ينتظر البعض ردة فعل الفنانين السوريين الذي كانوا معارضين للرئيس السوري بشار الأسد، مثل أصالة ومكسيم خليل ويارا صبري وسامر المصري وعبد الحكيم قطيفان وفارس الحلو، على أثر رحيل نظام الأسد بالأمس، لكنها تتماشى مع التوقعات: "فَرحوا لسقوط النظام"، لكن ماذا عن الفنانين الذين عُرفوا لسنوات بولائهم لهُ أو التزموا الصّمت؟ 

أيمن زيدان يشيّع خوفه

صُنّف الممثل الكبير أيمن زيدان تحتَ خانة "الفنانين المواليين"، ورغمَ ذلك كانَ من أوائل الناشرين على فيسبوك، فكتبَ عبرَ حسابه الشخصي: "أقولها بالفم الملآن، كم كنتُ واهماً، ربما كنا أسرى لثقافة الخوف أو ربّما خشينا من التغيير لأننا كنا نتصوّر أنّ ذلك سيقود إلى الدم والفوضى". وأضافَ: "لكن ها نحنُ ندخلُ مرحلةً جديدةً برجالٍ أدهشنا نبلهم في نشر ثقافة التّسامح والرغبة في إعادة لحمةِ الشّعب السوري. شكراً لأنني أحس أنني شيّعتُ خوفي وأوهامي، بشجاعة أعتذر مما كنتُ أراهُ وأُفكّر فيه". 

سلاف فواخرجي تمسح بعضاً من صورها

بينما عُرفت الممثلة سلاف فواخرجي بتأييدها الحاد للنظام السّوري، وكانت تكتبُ أشعاراً على صفحتها في فيسبوك مادحةً بـ "سيدة القصر" أسماء الأسد، فكتبت البارحة منشوراً تقولُ فيه إنّها تتصالح مع كل مرحلة مهما كانت، ولا تتنكّر لماضيها، وبأنهُ طُلبَ منها مسح الصور إلى جانب الرئيس وزوجته لكنها سألت: "إن فعلت ذلك هل سيلغي ذلك أنها كانت"، قائلةً: "نزولاً عند طلب البعض من الطرفين مسحتُ بعضها"، وختمت منشورها بالحديث عن الأطماع الإسرائيلية في سوريا وطمَحَت لأن لا تستمر سياسة "الاحتفاظ بحق الرد".

شكران مرتجى: سامحونا

أمّا الممثلة شكران مرتجى التي عُرفت أيضا بتأييدها كتبت على حسابها: "سامحونا إن ظننتم أننا لسنا معكم ولستم في قلوبنا وعني أنا شخصياً يعلم القاصي والدّاني كم أحمل من المحبة للجميع وأني كنت مع الأغلبية في الضرّاء أكثر من السرّاء لأن كلمة سوري في أي بلد تجعلني أشعر بالأمان"، وردت شكران في التعليقات على شخصٍ كتبَ لها "الله يسامحك" بالقول: "طوّل بالك لا برقبتي دم ولا اتجنّيت على حدا"!


فنانون التزموا الصّمت

بدورها كانت الممثلة أمل عرفة من الفنانين الذين التزموا الصّمت حيال رأيها بالنظام السياسي، فلم تعلن تأييدها لهُ أبداً، وكذلك كانت تظهر في المقابلات وتتحدّث عن حبها لأصالة في ذروة محاربة المؤيدين لأصالة، فكتبت يومَ أمس: "الصباح من دمشق بهذا التاريخ غير، له مذاق ما عرفناه منذ عمري! مبروك سوريا الجديدة".

كذلك ظهرَ طليقها الممثل عبد المنعم عمايري في فيديو بين المسلحين في دمشق، الذين يبدو أنهم يحاولون محاسبته على صمته السابق، وقال: "أتحدّى أي كان أن يحصل على تصريح لي أو لأمل عرفة يُظهر تأييدنا للنظام"، وقبَّلَ "علم الثورة".

كذلك رفعَ الممثل أيمن رضا "علم الثورة" على صفحته في فيسبوك، وكتبَ ساخراً من "اختفاء بشار الأسد" في الساعات الأولى لسيطرة قوات المعارضة على دمشق، فسألَ: "حدا بيعرف وين هرَب سمير؟!".

يارا صبري... تجربة فريدة

بينما تُعد الممثلة يارا صبري تجربةً فريدةً في ضوءِ كلِ ذلك، خاصة وأنها ظهرت قبل أسابيع في لقاءٍ تجدّد فيه ثوابتها السياسية والإنسانيّة، متحدثةً بمنتهى العقلانية عن الوضع السّوري، وانتقدت يومَ أمس تمجيد البعض لقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع بالقول: "دعونا لا نمجّد شخصاً حتى لا يتكرّر الخطأ نفسه مرة أخرى".

تأثير التغيير على الفن

كانت تدور عجلة عدسات مخرجين سوريين في العاصمة دمشق تحضيراً للموسم الرمضاني الدرامي، أمّا الآن فيُنتظر ما ستؤول إليه الأُمور لمعرفة كيفَ سيكون المشهد الفني السوري الدرامي على وجه التحديد في المرحلة المقبلة، وانعكاس التغيير السياسي على النصوص والأفكار التي سيتم طرحها في الدراما السّوريّة.