كشفتِ التّحقيقاتُ الأوّليّةُ في رحيلِ المغني البريطاني ليام باين، أنهُ كانَ قد تعاطى "الكوكايين الوردي" قبلَ وفاته، وبالتّالي إمّا أنهُ فقدَ السّيطرة ورمى بنفسه من الشّرفة بسببها، أو ماتَ مقتولاً. في الحالتين، سيصدرُ النبأُ اليقينُ ما إن يُغلقُ ملفُ التّحقيق، لكن ما هو الكوكايين الوردي الذي يُعرفُ بتناولهِ في السّهرات الليليّة وما خطورته؟
الكوكايين الوردي
"الكوكاكيين الوردي" (أو "توسي" أو "توسيبي") ليس نوعاً من الكوكايين بشكلٍ كلّي، بل هو خليط اصطناعي يتألفُ من مجموعة متنوعة من المواد المخدّرة مثل الكيتامين والإكستاسي (MDMA) والميثامفيتامين والكوكايين والمواد الأفيونية ومواد أُخرى. غالباً ما يُصنع هذا الخليط بشكل غير منتظم، مما يعني أنّ مكوناته تختلفُ بشكلٍ كبيرٍ من دفعة إلى أخرى. تأثيرات "الكوكاكيين الوردي" تعتمدُ على المكونات المستخدمة في الخليط. على سبيل المثال، إذا احتوى على الكيتامين أو الإكستاسي، قد يشملُ التأثير شعوراً بالنشوة وتحسين الحالة المزاجية وتخديراً جزئياً للجسم، أو حتى فقدان مؤقّت للذّاكرة. وإذا تضمّن الميثامفيتامين أو الكوكايين، فقد يشعرُ الشخصُ بزيادةٍ في الطاقة وارتفاع في درجات الحرارة الجسدية وانخفاض في الشهيّة وزيادة في الثقة بالنّفس. وقد يؤدي أيضاً إلى مشاكل صحيّة خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم والجفاف والفشل الكلوي والكبدي ونوبات الهلع، ويصل الأمر إلى الهلوسات والوفاة!
بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأنّ خليط المخدرات في "الكوكاكيين الوردي" قد يحتوي على مواد مُهدئة ومُحفّزة معاً أي متناقضة، فإنّ ذلك يزيدُ من خطورةِ الجرعة الزائدة أو التسمّم. ويؤدي استخدامه إلى مشكلات مثل الفشل التنفسي أو التسبب في إصابات جسدية نتيجة فقدان التّنسيق أو الوعي. من هنا، فإنّ استخدامهُ يشكّل خطراً كبيراً نظراً لعدم القدرة على التنبؤ بمحتوياته وتأثيراته في كل دفعة.
يُذكر أنّ ليام باين ولِدَ في مدينة ولفرهامبتون في إنجلترا وظهرَ لأول مرة في برنامج "إكس فاكتور" البريطاني عام 2008 عندما كان في سن الرابعة عشرَ. وعادَ في نسخة 2010، كجزء من فرقة "ون دايركشن"، التي تشكّلت خلال البرنامج وضمّت زملاءه هاري ستايلز ولويس توملينسون ونيل هوران وزين مالك.
ورغم النجاح الكبير للفرقة التي باعت أكثر من 70 مليون نسخة حول العالم، قرّر أعضاؤها مواصلة مسيرتهم بشكل منفرد بعدَ الانفصال عام 2016.
توفِيَ "باين" بتاريخ السّادس عشر من تشرين الأوّل الحالي في الأرجنتين، حيثُ كانَ في أحدِ فنادق بوينس آيرس، وشهدَ نزلاء الفندق على مشادةٍ كلاميةٍ كبيرةٍ بينه وبين سيدةٍ أُخرى كانت تتحدثُ باللغةِ الإسبانيةِ. بينما سُمِعَتْ أصواتُ صراخٍ وتكسيرٍ في غرفتهِ، ما أدّى إلى تقديمِ الشّكوى من النّزلاء، لينتهي الأمر برؤيته مرمياً من شرفة الفندق في الطّابق الثّالث.