لم تمض ساعات على انتهاء نافذة تصفيات كأس العالم في كرة القدم وانتهاء مواجهات دوري الأمم الأوروبي مع مفاجآت مدوّية أبرزها سقوط منتخب إنكلترا على أرضه في العاصمة البريطانيّة أمام اليونان المغمورة بنتيجة 1-2 وخسارتها لصدارة المجموعة، حتّى جاء القرار الصعب من قبل الاتّحاد الإنكليزيّ بقلب الطاولة سريعًا والذهاب إلى حيث لم يتوقّع أحد أبدًا على مقولة المثل العربيّ الشعبيّ "اضرب الحديد وهو حامٍ"، باختيار ألمانيّ لقيادة منتخب إنكلترا.

فقد فاجأ الاتّحاد الإنكليزيّ لكرة القدم ليل الأربعاء، الصحافة البريطانيّة وعالم كرة القدم عبر إعلانه رسميًّا عن تعيين الألمانيّ توماس توخيل مديرًا فنّيًّا للمنتخب، حيث يبدأ توخيل الّذي سبق له تدريب فرق باريس سان جيرمان الفرنسيّ، وتشيلسي الإنكليزيّ، وبايرن ميونخ الألمانيّ، مهمّته مع المنتخب الإنكليزيّ في نهاية العام الحاليّ، وذلك ليكون له الوقت الكافي استعدادًا لبطولة كأس العالم 2026 الّتي تقام في أميركا وكندا والمكسيك.

وسيواجه المدرّب الألمانيّ الخبير مهمّة مستحيلة ينتظرها الجمهور البريطانيّ منذ عام 1966 وهو التحدّي المتمثّل في إنهاء فترة الانتظار الّتي استمرّت لعقود للتتويج بلقب كأس العالم، إذ إنّ الجمهور الإنكليزيّ لن يقبل بأقلّ من رفع كأس بطولة كأس العالم المقبلة، كون المشجّعون الإنكليز يعتبرون أنّ بطولتهم أي الدوري الإنكليزيّ لكرة القدم هي الأبرز والأقوى في العالم وأنّه حان الوقت ليتمثّل المنتخب الإنكليزيّ بإنجازات أنديته وفرقه.

وسيخلف توماس توخيل أحد أنجح المدرّبين للمنتخب الإنجليزيّ غاريث ساوثغيت الّذي قاد المنتخب الإنجليزيّ إلى التأهّل إلى المباراة النهائيّة لبطولة أوروبّا مرّتين متتاليتين، والوصول إلى الدور ما قبل النهائيّ في كأس العالم 2018. وكان ساوثغيت أعلن عن توقّفه نهاية العام الحاليّ عن تدريب المنتخب الإنجليزيّ عقب الخسارة أمام المنتخب الإسبانيّ في نهائيّ بطولة أوروبّا، بعدما تولّى تدريبه لثماني سنوات.

ويعتبر المدرّب الألمانيّ توماس توخيل من أبرز خمسة مدرّبين في العالم حاليًّا، حيث توّج توخيل بألقاب كبرى في ألمانيا وفرنسا وإنكلترا.

وقال توخيل خلال تقديمه في مؤتمر صحافيّ في ملعب ويمبلي ليل أمس الأربعاء: "جاء العرض المقدّم من قبل الاتّحاد الإنكليزيّ في الوقت المناسب تمامّا. والآن يتعيّن عليّ أن أرقى إلى مستوى التوقّعات بالطبع. أعلم أنّ هناك بعض الألقاب المفقودة في الاتّحاد، وبالطبع أريد المساعدة في تحقيق الحصول عليها".

ومازح توماس توخيل الصحافة البريطانيّة بقوله إنّه "يأسف لامتلاكه جواز سفر ألمانيّ". وأضاف: آمل أن أتمكّن من إقناع الجمهور الإنكليزيّ وإظهار أنّني فخور بكوني مدرّبًا للمنتخب الإنكليزيّ". وتابع قائلًا: "سأفعل كلّ شيء لإظهار الاحترام لهذه المسؤوليّة الملقاة عليّ ولهذه البلاد والهدف خلال الأشهر الـ18 المقبلة هو الفوز بكأس العالم، ولا شيء آخر".

وسيكون المدرّب توخيل أيضًا هو ثالث مدرّب أجنبيّ يتولّى تدريب المنتخب الإنكليزيّ، خلف السويديّ الراحل زفن غوران إريكسون، الّذي توفّي أخيرًا ويعتبر أفضل من تولّى تدريب المنتخب الإنكليزيّ والإيطاليّ فابيو كابيلو.

و يبقى السؤال الّذي يشغل محبّي كرة القدم: "هل يحقّق المدرّب توخيل ما لم يتمكّن أحد من تحقيقه، ويقود إنكلترا إلى إحراز أوّل كأس عالم في كرة القدم منذ اعام 1966 أي منذ 58 عامًا كما وعد في مؤتمره الصحافيّ، وهل يكسر المدرّب الألمانيّ توخيل مقولة إنّ إنكلترا لن تربح يومًا أيّ لقب على صعيد المنتخبات؟"

ما هو مؤكّد أنّ المدرّب الثعلب توخيل يدرك تمامًا أنّ مهمّته في قيادة منتخب الأسود الثلاثة ستكون حتمًا ومن دون أدنى شكّ المهمة الأصعب في مسيرته الاحترافيّة، حيث إنّ الأسود الثلاثة وجماهير بريطانيا تنتظر تحقيق حلم "لا يتحقّق"، وهو إضافة النجمة الثانية على قميص بلادها.