تتهيأُ المدارسُ كَي تفتحَ أبوابَها للعامِ الدّراسي الجديد، وقد يطوي جزءٌ لا يُستهانُ بهِ من الطّلابِ مرحلةَ اللحاقِ بتراندات تيك توك، مثل "شوكولاتة دبي" و"الفواكه المُقرمَشة" التي تُباعُ بأسعارٍ عالية، وراجتْ خلالَ الصّيف المُنصرم. الآن ينتقلونَ إلى مرحلةِ شراءِ الأدواتِ المدرسيّة ويُجهّزونَ أنفسَهُم لروتين المدرسة. وبدلَاً من إيقاعاتِ أُغنياتِ "الشامي" و"سيلاوي" وغيرهما من الفنانين، هناكَ إيقاع صوت واحد فقط، مُنبّه الاستيقاظ وما يقولُهُ المُعلّم أو المُعلّمة في المدرسة.
المدرسة في الفيديو كليب
عربياً بشكلٍ عام، هناكَ أُغنيات تتناولُ المدارس، في إطارِ القنوات المُخصّصة للأطفال في "يوتيوب"، والتي تعتمدُ في أكثرِها الرّسومَ المُتحرّكة، أو أن يكون هناكَ أناشيدَ دينيّة تحفيزيّة للإلتزام بالتّعلُم.
أمّا على صعيدِ الفيديو كليب، لم يدخلْ صنّاع الفن غالباً مجالَ التّعليم، إلّا لاستخدامِ "إكسسوارته" في الإطار الفنّي، كالفتاةِ العاشقة، التي تهربُ من المدرسةِ للقاءِ حبيبِها "قدام الكل" (دارين حدشيني)، أو الأغنيات التي توصَف بالهابطة مثل أُغنية "بتكدب عليا" لماريا، والتي تعرضُ لقطات إغراءِ لإحدى الطّالبات!
كما يُلاحظُ أنّ هناكَ تكريساً للدّور الاجتماعي للفتاة ضمنَ الأعمال الغنائيّة المصوّرة، حولَ المشاعر المرهفة للطّالبة، مثل أغنية "عم يرجف قلبي" لنجوى كرم، عائدةً من مدرستها، وتقول: "نسيت بمدرستي مريولي... معلمتي سألت شو صاير، رفقاتي بصفّي قالولي".
وفي المسلسلات
هذا على صعيدِ الأُغنيات، فماذا عن المسلسلات والأفلام والمسرحيات؟
في الدراما السّورية قُدِّمَ مسلسل بعنوان "أيام الدراسة" عبرَ ثلاثة أجزاء، يتحدثُ عن مغامرات الأصدقاء في المدرسة. كتبَ "أيام الدراسة" طلال مارديني، وأبرز المشاركين فيه معتصم النهار ويامن الحجلي.
وقبلَ ذلك قُدّمَ مسلسل "أشواك ناعمة"، تأليف رانيا بيطار وإخراج رشا شربتجي، فدخلَ عالم مدرسة البنات.
وكذلك فعلَ المسلسل الأُردني "مدرسة الروابي للبنات" تأليف تيما الشوملي، وتطرّق بشكلٍ أدق لقضية التنمّر.
وما بين "أشواك ناعمة" و"مدرسة الروابي للبنات"، تُعتمَدُ مدرسات البنات على وجهِ التّحديد، للإضاءةِ على قضايا اجتماعيّة عربية خاصّة بالفتيات اللواتي لا يزلنَ يعانين من مشاكل التمييز. لكن عموماً، تتأرجحُ الأعمال الدراميّة التي قُدّمت عن المدارس، بينَ معالجةٍ عميقةٍ لقضاياها وبينَ اعتماد المدرسة كمجرد عنصر جذب لفئة المشاهدين من الشّباب لتحقيق مشاهدات أعلى.
في الأفلام والمسرحيات
بينما سينمائياً، فإنّ الأعمال العربيّة التي تتناولُ قضيةَ التّعليم قليلة، وأكثرها في السّينما المصريّة الكوميديّة، مثل فيلم "الناظر"، وبعض الأعمال الفكاهيّة التي قدّمها كل من أحمد حلمي ومحمد هنيدي ومحمد سعد. في "اللمبي" مثلاً، تُعرَضُ قضية التّعليم بطريقةٍ قد تخلو من أي مسؤوليّة في المعالجةِ حتى لو كانَ ذلك ضمنَ إطارٍ كوميدي!
استثمرتْ أفلامٌ عربيةٌ موضوع التعليم وإطار المدرسة، لخلقِ أجواءٍ فكاهيّة!
أمّا مسرحياً، فإنّ واحدة من أشهر المسرحيّات العربيّات "مدرسة المشاغبين"، التي قُدّمت عام 1971، تأليف علي سالم وإخراج جلال الشرقاوي، وبطولة عادل إمام وسعيد صالح وسهير البابلي وأحمد زكي ويونس شلبي وغيرهم من النجوم. انتُقدتِ المسرحيّة واتهمها البعض بالتّأثير السّلبي على سلوك الطّلاب في المدارس المصريّة.