برز ابن بلدة العيشية الجنوبية جوزاف خليل عون، المولود في العاشر من كانون الثاني 1964 (يتمّ الواحدة والستين يوم الجمعة) في سن الفيل في ضاحية بيروت الشرقية، والذي انتخبه مجلس النواب رئيسا إنقاذيا للجمهورية في الدورة الثانية بتسعة وتسعين صوتا، كقائد عسكري لافت ولاحقا كمرشح رئاسي.
نشأ جوزف عون في بيئة مسيحية مارونية في حقبة اضطراب سياسي وأمني. توفي والده قبل أن يشهد صعود ابنه إلى الصدارة، أما والدته فعاشت لتراه يصل إلى رتبة قائد الجيش اللبناني.
بدأ ميل عون إلى السلك العسكري في سنّ مبكّرة. تطوع في الكلية الحربية بصفة تلميذ ضابط عام 1983 وتخرج منها برتبة ملازم عام ١٩٨٥، حين كان الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتل جزءا من جنوب لبنان. كان تفانيه في الخدمة العسكرية واضحا تابوع العديد من الدورات التدريبية محليا ودوليا منها دورة مغوار.
تدرج عون في الرتب تدرّجا مطّردا بفضل مهاراته والتزامه. تخرج برتبة ملازم عام 1985 ورقي إلى رتبة عقيد عام 2007، ثمّ إلى رتبة عميد عام 2013 ثمّ قائدا للجيش في 8 آذار 2017.
قيادة الجيش اللبناني
بصفته قائدا للجيش اللبناني، واجه عون العديد من التحديات، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي المستمر والأزمات الاقتصادية في لبنان. بدأت فترة ولايته خلال فترة تميزت باضطرابات كبيرة ومظاهرات عامة ضد الفساد اندلعت في تشرين الأول عام 2019. تميز نهج عون خلال هذه الاحتجاجات بالالتزام بالحفاظ على النظام مع احترام حقوق المواطنين في الاحتجاجات السلمي.
قبل ذلك تميّز بقيادة عملية فجر الجرود في صيف 2017، حين خاض معارك ضارية في منطقة الحدود اللبنانية السورية ضد مسلحي تنظيم داعش التي أدّت إلى طرد الجماعات المتطرفة من لبنان وأظهرت قدرة عون كقائد عسكري.
وتحت قيادته، لعب الجيش اللبناني أيضا دورا حيويا في إدارة الأمن على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية المضطربة، لا سيما في ما يتعلق بأنشطة حزب الله.
الإبحار في الاضطرابات السياسية
غرق لبنان في سلسلة من الأزمات منذ أواخر العام 2019، وتفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية بسبب الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت في آب 2020. سلطت هذه الكارثة الضوء على الخلل السياسي والانهيار الاقتصادي في البلاد. وسط هذه الخلفية، عمل عون بجد للحفاظ على نزاهة الجيش كواحدة من المؤسسات القليلة المستقرة في لبنان.
وقد حظيت قيادته بالاحترام على الصعيدين المحلي والدولي، لا سيما من الحلفاء الغربيين الذين ينظرون إليه كعامل قوي لتحقيق الاستقرار. سمعة عون كمدافع عن مكافحة الفساد مهمة جدا، إذ نفّذ تدابير داخل الجيش كانت فعالة وحالت دون وقوعه في الفساد. وقد ساعد هذا الجهد في تأمين المساعدات الدولية الموجهة إلى الجيش في أعقاب انفجار بيروت، ما عزز دوره كجهاز موثوق به وسط الانحطاط المؤسسي الواسع النطاق.
رئاسة الجمهورية
بدأ اسم قائد الجيش جوزاف عون يُتداول كمرشح لرئاسة الجمهورية منذ ما قبل انتهاء رئاسة العماد ميشال عون. والسبب الأساس في ذلك كان قدرته على رؤية الأوضاع رؤية صحيحة وتحمّل المسؤولية في وقت رمت الطبقة السياسية كل أحمالها على المؤسسة العسكرية. وصار مرشحا شبه محسوم في أعقاب العدوان الإسرائيليي على لبنان وقبول حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار ومن ثمّ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. وهذا ما أبرز الحاجة إلى رئيس ذا خبرة عسكرية وأمنية وإصلاحية لقيادة المرحلة التي تتميز بضرورة تنفيذ القرار الدولي 1701 بكل موادّه، وتأمين الاستقرار في الداخل وحماية كل الحدود وبدء مسيرة الإصلاح تمهيدا لإعادة إطلاق الدورة الاقتصادية وإعادة الإعمار.
يجيد عون اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وتشمل خلفيته التعليمية درجات علمية في العلوم السياسية مع التركيز على الشؤون الدولية والعلوم العسكرية - وهي معرفة تكمل تدريبه العسكري المكثف.