يُحدثُ فيلم "الملحد" ضجةً كبيرةً عبرَ مواقع التواصل الاجتماعي والأوساط الجماهيريّة والثقافيّة في مصر. لم يُعرفْ ما إن أُجِّلَ الفيلم أو مُنِعَ من العرض!

كانَ الجمهور المصري اليوم على موعدٍ مع العرضِ الأوّل لفيلم "الملحد"، كتابة الإعلامي ابراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل (محمد جمال العدل)، وإنتاج أحمد السبكي. 

الفيلم من بطولة حسين فهمي ومحمود حميدة وصابرين وأحمد حاتم وشيرين رضا ونجلاء بدر وغيرهم من النجوم المصريين، ويتحدثُ عن طبيبٍ يُدعى "يحيى" (أحمد حاتم)، يمرُ بتغييرات في معتقداته الدّينية، فيقرّرُ على أثرِها المجاهرة بإلحاده، ويحاولُ عمُهُ التدخل لحلِ "الأزمة" التي تتصاعد. 

لكنّ العرض الأوّل "تأجّل"، ما أثارَ جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والثقافيّة المصريّة، لا سيّما أنّ القرار جاء وسط سلسلة من الأزمات التي واجهت العمل منذ بدء التحضير له.

الإلحاد قضية "حسّاسة"

قالَ المنتج أحمد السبكي، إنّ التأجيل "بسبب عدم الانتهاء من عمليات المكساج والمونتاج"، وأكّدَ أنّ العمل لم يُمنعْ من العرض. في المقابل، كتبَ المخرج ماندو العدل عبرَ "فيسبوك": "المنع ليسَ حلاً"، قبلَ أن يغلق الحساب بساعاتٍ قليلة، بحسب ما نشرت وسائل إعلام عديدة. 

إذاً، هناك أزمة ما قائمة، سواء مع المنع أو التأجيل، وشبّهَ مؤلّف الفيلم إبراهيم عيسى عبر حسابه في "اكس" ما حدث بمنعِ الرقابة نشر روايتي "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ (1962) و"الحسين ثائراً" لعبد الرحمن الشرقاوي (1969). ثمّ نشرَ مؤخراً: "الملحد ليسَ مجرد فيلم سينمائي بل هي الدولة المدنية الحديثة التي نُدافعُ عنها ونحترم دستورها".


دعم "الملحد"

وأبدى عددٌ من النقّاد وصنّاع السينما تضامنهم مع صنّاع الفيلم، إذ دعتِ المخرجةُ هالة خليل، عبر حسابها في فيسبوك، إلى تكوين جمعية للدفاع عن حرية الإبداع لا تخضع لأي كيان قانوني أو سياسي. وعلّق الناقد السينمائي محمد نبيل على القضية، فكتبَ عبر حسابه في فيسبوك أيضاً، بأنّ خبر المنع محبط للغاية. كما تضامنَ المخرج والمنتج أمجد أبو العلاء مع الفيلم.

انتقادات ودعوى لإيقافه

في المقابل، واجه "الملحد" مؤخراً العديد من الأزمات، أبرزها الدعوى القضائية التي أقامها رئيس نادي الزمالك السابق المستشار مرتضى منصور الذي طالبَ بوقف وسحب تراخيص عرضه داخل مصر وخارجها، إذ تّم تحديد تاريخ 24 آب للنظر في الدعوى التي اتهم خلالها المحامي المصري صنّاع العمل بـِ "التحريض على الإلحاد وهدم ثوابت الدين الإسلامي".