بعد شهرين على انطلاق البطولات الوطنيّة الأوروبّيّة في كرة القدم وبعد انتهاء أربع مراحل من دوري أبطال اوروبّا الـ"تشامبيينزليغ"، يبدو أنّ كرة القدم الأوروبّيّة بدأت تعيش أجواء منعطف جديد في تاريخ القارّة الأوروبّيّة مع انتقال السيطرة المطلقة على اللعبة من ريال مدريد إلى برشلونة ومن مانشستر سيتي إلى ليفربول .
فما حمله الأسبوع الماضي من سيناريوهات ومفاجآت ونتائج أكّد بما لا لبس فيه أنّ الفريق الكاتالونيّ عمل في الأشهر الأخيرة بشكل ناجح جدًّا على بناء قوّة ضاربة شابّة تحت قيادة مدرّبه الجديد الألمانيّ هانس فليك وقد فرض سيطرة مطلقة على بطولة إسبانيا، حيث يتصدّر الفريق الكاتالونيّ مع 33 نقطة من 12 مباراة خاضها فاز في 11 منها في رقم رائع جدًّا، والأهمّ انّه دمّر دفاعات خصمه التاريخيّ وبطل الليغا 36 مرّة فريق ريال مدريد في قلب العاصمة مدريد بنتيجة غير مسبوقة 0-4 .
فالفارق بين برشلونة وأقرب منافسيه ريال مدريد هو 9 نقاط في 12 مباراة ضمن الليغا، ممّا يعني أنّ فريق برشلونة إذا تابع على هذا المسار الناجح قد يحسم لقب البطولة مع بداية السنة الجديد في سيناريو غير مسبوق أبدًا لبطولة الدوري الإسبانيّ.
برشلونة لم يكتف بفرض سيطرته على الليغا إنّما يقدّم أيضًا عروضًا رائعة في دوري الأبطال، حيث إنّه في آخر مرحلتين حقّق انتصارين كبيرين على بايرن ميونيخ بنتيجة 4-1 وعلى بارتيزان بلغراد بنتيجة 5-2 .
ويضمّ برشلونة في صفوفه حاليًّا أبرز لاعبي منتخب إسبانيا بطل أوروبّا وفي مقدّمتهم الجوهرة الجديدة لامين يامال اللاعب الأصغر سنًّا من حيث النجوميّة (17 عامًا)، وبيدرو غونزالز قائد وسط أبطال أوروبّا وداني أولمو أحد أبرز نجوم إسبانيا، إضافة إلى قائد منتخب البرازيل رافينيا والهدّاف البولّنديّ روبرت لوفاندوفسكي.
وكما برشلونة، يبدو أنّ ليفربول مع مدرّبه الثعلب الهولّنديّ يارني سلوت حوّل الريدز إلى ماكينة لا تعرف الخسارة، حيث أطاح ليفربول بجميع خصومه مهما علا شأنهم في كلّ من مسابقتي دوري الأبطال والدوري الإنكليزيّ لكرة القدم الـ"بريمير ليغ".
فليفربول يتصدّر مع نهاية المرحلة الرابعة من دوري الأبطال صدارة المسابقة بالعلامة الكاملة مع أربع انتصارات من أربع مباريات، حيث إنّ آخر الضحايا الّتي وقعت في شباكه كانت بطل الدوري الألمانيّ باير ليفركونز برباعيّة نظيفة.
ليفربول لم يكتف بتصدّر الـ"تشامبيينز ليغ"، إنّما يتربّع أيضًا على المركز الأوّل في الدوري الإنكليزيّ مع 8 انتصارات في عشر مباريات ومجموع 25 نقطة بفارق نقطتين عن أقرب منافس له حامل اللقب مانشستر سيتي. فليفربول يبتعد عن نوتنغهام صاحب المركز الثالث بـ6 نقاط لتنحصر المنافسة منطقيًّا على درع البطولة بينه وبين مانشستر سيتي فقط على عكس المنافسات الشرسة في السنوات الماضية.
وقد وجد المدرّب الهولّنديّ خلطته الساحرة مع عودة التألّق للفرعون المصريّ محمّد صلاح في تشكيلة متجانسة من النجوم مع الكولومبيّ الرائع لويس دياز أفضل لاعب في العالم حاليًّا، ومن خلفهما أفضل خطّ وسط مع الأرجنتينيّ ماك أليستر، والهولّنديّ غرافنبورغ، والمجريّ سوبوسلاي.
ويبقى انتظار نهاية هذا الأسبوع لمحاولة استكشاف ردّة فعل ريال مدريد ومانشستر سيتي ومن خلفهما الأندية الرنّانة الأخرى في أوروبّا، وما إذا كانت ستتمكّن من خلق انتفاضة لمحاولة الوصول إلى المستوى المتقدّم لبرشلونة وليفربول، أو أنّه حقًّا وقع الانقلاب في أوروبّا وأصبحا هما زعيما العالم الجديد في كرة القدم.