عامَ 2007 عُرِضَ على شاشة قناة LBC برنامج بعنوان "قسمة ونصيب"، الذي يندرجُ في خانة برامج تلفزيون الواقع. تنافسَ فيه شبّان وفتيات من مختلف البلدان العربيّة للوصول إلى الثنائي الفائز، الذي يتوّج قصة حبّه بالزّواج ويحصلُ على جائزةٍ ماليّةٍ كبيرةٍ. قُدمّ من البرنامج موسمان (2007 و2009)، وكانَ يترافقُ مع تواجد والدات الشبّان، ويسكن الشبّان والفتيات في منزلين منفصلين، فيلتقون فقط من خلال: نافذة الحديقة أو عبرَ مساحة صغيرة في الجدار الفاصل بين المنزلين، وباستخدام "الفيديو فون" (اتصال الفيديو).
فازَ بالموسم الأوّل باسل وباتريسيا من لبنان، وفي الموسم الثّاني، يحيى من سوريا ونوال من المغرب. كانَ يحتّم البرنامج عقد قران الثّنائي الفائز في نهايته، كشرطٍ للحصول على الجوائز المرصودة (100 ألف دولار نقدي وطقم من الألماس بقيمة 35 ألف دولار ورحلة استجمام للعروس).
قَدَّمتْ رولا بهنام الموسم الأوّل، بينما جاءَ الموسم الثّاني من تقديم رزان مغربي، وذلك من خلال "برايم" أُسبوعي تتخللهُ فقرات غنائيّة لنجوم بارزين. وفي البرنامج يتعلّم المشتركون مواضيع مختلفة مثل أصول التصرّف والطّبخ ويمارسون تمارين رياضيّة، بالإضافة إلى التّوعية في المجالِ النّفسي.
"قسمة ونصيب" نسخة عام 2024
بعدَ انقضاء 17 عاماً على تقديمِ البرنامج بنسخته العربيّة الأولى على LBC في بيروت، أتتْ شركةُ إنتاجٍ تركيّة واختارتْ تقديمَ البرنامج بنسخة مستحدثة قبلَ أشهر، يتم تصويرها في تركيا. عُرِضَ منهُ الموسم الأوّل، والآن يبدأ عرض حلقات الموسم الثّاني بسبب الإقبال الكبير عليه، لدرجة اعتباره حالياً "البرنامج الأوّل في العالم العربي"، نظراً للأرقام الكبيرة التي يحقّقها في المشاهدات!
لا شاشة تلفزيونية تتبنّى العرض، بل عبرَ صفحات في مواقع التّواصل الاجتماعي تحملُ اسمَ البرنامج. وتختلفُ النّسخة الحاليّة عن نسخة قناة LBC، فالشّبان والفتيات يعيشونَ في "جزيرة الحب"، كاستديو رمزي تمّ بناؤه، ولا حدودَ في التّعامل بين المشتركين، تجمعُهم اللقطات الحميمة، بالإضافة إلى الملابس الملفتة وطريقة الجلوس النّافرة. كما لا يُحتّم البرنامج زواج الثّنائي، إذاً العلاقة قد لا تدخل في إطارٍ شرعي، بل يتم تتويج الثّنائي الفائز بمبلغ مالي قدره 30 ألف دولار.
فازَ بالموسم الأول خالد وجينيفر من لبنان، و"قسمة ونصيب" بالأساس مأخوذ من برنامجٍ أميركي بعنوان "The Perfect Bride"، لكن على ما يبدو يتم تطويعهُ عربياً بحسب مقتضيات توقيت العرض ومدى درجة الانفتاح المقبولة.
الفارق بين النسختين
في نسخة قناة LBC عام 2007، نرى مراعاة التقاليد للمجتمعات العربيّة بوجود والدة العريس وفصل مكاني السّكن بين الشبّان والفتيات وتحتيم الزّواج للثنائي الفائز، بينما في النّسخة الحاليّة عام 2024، نلاحظ التّحرّر من قيدِ الأُم، بالإضافة إلى عدم تحتيم الزّواج وتواجد الشبّان والفتيات معاً أكثر الوقت. فهل يشجّعُ البرنامج بصيغته الجديدة على العلاقات الغرامية بلا زواج أم أنّ المنطق يقول أن لا يتزوّج إثنان بدافع الرّبح وتحت ضغط عدسات الكاميرات؟
من "قسمة ونصيب" إلى تيك توك
بعدَ عرض الموسم الأوّل من الحلة الجديدة لـ "قسمة ونصيب"، ظهرَ عددٌ من الشّبان والفتيات الذين كانوا مشتركين فيه من خلال تطبيق "تيك توك"، مستثمرينَ الشّهرة التي حقّقوها في البرنامج، من أجلِ كسبِ المال عبرَ خاصيّة البث المباشر، ويتداولون الأحاديث نفسها التي كانت تدور في البرنامج. ذلك ليسَ مستغرباً، فمنذُ مدة يظهرُ أكثر من بث مباشر لصالح شركات متخصّصة، تهدف لإثارة المتابعين من خلالِ تقديم ثنائيات، فيختارون "الثنائي الأفضل" عبرَ تقديم الدّعم لهُ على التّطبيق.
تتولّى ريتا حرب تقديم "قسمة ونصيب" حالياً، وتقولُ في تصريحاتٍ لها إنّها تحاولُ في البرنامج أن "تمنح خبرتها للمشتركين".
يُذكر أنّ ريتا تزوّجت عام 2005، وانفصلت عام 2009 ولديها ابنتين هما ستيفي وميشال، ولمعت بأدوار تمثيلية عديدة، أبرزها "الخائن"، التي قامتْ بتصويره أيضاً في تركيا.
الربح المادي
على ما يبدو أنّ البرنامج سيستمر بالعرض لمواسم عديدة نظراً للإقبال الكبير عليه، فالمشاهدات المرتفعة وإن أتتْ على طبقٍ قد لا نستسيغه، لكنّها هدف للمُنتِج، والرّبح المادّي بالنسبة لهُ يُعدُ أوّلويةً، بصرف النّظر عن القيم التي يعرضها البرنامج، والتي لا تتبنّاها أي قناة عربيّة، بل تُبحر في فضاء "السوشل ميديا".
@lieo0779 عشقيييي برد قلوبنا بالعبيطه ???#قسمة_ونصيب #تركيا #لبنان #جيني #خالد_جينفير ♬ الصوت الأصلي - Reema