ستكون البطولات الوطنيّة الكبرى في الدورات الكبرى في القارّة الأوروبّيّة في نهاية هذا الأسبوع على موعد مع مفصل حاسم في مشوارها لهذا الموسم، إذ إنّ فرقها العريقة ستكون أمام المجهر وأمام مفترق طريق قد يحدّد كلّ مستقبلها القريب أو حتّى البعيد.

ففريقا ريال مدريد ومانشستر يونايتد سيكونان في نهاية هذا الأسبوع أمام مفصل تاريخيّ سيحدّد مصيرهما بين العودة إلى الأضواء أو الدخول في نفق مظلم جدًّا.

فريال مدريد أوّلًا سيكون ليل غد السبت ضيفًا ثقيلًا على فريق فالنسيا القويّ جدًّا في أكثر مواجهة مصيريّة بالنسبة إلى الفريق الملكيّ وجهازه الفنّيّ، إلّا في حال تمّ تأجيل المباراة، بسبب الفياضانات الّتي تضرب إسبانيا وتحديدًا فالنسيا، في أسوأ كارثة طبيعيّة تضرب الدولة الأوروبّيّة في الذاكرة الحديثة، والّتي تسبّبت في مقتل أكثر من 95 شخصًا وفقدان الكثيرين.

فبعد أقلّ من أسبوع على انهياره الكامل أمام خصمه اللدود برشلونة في معقله في السانتياغو برنابيو بنتيجة 0-4، ينتقل الفريق المدريديّ غدًّا أو في تاريخ يحدّد لاحقًا في حال تمّ تأجيل المباراة، إلى مدينة فالنسيا الساحليّة في مشوار محفوف بالخطورة كون أيّ خطوة ناقصة يقع فيها ريال مدريد قد تتحوّل الى كارثة تطيح بجهازه الفنّيّ ومدرّبه كارلو أنشيلوتي وتضع الفريق الأقوى في العالم أمام خطر التهاوي بشكل لم يعتد عليه أبدًا بطل أوروبّا 15 مرة.

ففريق فالنسيا ليس بالسهل أبدًا وكيف الحال عندما يكون مدعومًا بعاملي الأرض والجمهور. ويدرك فريق فالنسيا أنّ أنظار أوروبّا غدًا كلّها مشخّصة إليه ويدرك أيضًا أنّ الوقت غدًا هو لمصلحته في الانقضاض على الريال الجريح. ويعتمد مدرّب فالنسيا الخبير باراخا على أسلوب دفاعيّ صلب جدًّا قوامه خمسة مدافعين من الوجوه الإسبانيّة الأولمبّيّة الشابّة في مقدّمتها المتألقّان سيزار تاراغا وكريستيان موسكيرا، ومن أمامهما خطّا وسط وهجوم متماسكان بمزيج بين المواهب الشابّة والخبرة مع مهاجم منتخب إسبانيا دييغو لوبيز ومواطنه هوغو دورو والأرجنتينيّ الدوليّ أنزو بارينيشا .

ففالينسيا لديه كلّ شيء من المواهب والإصرار والتاريخ لضرب دفاعات الفريق الملكيّ الّذي سيدخل المباراة بنيّة تحقيق انتصار كبير ولو في فالنسيا، وذلك لمحاولة التعويض للخسارة الدراماتيكيّة قبل أسبوع أمام خصمه اللدود برشلونة.

ولكلّ تلك الأسباب، فإنّ المدرّب الثعلب كارلو أنشيلوتي مدرك تمامًا أهمّيّة تلك اللحظة الّتي قد تعيد البريق لفريقه أو تخرجه بالكامل من القلعة البيضاء. وسيكون البرازيليّ فينيسيوس جونيور تحت الأنظار أيضًا، بعدما خسر بالحيلة جائزة الكرة الذهبيّة كأفضل لاعب في العالم. كذلك، إنّ اللقاء سيكون حاسمًا للنجم الفرنسيّ كيليان مبابي لمحو الذكريات السيّئة الّتي وقع فيها أمام الفريق الكاتالونيّ وصيحات الانتقادات الّتي تعرّض لها في أسوأ إطلالة له في مسيرته الاحترافيّة.

وكما ريال مدريد، فإنّ فريق مانشيستر يونايتد ومدرّبه الجديد رود فان نيستلبوي أمام تحدٍّ تاريخيّ في نهاية هذا الاسبوع في إنكلترا، عندما يلتقي فريق مع فريق تشلسي اللندنيّ القويّ جدًّا في قمّة الدوري الإنكليزيّ الأحد عند الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت بيروت في ملعب الأولد ترافورد في معقل الشياطين الحمر.

فالمدرّب الهولّنديّ رود فان نيستلروي ومن الإطلالة الأولى له، نقل الشياطين الحمر إلى مرحلة الربع النهائيّ في كأس إنكلترا، ممّا سيدفع بنجوم الفريق إلى تحقيق انتصار أمام تشلسي قد يكون كفيلًا بإعادة البريق، وخصوصًا الاحترام لمانشستر كأعرق أندية كرة القدم في إنكلترا وأحد الأشهر على صعيد العالم.

فهل ينجح المدرّب الهولّنديّ في مهمّته المستحيلة الّتي فشل فيها عشرة مدرّبين من الأبرز في العالم على الأقلّ في السنوات العشر الأخيرة؟