مع انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار في لبنان، شهدت شركة طيران الشرق الأوسط "الميدل إيست" زيادة قياسية في طلبات الحجوزات، إذ ارتفع عدد الرحلات اليومية إلى 25 رحلة. ازدياد عدد الرحلات يعود لعدّة أسباب، أبرزها عودة النازحين اللبنانيين من الخارج، بالإضافة إلى رغبة المغتربين في قضاء فترة أعياد الميلاد ورأس السنة في بلدهم، كما هي العادة سنويًا. 

الحجوزات تصل إلى طاقتها القصوى 

تشير أرقام المطار إلى أنّ نسبة الحجوزات عبر "الميدل إيست" وصلت أخيراً إلى 100%، وهذا ما يجعل العثور على مقاعد شاغرة أمرًا شبه مستحيل. وأفادت مصادر مطلعة في المطار أنّ تدفق الحجوزات بدأ مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار، إذ وصلت مواعيد الحجز إلى الأسبوع الأخير من كانون الأول. 

شركات الطيران تستعدّ للعودة تدريجيًا 


بعد تعليق رحلاتها بسبب الحرب، بدأت بعض شركات الطيران العربية والعالمية بالتحضير لاستئناف رحلاتها تدريجيًا. إلّا أنّ هذا الإجراء يواجه تحديات لوجستية بسبب إعادة جدولة رحلاتها إلى مطارات أخرى خلال فترة الانقطاع. 

- الخطوط الجوية التركية كانت قد أعلنت أنها ستبدأ رحلاتها إلى بيروت في 4 كانون الأول وتزيدها تدريجيًا. 
- الخطوط القطرية ستستأنف رحلاتها في 9 كانون الأول، والاتحاد للطيران في 18 من الشهر نفسه. 
- شركات أخرى، مثل الطيران المصري والإثيوبي والعراقي، بدأت أو تستعد لاستئناف رحلاتها، مع الإشارة إلى أهمية الطيران الإثيوبي باعتباره صلة الوصل الرئيسية مع الدول الأفريقية. 
أمّا بالنسبة إلى الطيران الأوروبي، فلم يعلن حتّى الآن عن خطط العودة إلى بيروت. 

ارتفاع أعداد المسافرين على الرغم من التحديات 

على الرّغم من استمرار حصر الرحلات بطيران "الميدل إيست"، يُتوقع أن تشهد حركة المسافرين ارتفاعًا ملحوظًا خلال كانون الأول، مع وصول الحجوزات إلى ذروتها. وأكد رئيس اتحاد نقابات النقل الجوي، علي محسن، أنّ الشركة قد تضطر إلى جدولة رحلات إضافية لتلبية الطلب المرتفع. 

أسعار التذاكر: ارتفاع غير مسبوق 

تشهد أسعار التذاكر ارتفاعًا كبيرًا أثار استياء الكثيرين، إذ بلغت أسعار التذاكر أرقامًا قياسية. وبعد معاينة أسعار بعض التذاكر تبيّن لـ"الصفا نيوز" على سبيل المثال أنّ كلفة التذكرة: 

- من باريس إلى بيروت: 2150 دولارًا 
- من لندن إلى بيروت: 1600 دولار 
- من دبي إلى بيروت: 1900 دولار 
- من قطر إلى بيروت: 900 دولار 
 ما وراء ارتفاع الأسعار؟ 

أرجعت شركة "الميدل إيست" ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكاليف التأمين على الطيران، إذ لا تزال شركات التأمين تصنّف لبنان في منطقة الـ Red Zone العالية المخاطر. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أنّ هذه التبريرات غير كافية، خاصّة أن مجلس الوزراء كان قد وافق على تغطية تكاليف التأمين لتخفيف الأعباء المالية على الشركة، وهو قرار لم يُطبّق حتى الآن. 

بالإضافة إلى ذلك، يشير غياب الرقابة المالية والإدارية على الشركة إلى دور أساسي في ارتفاع الأسعار، بسبب هدم تدخل الجهات المعنية، مثل إدارة المطار أو مصرف لبنان، في وضع ضوابط على الأسعار. 

ختامًا، عودة الحياة إلى مطار بيروت تعكس الأمل في مرحلة ما بعد الحرب، لكنّها تكشف أيضًا عن تحديات كبرى تواجه المسافرين وشركات الطيران على السواء، من ارتفاع الأسعار إلى صعوبة توفير رحلات كافية لتلبية الطلب المتزايد. هل تكون هذه الأزمة نقطة انطلاق لتحسين آليات النقل الجوي أم مجرد أزمة أخرى تُضاف إلى سجلّ الأزمات اللبنانية؟