لم يعد هناك أدنى شكّ بأنّ أحداث المرحلة الثالثة من دوري أبطال أوروبّا في كرة القدم ونتائجها أظهرت أنّ قطبي الدوري الإسبانيّ ريال مدريد وبرشلونة يغرّدان خارج سرب الفرق الـ36 الّتي تتكوّن منها بطولة دوري الأبطال بصيغتها الجديدة هذا الموسم.

فقد حوّل برشلونة وريال مدريد نخبة أندية ألمانيا بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتمند في الساعات الماضية إلى ضحايا لاستعدادهما لمباراة الكلاسيكو غدًا السبت، حيث سجّل ريال مدريد خماسيّة في شباك الدورتمند بأقلّ من نصف ساعة من الوقت، بينما قسا برشلونة على ضيفه العريق بايرن ميونيخ وسجّل في مرماه رباعيّة، فتشارك كلّ من الريال وبرشلونة في تسجيل تسعة أهداف في مرمى زعيمي الكرة الألمانيّة بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتمند فأعاداهما في تسعين دقيقة إلى مستوى الأرض.

اكتساح ريال مدريد وبرشلونة بظرف ساعات من الوقت لقطبي كرة القدم الألمانيّة جاء ليضع الأندية الألمانيّة الّتي تعتبر من الأقوى في أوروبّا في مستوى أندية الصفّ الثاني في أوروبّا حاليًّا، حيث تراجع ترتيب بايرن ميونيخ إلى أسوأ مرتبة في تاريخه باحتلاله المركز 23 فقط بترتيب فرق دوري الأبطال .

وبتراجع فرق ألمانيا بشكل غير مسبوق في ترتيب فرق دوري الأبطال، إذ إنّ شتوتغارت ليس في وضع أفضل من البايرن بتواجده في المركز 18، يكون مستوى ألمانيا بأنديتها العريقة تراجع بشكل دراماتيكيّ، كما الأندية الإيطاليّة، حيث إنّ فريق الميلان يقبع في المرتبة 25 فقط. أمّا الفريق الأقوى في فرنسا فحاله ليس أفضل أبدًا عن البايرن أو الميلان، حيث إنّ فريق العاصمة الفرنسيّة باريس سان جيرمان الّذي ضمّ في السنوات الماضية الثلاثيّ المرعب ليونيل ميسي، ونيمار وكيليان مبابي ها هو يقبع في المركز 19 فقط في ترتيب دوري الأبطال بصيغته الجديدة.

وبهذا السيناريو غير المسبوق بتراجع أندية عريقة جدًّا ضمن ثلاث بطولات من أقوى خمس بطولات في أوروبّا وهي إيطاليا وألمانيا وفرنسا، تكون الساحة قد أفرغت بالكامل لقطبي كرة القدم الإسبانيّة برشلونة وريال مدريد، لولا صلابة كرة القدم الإنكليزيّة من خلال قوّة أنديتها .

ففي وقت سرق كلّ من فينيسيوس جونيور ومواطنه رافينيا الأضواء إلى أنديتهما الريال وبرشلونة بتسجيلهما "هاتريك" أي ثلاثيّة في شباك البايرن ودورتمند، إلّا أنّ ترتيب فرق بطولة دوري الأبطال الأوروبّيّ لموسم 2024-2025 يظهر بما لا لبس فيه أنّ الصيت هو للريال وبرشلونة، بينما الفعل هو للأندية الإنكليزيّة، إذ إنّ صدارة تريب دوري الأبطال بعد انتهاء المرحلة الثالثة يعطي الأفضليّة وبقوّة إلى أندية الدوري الإنكليزيّ في أوروبّا.

فبنظرة سريعة على ترتيب بطولة دوري الأبطال "تشامبيينزليغ"، يظهر سريعًا تفوّق الفرق الإنكليزيّة، إذ إنّ فرق أستون فيلا وليفربول ومانشستر سيتي تحتلّ المراكز الثلاثة الأولى في الصدارة، مع تشارك ليفربول وأستون فيلا المركز الأوّل مع مجموع 9 نقاط من ثلاث مباريات وتحقيق كلّ منهما ثلاثة انتصارات على التوالي، وهما يبتعدان بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي صاحب المركز الثالث وله انتصاران وتعادل من ثلاث مباريات.

وبهذا السيناريو، ستكون المنافسة هذا الموسم حتميّة بين الأندية الإسبانيّة من خلال قطبي اللعبة ريال مدريد وبرشلونة ومعهما فقط الأندية الإنكليزيّة وفي مقدّمتها ليفربول ومانشستر سيتي على لقب دوري الأبطال لموسم 2025، بينما الفرق الـ32 الأخرى سيكون أقصى طموحاتها محاولة التأهّل إلى ربع نهائيّ البطولة.

ويبقى السؤال: "من بين أندية برشلونة وليفربول ومانشستر سيتي، من سيتمكّن من منع ريال مدريد من خطف نجمته الـ16 ليبتعد بشكل كبير بعدد الألقاب عن أقرب منافس له وليؤكّد أنّه الملك الأوحد في الكرة الأرضيّة المتربّع على عرش لعبة كرة القدم".