم في وقت حرج، يتحمّل فيه الجيش اللبناني مسؤولية مصيرية في معالجة تحديات الأمن الحدودي والحفاظ على الاستقرار الداخلي. هذه المساعدة الفرنسية تأتي استكمالا لإعلان الرئيس الفرنسي في 24 تشرين الأول الماضي في مؤتمر لمساعدة لبنان عُقِد في باريس تخصيص 200 مليون دولار للجيش اللبناني من ضمن تعهدات بجمع ثمانمئة مليون دولار أخرى لمساعدة لبنان، لزيادة القدرات التشغيلية للجيش.
ساهمت CMN Naval في تطوير صناعة بناء السفن في السعودية من خلال تدريب أكثر من 700 تلميذ ضابط بحري سعودي
الانخراط الإقليمي الأوسع لفرنسا
هذه المبادرة هي جزء من الاستراتيجية الشاملة لفرنسا لتعميق الروابط في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وبخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي. وقد أدّت الصناعات الدفاعية الفرنسية دورًا أساسيًا في تشكيل هذه العلاقات. وبشكل خاص، أصبحت شركة CMN Naval لاعبًا مهمًا في تعزيز التعاون الدفاعي مع مختلف دول الخليج. ويوم الجمعة الماضي استضافت CMN في مقرها في مدينة شيربورغ في شمال غرب فرنسا الأميرال محمد بن عبد الرحمن بن حمد الغربي، قائد القوات البحرية الملكية السعودية للاحتفال بتسليم الشركة للمملكة 58 قطعة عسكرية بحرية بنتها، من بينها 27 قطعة بنيت في السعودية كجزء من مبادرة عميقة الجذور لنقل التكنولوجيا.
تعزيز الأمن البحري في الخليج
تبرز الشراكة بين CMN Naval والسعودية نهجًا تحويليًا للتعاون الدفاعي. فإضافة إلى تسليم السفن، ساهمت CMN Naval في تطوير صناعة بناء السفن في السعودية من خلال تدريب أكثر من 700 تلميذ ضابط بحري سعودي ونقل خبرة تقنية حيوية. عزّزت هذه المبادرات القدرات البحرية السعودية، خصوصًا في حماية الممرّات الملاحية الحيوية في البحر الأحمر، التي يعبر فيها أكثر من 12% من التجارة العالمية، ومواجهة التهديدات مثل التهريب والإرهاب.
توسيع الشراكات والأمن الإقليمي
تسلّط العلاقات المتطورة لشركة CMN Naval مع دول مجلس التعاون الخليجي الضوء على التزامها بتلبية الاحتياجات الأمنية المتنوعة في المنطقة.
كانت CMN في البداية تركز على بناء الزوارق السريعة كزوارق الدورية وغيرها من السفن الصغيرة، لكنها وسّعت نطاق نشاطها وإنتاجها لتشمل زوارق الاعتراض السريعة ووقطع بحرية مفصّلة وفق الحاجات المطلوبة، غالبًا ما تكون مقترنة باتفاقيات نقل التكنولوجيا. وتعكس هذه الجهود التزاماً من الشركة، والتزام فرنسا الأوسع بتعزيز الأمن الإقليمي وتعزيز الصناعات الدفاعية المستدامة داخل دولها الشريكة.
في هذا السياق، قد تدعم خبرة CMN Naval أيضًا المساعدة العسكرية الفرنسية للبنان. وفيما تواصل فرنسا تحقيق توازن بين مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، تظهر هذه المبادرات جهدًا متضافرًا لتحسين البنية التحتية الدفاعية للبنان وتعميق الشراكات مع دول الخليج.