"وفاء اللبنانية" اسمُ شهرة لصبيّة في مقتبل العُمر، تُقدّمُ نفسَها على أنّها مُقيّمة طعام "Food blogger"، تجولُ المناطق اللبنانية وتُقيّمُ المأكولات في المطاعم ومحال "السناك". تتصدرُ وفاء اليوم تراند لبنان على مواقع التّواصل الاجتماعي بشكلٍ كبيرٍ، وتجاوزَ عددُ متابعيها على "تيك توك" النّصف مليون شخص.

يتنمّرُ بعضُ النّاشطين على وفاء، بشكلٍ خاص أولئكَ المعروفين بمحتواهم "الكوميدي"، فهي لا تعرفُ لياقات الطّعام، تفتحُ فمها بطريقةٍ مبالغ بها وتتحدّث مع العاملين، كأنها تجلس في مطبخ المنزل مع عائلتها. تلفظُ المفردات الأجنبيّة بطريقة خاطئة، مثل "Burgel - Chambo pas" بدلَ من (Burger - Chapeau bas)، بالإضافةِ إلى اعتمادها الأُسلوب الفج في التّعليق، وبدأتْ شهرتها بإعطاء التقييمات السّلبية، فلفتتِ الأنظارَ إليها.

تنمّروا على وفاء فازدادت شهرتها بشكلٍ كبير للغاية، وبدلَ من أن تحصل على مبلغ مئتَي دولار لتقديمِ الإعلان الواحد، صارت تتقاضى مؤخراً ألفَ دولار بحسب ما انتشرَ! استفادتْ الشّابة اللبنانيّة من حملة التنمر التي شُنّت ضدّها، وهنا نقول تنمراً، لأنهُ بالفعل المسألة تجاوزتِ الخطوط الحمراء في كثير من الأحيان.

ما ميّزَ وفاء في بداياتها كـ "فود بلوجر"، صدقها، حتى لو كانَ ذلك مفتعلاً ومتفَق عليه مع أصحاب المحال، تعبّر عن رأيها بعفويّة، فتقول: "الفروج كان بعد بده، هالآكلة مش طيبة..."، ثمّ تختم الفيديو بدعوة المتابعين لزيارة المكان: "حتى لو ما عجبني يمكن يعجبكم"! هنا يمكن لمدير المطعم أو "السناك" أن يرد معلناً عن نيّة التّحسين، أو أن يقول أحياناً: "ما كنت بعرف إنه كانت عم تصوّر"، وفرضية أن لا يعرف خاصة بعدَ شهرة وفاء، أمر مستحيل.

مَن يحبها، وهم قلة من خلال التّعليقات، قد يتماهون معها، ويزورون الأماكن التي تذهب إليها، ولأنها "مستفزة" لآخرين، قد يتقصّدون أيضاً زيارة المحل لتحدّي رأيها السّلبي!

صاحب المحل ووفاء، كلاهما يكسب المال، وكذلك مَن يتنمر على وفاء من الناشطين المعروفين، أيضاً يستفيد ويحقّق المشاهدات!

عادةً ما يُعرف مقّيمو الطّعام (Food bloggers)، بأنهم أُناس تقنيين، يستخدمون مفرداتهم بعناية، وفي الأغلب يعطون التقييمات الإيجابيّة عن المأكولات من منطلق تقديم "الدعاية"، أو أن يمررون بعضَ التّعليقات السّلبيّة "الخفيفة" لمحاولة توخي الموضوعية! لكن عالم مقيّمي الطعام يتوسّع باستمرار، وصارَت مهنة مَن لا مهنة لهُ، لذا تمكّنت وفاء سواء عن قصد أو عن غير قصد أن تحجز لنفسها مكاناً قد يكون مؤقتاً، بانتظار ظاهرة food blogger جديدة ربّما تُطيحُ بها!