رحلَ كاتبُ "زمن العار" و"أسرار المدينة" و"السراب" و"الندم" و"نساء صغيرات".
ودّعَ الكاتبُ الكبيرُ حسن سامي يوسف قلمهُ عن عمرٍ ناهزَ 79 عاماً، وقد وافتهُ المنيّة اليوم الجمعة 2 آب في دمشق، وهو من مواليد الأوّل من أيّار 1945 في قرية لوبيا بفلسطين المحتلّة.
"على مهلك وين رايح؟"
وأعلنَ ابن أخيه وليد يوسف وفاتهُ بمنشورٍ عبرَ حسابِهِ الشّخصي في "فيس بوك" دونَ ذكر سبب الوفاة، قائلاً: "على مهلك وين رايح، يا مسك فايح، الروائي والسيناريست حسن سامي يوسف في ذمة الله".
"فلسطين أرض سوريّة"
انتقلتْ أسرةُ الرّاحل عقبَ النكبة عام 1948، إلى لبنان ثمّ إلى سوريا، واستقرتْ في دمشق. حصلَ على ماجستير في كتابة السيناريو من إحدى جامعات الإتحاد السوفياتي عام 1968، ثمّ عاد إلى دمشق في السبعينيات، وعملَ في "المؤسسة العامة للسينما" كرئيسٍ لدائرةِ النّصوص.
عبّر يوسف في رواية "عتبة الآلم" التي يروي فيها سيرته الذاتية بأنهُ "سوري بالمقام الأوّل"، وكتبَ: "فلسطين أرض سوريّة تمّ اغتصابها بمؤامرةٍ كونيّةٍ فريدةٍ من نوعِها في تاريخ البشر. هذا ما أؤمن بهِ وهذا ما لا أُجادلُ فيه، كنتُ وما زلتُ وسأبقى مؤمناً بأنّني سوري أعطوهُ اسم فلسطيني تماماً كما أنّ هناكَ حلبياً، حمصياً... الخ".
كاتب وسيناريست بارز
كتبَ يوسف ست روايات تحولت اثنتان منها إلى مسلسلات تلفزيونية، الأولى رواية "فتاة القمر"، التي تحولت عام 1999 إلى مسلسل "نساء صغيرات"، أمّا رواية "عتبة الألم" فحُوّلت إلى مسلسل "الندم" عام 2016. وبالإضافة إلى الروايتين السابقتين، كتب يوسف روايات "الفلسطيني" و"الزورق" و"بوابة الجنة" و"إلى فاطمة".
كما كتبَ كتاباً آخراً تحت اسم "هموم الدراما" الذي تحدثَ فيه بإسهاب عن الدراما السورية ومشكلاتها، بعيداً عن النظريات العلمية، كما ترجم كتاب "المسألة اليهودية" لفيودور دوستويفسكي.
المُعلّم
حققتْ مسلسلاتُ وأفلام حسن سامي يوسف النجاحَ الكبير، ويناديه محبوه بالمُعلم نظراً لإمكانياته العالية في الكتابة الروائيّة والفنيّة، كما نالَ عدداً من الجوائز في مهرجانات عربية ومحلية. حازَ على جائزة أفضل سيناريو عن مسلسل "نساء صغيرات" في مهرجان "القاهرة للإذاعة والتلفزيون" عام 1999، وجائزة "محمد بن راشد للدراما العربية" عن مسلسل "زمن العار".
مع رحيل حسن سامي يوسف، تودّع الدراما العربيّة كاتباً بارزاً سيتركُ مكانهُ فارغاً أمامَ النقص الذي تُعاني منهُ الدراما في عالمِ التلفزيون.