السّبت المنصرم (16 تشرين الثاني) أُقيمَ حفل ملكة جمال الكون بالمكسيك، وفازت فيه فيكتوريا كيير ثيلفيغ ملكة جمال الدنمارك. واستطاعت لوجينا صلاح، Miss Egypt Universe، أن تتأهل إلى المرحلة نصف النهائية في الحفل، محققةً إنجازاً تاريخياً لبلدها في المسابقة، لكن انقسمت الآراء حولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
الشّابة ليست ملكة جمال لمصر بشكلٍ رسمي، مَن تحملُ اللقب حالياً هيَ سلمى علي، لكن اختارت مصر لوجينا لتمثيلها في مسابقة "ملكة جمال الكون" لعام 2024.
لوجينا صلاح، مؤثّرة وخبيرة تجميل، أُم وعمرها حالياً 34 عاماً وهذا لا يتعارض مع القواعد المُحدّثّة للمسابقة، التي فتحت المجال للدول في إرسال مَن تريد لتمثيلها، بصرف النظر عن عنصرَي العمر والوضع الاجتماعي.
لكن تجسّدُ لوجينا صلاح قضيةً في غاية الأهمية لدى جزء من الرأي العام المصري، أي مرض البهاق (فقدان لون الجلد) الذي تتعايشُ معهُ، حيثُ يتابعها على انستغرام حوالي 2 مليون شخص.
مع لوجينا، أُعيدَ فتح النقاش حولَ: ما الجمال وما معاييره؟ وهل اختارتها مصر لمسابقة ملكة جمال الكون للاستعطاف وتحقيق الإنجاز؟
والبعض الآخر ذهبَ لمكانٍ أقسى في النقد، وكأنّ الإصابة بالبهاق يقضي على جمالِ المرأة!
لكن مَن يتابع مسابقة ملكة جمال الكون في السنوات الأخيرة، فإنّها تحتّم أن تكون الملكة الجديدة جميلة ومؤثّرة معاً، لذا كانت حظوظ لوجينا معقولةً، وربما تمتعت بالمعايير المطلوبة بحسب لجنة التحكيم (جمال الجسد والوجه والثقافة)، فاستحقت أن تنافس على اللقب الجمالي ثمّ تأهلت إلى النصف نهائيات.
على الملكة المنتخَبة للقب ملكة جمال الكون أن تكون مؤثّرة أو أن تتمتع بالحد الأدنى بشخصيّة تسعى للتأثير، على عكس مسابقة ملكة جمال لبنان، التي تفتح المجال أحياناً لشابات قد تكون المسافة بينهن وبين التأثير كبيرة للغاية، ولا ينطقنَ كلمة قضية إلا للإجابة على سؤال: "ما قضيتكِ حين تصبحين ملكة؟"!
وبالإضافة إلى إعادة تعريف الجمال ومسألة التأثير، فالتنمر الذي تتعرض لهُ لوجينا صلاح على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يعني أنّ المتعايشين والمتعايشات مع البهاق يُنمّطون في صور بعيدة عن الجمال ويُنظر إليهم على أنهم مثيري للشفقة أحياناً. لذا قلبت مسابقة ملكة جمال الكون الآية، وقالت إنّ قوس الجمال يتّسع للجميع. ومع أنّ البهاق ليسَ قصوراً لكن عموماً، العالم ككل يتجه لدمج الجميع في كل المجالات، بلا أي حواجز.