تعود الليلة مواجهات دوري الأبطال في كرة القدم إلى الواجهة، حيث سينتظر عشّاق كرة القدم مواجهات ناريّة خاصّة في لقاءي ريال مدريد الإسبانيّ مع الميلان الإيطاليّ ومواجهة ليفربول الإنكليزيّ مع فريق باير ليفركوزن بطل ألمانيا.
ففي ابرز مباريات الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبّا، سيستضيف ريال مدريد على ملعبه في سانتياغو بيرنابيو في مدريد فريق ميلان الإيطاليّ، حيث سيحاول الفريق الملكيّ تكرار سيناريو المرحلة الثالثة من دوري الأبطال، عندما فاز بنتيجة خمسة أهداف مقابل هدفين أمام الألمانيّ بروسيا دورتموند.
إلّا أنّ ريال مدريد وجهازه الفنّيّ مدرك تمامًا أنّ الميلان ليس دورتمند، إذ إنّ المدرسة الإيطاليّة محصّنة بقوّة دفاعيًّا ولديها خبرة طويلة جدًّا في هذه البطولة، كما أنّ الجهاز الفنّيّ للميلان مدرك أنّ الريال سيحاول إعادة اعتباره على حساب الفريق الإيطاليّ لمصالحة جماهيره بعد سقوطه المدوّي قبل عشرة أيّام أمام برشلونة في مدريد 0-4.
وسيكون عنوان المواجهة الناريّة هي إثبات عودة الريال إلى الطريق الصحيح مع كارلو أنشيلوتي، وإلّا فإنّ الفريق الملكيّ سيكون فعلًا دخل في نفق مظلم لم يعتد بمسيرته بأن يكون يومًا فيه. مباراة الميلان ستحدّد كلّ شيء لبقيّة الموسم، ريال مدريد انهزم بشكل غير مسبوق في مباراة الكلاسيكو، ونجوم الفريق الّذين كانوا من المتوقّع أن يظهروا بشكل لامع اختفى بريقهم كليًّا، لذا من المتوقّع أن يبدأ كارلو أنشيلوتي اللقاء بحذر كبير وبعدد قليل من التغييرات، فالخيارت المتاحة أمامه ليست كثيرة أبدًا، مع إصابة كارفخال لنهاية الموسم وهو نقطة الأمان في خطّ الدفاع.
وسيكون لوكاس فاسكيز هو البديل الدائم في مركز الظهير الأيمن حتّى نهاية الموسم، وإلى جانبه في قلبي الدفاع الألمانيّ أنطونيو روديغير والبرازيليّ أيدير ميليتاو، وعلى يسارهم الفرنسيّ فيرلاند ميندي الّذي يتنافس على هذا المركز مع الإسبانيّ فيران غارسيا. في خطّ الوسط، ما زال لدى المدرّب الإيطاليّ شكوك في كيفيّة استعمال وسطه بين خطط هجوميّة أو أسلوب ميّال أكثر نحو الدفاع، فجاهزيّة كلّ من فيدي فالفيردي وجود بيلينغهام تضع المدرّب أمام خيار صعب في أن يختار من هو اللاعب الّذي سيبدأ في مركز صانع الألعاب، لكن من المتوقّع أن يحافظ نجم منتخب إنكلترا غير الموفّق إلى اليوم جود بيلينغهام على مركزه الرئيسيّ كصانع ألعاب خلف نجم الفريق فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، وخلف بيلينغهام يوجد كلّ من تشاوميني فيدي فالفيردي ومعه كامفينغا.
أمّا بالنسبة إلى خطّ الهجوم، فكان رودريغو يشارك مسبقًا على الجهة اليمنى، لكن بعد إصابة الأخير، استقرّ ريال مدريد على ثنائيّ هجوميّ فقط وهو فينيسيوس جونيور مع كيليان مبابي، ولا ننسى أنّ من يشارك في مركز حراسة المرمى حاليًّا هو الأوكرانيّ أندري لونين، بدلًا من البلجيكيّ تيبو كورتوا الّذي يعاني من إصابة.
من ناحيته، سيتابع فريق ليفربول أداءه الرائع هذا الموسم، حيث يتصدّر ترتيب الفرق في الدوري الإنكليزيّ بفارق نقطتين عن حامل اللقب مانشستر سيتي وفارق مريح عن بقيّة أندية الـ"بريميرليغ"، وهو أيضًا يشارك أستون فيلا في صدارة ترتيب فرق دوري الأبطال الـ"تشامبيينز ليغ" بعد ثلاث مراحل.
ويسعى أرني سلوت مدرّب ليفربول إلى دخول مواجهة بطل ألمانيا بتشكيلة هجوميّة صرف بقيادة الثنائيّ الرائع محمّد صلاح ودافيد لويس ومن خلفهم خطّ وسط متماسك هو الأفضل حاليًّا مع المجريّ الرائع سوبوسلاي والنجم الأرجنتينيّ أليكسي ماك أليستر، إضافة إلى اللاعب الهولّنديّ المتألّق ريان غرافنبرغ . فليفربول هذا الموسم هو الأفضل حاليًّا في أوروبّا لكن باير ليفركوزن ليس بالصدفة بطل ألمانيا وتشكيلته هي الأكثر ثباتًا في ألمانيا ونتيجة مباراته اليوم أمام الفريق الإنكليزيّ قد تحدّد مسار الفريق الألمانيّ في دوري الأبطال، خصوصّا مع انهيار بايرن ميونيخ وبروسيا دورتمند في المرحلة السابقة من دوري الأبطال أمام برشلونة والريال.