أثارَ الفنان المصري محمد رمضان ضجة واسعة في الساحة الفنية والاجتماعية بعد إصدار أغنيته الجديدة "برج الثور"، التي تضم مشهداً قلّد فيه الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات. على الرغم من أنّ رمضان لطالما اعتاد على إثارة الجدل من خلال اختياراته الفنية، فإن هذه المرة كانت ردة الفعل أكثر حدة مما كان متوقعاً.
في بداية الكليب، قدّم رمضان مشهداً يظهره وهو يُجسد شخصية الرئيس الراحل السادات، من خلال حركات جسدية اعتبرها الكثيرون "متهكمة" وتفتقر إلى الاحترام. وقد اعتبر بعض المنتقدين أن هذه الحركات لا تليق برمزية السادات، الذي كان له دور كبير في تاريخ مصر الحديث، بل اعتبرها استغلالاً لتلك الرمزية في سبيل جذب الأنظار وجني الأرباح.
الجدل لم يتوقف هنا، بل تعداه إلى المستوى القانوني، حيث تقدم أحد المحامين ببلاغ رسمي للنائب العام ضد رمضان. البلاغ اتهمه بالسخرية من شخصية وطنية بارزة مثل السادات، متهماً إياه باستخدام "التهكم" كوسيلة للشهرة والتربح على حساب مكانة القائد الراحل.
المفاجأة كانت في تدخل كريم طلعت السادات، عضو مجلس النواب وحفيد الرئيس الراحل، الذي أبدى استياءه من الأغنية، مؤكداً أن ما حدث يشكّل "إساءة وتهكماً على رمز وطني عظيم". طلعت السادات تقدم بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب ورئيسي المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام، داعياً إلى فرض عقوبات على مثل هذه التصرفات التي وصفها بأنها "لا يمكن تجاهلها". كما طالب باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحالات مستقبلاً.
أزمات متلاحقة
لكن لا يمكن النظر إلى هذا الجدل في سياق واحد فقط، فقد اعتاد رمضان على خلق أزمات مشابهة مع كل عمل فني جديد. من حادثة الطائرة، إلى الأزمات القانونية والاتهامات المتواصلة حول تصرفاته على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن رمضان أصبح شخصية مثيرة للانقسام في المجتمع المصري. البعض يرى فيه فناناً جريئاً يعرف كيف يجذب الأنظار، بينما يعتبره آخرون مصدر إزعاج للذوق العام ومثالاً سيئاً للجيل الجديد.
هل أساء رمضان فعلاً لرمز وطني بحجم السادات، أم أن هذه مجرد زوبعة إعلامية؟ وهل سيتوقف محمد رمضان عن استفزاز مشاعر الجمهور أم أنه سيواصل السير في هذا الاتجاه لجذب المزيد من الشهرة؟