أوضحت الرابطة الوطنية للشموع أن الشموع المصنوعة من "البارافين"، وهو منتج ثانوي رخيص للبترول، هي الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، هناك دراسات قليلة حول انبعاثات الشموع أو آثارها المحتملة على صحة الإنسان.
وقالت طبيبة أمراض الرئة، سوبيا فاروق، إنه لا يوجد استنتاج عام بأن شموع "البارافين" مُضرّة أو غير مُضرّة. ولكنّ مخاطرها قد تعتمد على نوع الشمعة، وجودتها، وعدد مرّات حرقها، وحالتك الصحيّة، وغيرها.
ما الذي يُقدّمه علم الشموع؟
تُطلق الشموع عند اشتعالها مركبات عضوية متطايرة، تتبخّر بسرعة وبسهولة في الهواء في درجة حرارة الغرفة، بحسب ما قاله أريفول حاق، وهو طبيب باحث في مستشفى "يانان"، التابع لجامعة "كونمينغ" الطبية في الصين.
تنبعث هذه المركبات بشكل شائع من الدهانات، ومنتجات التنظيف، ومستحضرات التجميل، ومُعطّرات الجو، وفقًا لجمعية الرئة الأميركية. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون ضارّة بحدّ ذاتها أو تُشكّل ملوثات في الهواء بمجرد تفاعلها مع الغازات الأخرى.
ويُعدّ "التولين"، وهو سائل متبخر شفاف ويتواجد بشكل طبيعي في النفط الخام، أحد المركبات العضوية المُتطايرة التي غالبًا ما تنبعث من الشموع.
وتم تسجيله كمادة سامة بحدود تعرّض محدودة من قبل بعض الهيئات التنظيمية، بما في ذلك وكالة حماية البيئة الأميركية، والمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وإدارة السلامة والصحة المهنية.
وأوضح حاق أن "التولين" يرتبط بالدوار والصداع وآثار أكثر خطورة عند التعرض له لفترة طويلة.
وأضاف أن البنزين هو مركب عضوي متطاير آخر تطلقه شموع "البارافين". وارتبط التعرّض طويل الأمد، لهذه المادة الكيميائية، باضطرابات الدم مثل سرطان الدم. وعند استنشاقه، يمكن أن يكون سببًا في تهيّج الجهاز التنفسي.
وقالت الدكتورة سارة إيفانز، وهي أستاذة مساعدة في الطب البيئي وعلوم المناخ في مدرسة طب ماونت سيناي: "قيّمت العديد من الدراسات انبعاثات الشموع في ظلّ ظروف خاضعة للرقابة، وكذلك في المنازل، وأظهرت أن حرق الشموع يساهم في رداءة جودة الهواء، ويزيد من خطر استنشاق المواد الكيميائية المثيرة للقلق".
وغالبًا ما تُعتبر الشموع المصنوعة من شمع الصويا أو شمع العسل أكثر صحة. لكن أوضحت إيفانز أن أي شيء يتم إشعاله، ستنبعث منه جسيمات أو مواد كيميائية ضارّة.
وأضافت أن شمع "البارافين" عادة ما يكون الأكثر تلويثًا للهواء.