تحدث تغييرات كبيرة في الشخصية بسبب التلف في الدماغ ، وفي بعض الحالات النادرة قد يتسبب في إدمان المريض على النكات السخيفة أو الطفولية، فيصبح غير قادر على قمع الرغبة في إلقاء هذه النكات حتى في المواقف غير المناسبة.

وحسب موقع "ساينس أليرت" العلمي: سبق أن وصفت دراسة بارزة حالة رجل يبلغ من العمر 69 عامًا أصيب بسكتة دماغية وتطورت حالته في ما بعد ليصاب بإدمان النكات السخيفة.

وقال الباحثون: إن رغبة المريض في إلقاء النكات كانت كبيرة جدًّا، لدرجة أنه كان غالبًا ما يوقظ زوجته أثناء الليل فقط ليخبرها بإحدى نكاته؛ لذلك طلبت منه زوجته بلطف أن يكتبها بدلًا من ذلك.

وعندما التقى المريض لأول مرة بفريق من أطباء الأعصاب، أحضر الرجل معه "نحو 50 ورقة مليئة بنكاته، والتي كانت معظمها إما نكات تافهة أو نكات سخيفة ذات محتوى بذيء".

وتمّ تشخيص الرجل بما يعرف بـ"اضطراب ويتزلسوكت - Witzelsucht"، وهو اضطراب عصبي يتميّز برغبة مفرطة ومستمرة في الفكاهة، وإلقاء النكات التي تكون سخيفة أو بذيئة على الأرجح أو تلقى في توقيت غير مناسب.

وفي عام 1929 كان جرّاح الأعصاب الألماني "أوتفريد فورستر" يجري جراحة في المخ على مريض مستيقظ، وعندما قام بتنشيط جزء معين من المخ تسبب في بدء المريض فجأة في إطلاق نكات باللاتينية واليونانية والعبرية والألمانية.

وقد ساعد هذا علماء الأعصاب في تضييق نطاق المنطقة المعنية بالفكاهة بالمخ، ولكن في كل العقود التي مرت منذ هذا الاكتشاف، لا يزال من غير الواضح تماما مدى تكرار حدوث اضطراب ويتزلسوكت، أو كيف يمكن علاجه.

لكن اليوم يعرف العلماء أن اضطراب ويتزلسوكت يمكن أن يوجد غالبًا جنبًا إلى جنب، أو يتداخل مع مجموعة أخرى من الأعراض العصبية تسمى موريا، والتي تتميز بالدوار المرضي.

وفي حين لا يوجد علاج قياسي لمتلازمة ويتزلسوكت أو موريا، اقترح عالم الأعصاب "ماريو مينديز" وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس؛ أن يصف الاطباء لمرضاهم الأدوية المضادة للصرع أو مضادات الذهان غير التقليدية.

ولكن في حين يبدو أن هذه الأدوية تخفّف من نوبات الضحك لدى بعض الأفراد، فمن الصعب على المرضى التخلص نهائيًّا من الرغبة في إلقاء النكات؛ بحسب الخبراء.