ليل الاثنين 28 تشرين الأوّل/أكتوبر 2024 انتهى بتتويج نجم منتخب إسبانيا ومانشستر سيتي رودري لعام 2024، لكنّ تبعاته لم تنته بل قسّمت للمرّة الأولى عالم كرة القدم ومعه مصداقيّة الاتّحاد الأوروبّيّ للّعبة، حيث إنّ زيول ما جرى أكبر بكثير من مجرّد اختيار "بالون دور"، حيث وللمرّة الأولى في تاريخ كرة القدم بدأ يظهر إلى العلن انقسام عموديّ داخل اللعبة والفتيل هو فينيسيوس جونيور.

فالنجم البرازيليّ فينيسيوس جونيور هو اللاعب الأكثرجدلًا في العالم، كونه الأقرب بموهبته إلى الأسطورة بيليه والأكثر تعرّضًا للعنصريّة بسبب لون بشرته وقدومه من القارّة الأميركيّة اللاتينيّة، حيث تحوّل منذ فترة ولا يزال حتّى اليوم إلى حديث الصحافة اليوميّة وأخباره هي الأكثر انتشارًا بين الرياضيّين على مواقع التواصل الاجتماعيّ.

وجاء السيناريو واضحًا عند لحظة إعلان جورج ويا اسم اللاعب رودري فائزًا بالكرة الذهبيّة وسط تعالي الهتاف بشكل معاكس داخل الصالة "فيني، فيني، فيني"، في إشارة إلى نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور وتجاهل معتمّد من منظّمي الحدث مجلّة فرانس فوتبول والاتّحاد الأوروبّيّ بكرة القدم. ولم يأت هذا المشهد الدراماتيكيّ بالصدفة أو مجرّد محاولة من الجمهور لإضفاء جوّ من الحماسة للحفل، لكنّه كان تعبيرًا عن مروحة كبيرة جدًّا من المشجّعين واللاعبين والصحافيّين الّذين يؤمنون بأحقّيّة فينيسيوس بالكرة الذهبيّة ومواصلة الجهة المنظّمة في ما اعتبروه استبعادًا للّاعبين السود في جائزة مجلّة كرة فرانس فوتبول واتّحاد أوروبّا لكرة القدم.

وجاءت تلك الحادثة لتعكس حقيقة انشقاق داخل عائلة كرة القدم الأوروبّيّة بين فريق يمثّله رئيس ريال مدريد والرجل القويّ في عالم كرة القدم فلورنتينو بيريز وفريق آخر يمثّله رئيس الاتّحاد الأوروبّيّ الـ"يويفا" ألكسندر سيريفين. وقد علّق النجم البرازيليّ فينيسيوس جونيور على خسارته للجائزة الذهبيّة في تغريدة معبّرة جدًّا عبر حسابه على منصّة إكس، قائلًا: "مستعدّ لإعادتها عشر مرّات إن لزم الأمر، لكنّهم غير مستعدّين"، في إشارة إلى ما قال مقرّبون من اللاعب إنّها معركته ضدّ العنصريّة.

وقد حملت عناوين الصحف العالميّة فجر اليوم ومعها الملايين من مواقع التواصل عبارات قاسية في حقّ طريقة شطب اسم فينيسيوس لمصلحة رودري لتزيد من حال الانقسام، حيث جاءت العديد من تلك العناوين عنيفة جدًّا :"صدمة، سرقة"، تلك التعابير الّتي تشرح كيفيّة استبدال اسم فينيسيوس برودري.

وجاءت انتفاضة ريال مدريد قاسية جدًّا ومن دون رحمة، بعدما علم أنّ فينيسيوس جونيور لن يفوز بالكرة الذهبيّة والّتي اعتبرها "الملكيّ" أمرًا مفروغًا منه، ووصل استياء الريال إلى نعي الـ"برنابيو" لمجلّة فرانس فوتبول والاتّحاد الأوروبّيّ عبر بيان عنيف جدًّا، بما معناه أنّ "الكرة الذهبيّة لم تعد موجودة بالنسبة إلينا".

وتابع بيان فريق العاصمة مدريد: "إذا كانت معايير منح الجائزة لم تقم باختيار فينيسيوس كفائز، فإنّ المعايير ذاتها يجب أن تختار كاربخال كفائز. بما أنّ الأمر لم يكن كذلك، من الواضح أنّ الكرة الذهبيّة لم تحترم ريال مدريد، وريال مدريد لن يكون موجودًا حيث لا يتمّ احترامه".

واعتبرت أوساط الاتّحاد البرازيليّ لكرة القدم أنّ "موهبة السامبا والريال هي أكثر بكثير من مجرّد لاعب مميّز، بل أنّ فيني أصبح رمزًا حقيقيًّا يرمز إلى الإصرار والتحدّي بكسر الفوقيّة العالميّة ونضال للتحرّر من العنصريّة".

فينيسيوس جونيور الّذي سرق الأضواء داخل الملعب وخارجه يعتبر اللاعب الأفضل في العالم، من حيث المهارات الفرديّة والمراوغة والسرعة الفائقة مع الكرة وهو من مواليد عام 2000، أي ما زال من الوجوه الصاعدة، ويعتبر الحجر الأساس لمنتخب السامبا وطبعًا ريال مدريد الّذي لن يسمح لنجمه بالانتقال إلى أيّ فريق آخر مهما كان الثمن، خصوصًا وأنّ أندية المملكة العربيّة السعوديّة فرشت له الورود بعرض تخطّى بكثير المليار دولار ولم يهزّ جفن ريال مدريد والنجم فينيسيوس جونيور.