صحيح أنّ العام 2024 لم ينتهِ بعد، لكن لا يمكن وضع عنوانٍ لهُ سوى عام الأزمات والحروب، بشكلٍ خاص في غزة ولبنان، على صعيدِ الاحتلال الإسرائيلي والعدوان على المنطقتين.
وفي ضوءِ ذلك تحرّكَ مجموعة من الفنانين العرب للاستجابة لهذا الواقع، فأطلقوا أعمالاً غنائية متنوّعة إمّا وطنيّة أو تستوحي روحها من الإطار الاجتماعي المُعاش.
على سبيل المثال، أطلقَ الفنان الفلسطيني محمد عساف أُغنية بعنوان "سأموت حراً"، من كلمات طارق شخاترة وألحان وتوزيع محمد ولويل. ويقول مطلعها: "الشمس تزأر في عرين صباحي والليل يرجف من صهيل كفاحي"، واصفاً صمود الشعب الفلسطيني وأهل غزة على وجه التحديد.
بينما تراجعَ الفنان اللبناني ملحم زين عن إطلاق أُغنية عن غزة، بشكلٍ رسمي، فاكتفى بغناءِ مقطعٍ منها في مقابلةٍ تلفزيونية نهاية العام المنصرم، وكان متوقعاً تقديم الأُغنية بشكلٍ احترافي، لكن لم يحصل ذلك! وتقولُ الكلمات: "الله يكون معكم يلي ما حدا معكم... العالم عم يسمعكم ما بيرد إلا الصدى".
@bisara7a.com #ملحم_زين يكشف عن اغنيته الجديدة للشعب الفلسطيني بعد تسجيلها مباشرة خلال حلوله ضيفا مع الزميل #داني_حداد #fyp #viral ♬ original sound - bisara7a.com
بينما لبنانياً، يتألق حالياً الفنان نادر الآتات من خلال أصداء أُغنية "أنا لبناني"، التي تؤكّد عنفوان الشعب اللبناني بعد العدوان الإسرائيلي عليه. كتب الكلمات ولحّنها فارس اسكندر ووزّعها علي دهب، وتقول: "أنا لبناني وعينيّي شبعانة كرامة وعزّة وبطولة".
ويُذكر أنّ الشاعر والملحن فارس اسكندر قدّم أُغنيات وتسجيلات عديدة في إطار العدوان على غزة ولبنان، بعضها جاءَ بصوت والده الفنان محمد اسكندر.
وفي الأيام المنصرمة طرحت الفنانة اللبنانية إليسا "حبك متل بيروت"، التي تغازل فيها حبيبها والمدينة في آن، كلمات جان نخول وألحانه إلى جانب محمد بشار وتوزيع جيمي حداد، والفيديو كليب إخراج إيلي فهد.
تأتي الأُغنية تقليدية، فطالما شُبّه الحبيب بالبلدان، كمنشورات مواقع التواصل الاجتماعي، قائلةً: "حبك متل بيروت متل شي حكاية على المينا مطرح ما كنّا ونسينا بكل خطوة إذا مشينا منشعر تغرّبنا وجينا".
والملفت هنا أنهُ رغمَ شدّة الأحداث الإنسانية الآليمة التي تعيشها المنطقة، كانَ هناك شحاً قوياً في الأعمال الفنيّة الغنائيّة. قد لا يُطلب من الفنانين تقديم الأغنية التي توضع تحت عنوان "الأغنية الوطنية"، لكن على الأقل معالجة الواقع بأعمالٍ تتضمّن مواضيع اجتماعيّة وإنسانيّة.
يأتي هذا الشّح مترافقاً مع تراجع دور الفنانين العرب عموماً في طرح القضايا الإنسانيّة، تخوّفاً من الخوض في أي جدال سياسي قد يجلب لهم "وجع الراس" في إطار الخلافات السّياسية الكبيرة والاختلاف حتى على القضايا التي كانت تُعرّف على أنّها "جامعة ولا خلاف عليها"، فصارت خلافيّة وأحياناً تُسبّب الشبهات!