مع نهاية المرحلة الأولى من البطولات الأوروبّيّة الكبرى في كرة القدم، وبعد شهرين من المنافسات الناريّة، تأكّد مجدّدًا أنّ كرة القدم الإنكليزيّة في مكان والرياضة حول العالم في مكان آخر. فكرة القدم الإنكليزيّة الـ"ابريمير ليغ" تحلّق عاليًا جدًّا وبعيدًا عن كلّ البطولات الوطنيّة الكبرى الأخرى أو حتّى بقيّة الرياضات على كامل مساحة الكرة الأرضيّة.
فكلّ الأرقام والدراسات والإحصاءات تشير إلى أنّ الـ"بريمير ليغ" هي الأكثر استقطابًا للجماهير في العالم، إن كان في الملاعب أو عبر منصّات التواصل الاجتماعيّ والنقل التلفزيونيّ، حيث أكّدت الدراسات أنّ نسبة 86 في المئة من هواة كرة القدم على الكرة الأرضيّة يشجّعون فرق الدوري الإنكيزيّ ويتابعونها،علمًا أنّ كرة القدم هي بنسبة بعيدة جدًّا الأكثر متابعة في العالم، حيث تصل نسبة المتابعين لها إلى أكثر من مليار، بينما تصل أعداد متابعي الرياضات الأخرى إلى الملايين.
والملفت أنّ الدوري الإنكليزيّ لكرة القدم، يتصدّر القائمة بفارق كبير عن بطولة إسبانيا، بينما تصل بطولة الدرجة الثانية في إنكلترا إلى مستوى مشاهدة الدوري الألمانيّ والإيطاليّ وتتقدّم على بطولة الدوري الفرنسيّ الّتي هي ضمن أكبر خمس بطولات على مساحة العالم.
فبطولة الدوري الإنكليزيّ الممتاز في كرة القدم الـ"بريمير ليغ" تشهد في اخر عقدين منافسة تشمل في كلّ موسم خمسة أندية على الأقلّ، حيث إنّ الفارق لا يتعدّى أصابع اليد الواحدة أيضًا بين فرقها العريقة.
وبعيدًا عن المنافسة المثيرة في الدوري الإنكليزيّ، فإنّ فرقه هي الأشهر والأعرق في العالم. فقائمة أشهر عشرة أندية في العالم تضمّ بين أسمائها فريقين من إسبانيا وهما ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ من ألمانيا والميلان أو جوفنتس من إيطاليا، أمّا البقيّة فهي كلّها في إنكلترا مع ليفربول ومانشستر يونايتد أو مانشستر سيتي، إضافة إلى فرق العاصمة الإنكليزيّة لندن وفي مقدّمتها الأرسنال وتشلسي، من دون أن ننسى فرق تسطع في كلّ زمن كنوتنغهام فوريست وليدز يونايتد في السبعينيّات والثمانينات ومن ثمّ أستون فيلا وإيبسويش تاون، من دون أن ننسى توتنهام هوتسبورز أو نيوكاسل يونايتد المملوك حديثًا من المملكة العربيّة السعوديّة.
يبقى أنّ أبرز لاعبي كرة القدم في العالم يبحثون دائمًا عن خوض تجربة لهم في الدوري الإنكليزيّ ولو على حساب العروض المغرية الّتي تفرش لهم مع الورود ومئات الملايين كما حصل هذا الموسم قبل انطلاقه مع الفرعون المصريّ محمّد صلاح الّذي أصرّ على البقاء في ليفربول، وها هو يتصدّر معه ترتيب البطولة وترتيب دوري الأبطال الأوروبّيّ، حيث يعتبر الفرعون المصريّ مع نهاية الربع الأوّل من الموسم الكرويّ الجديد أحد أبرز اللاعبين في العالم وفي سجلّه 11 مباراة في الدوري الإنكليزيّ 8 أهداف و6 تمريرات حاسمة، كما أنّه قاد فريقه الريدز إلى اكتساح باير ليفركوزن بطل الدوري الألمانيّ برباعيّة نظيفة قبل أسبوع، وليفربول هو الفريق الوحيد الّذي لم يذق طعم الخسارة أو حتّى التعادل بعد انتهاء أربع جولات من دوري أبطال أوروبّا في كرة القدم.