نظّمَتْ جمعيّةُ مسار العرضَ الثّاني لمسرحية "من جارور لجارور" في منطقة صيدا، ضمن إطارِ نشرِ الوعي حول القضايا التي تتعلّقُ بالشّباب اللبناني، ويأتي ذلك بعدَ عرضها في بيروت، وتطمحُ للعرضِ في مختلف المناطق اللبنانية.

يتحدّثُ العرض عن بيروقراطية التّعاطي في المؤسسات الرسمية التي تحولت إلى واقع لا يحتاجُ إلى إثباتٍ، بشكلٍ خاص في ما يتعلّق بالمشاريع التي تُعنى بالشّباب، ولأنّ المسرح مرآة المجتمع وجبَ اعتمادَهُ وسيلةً من وسائل الكشفِ عن الإخفاقات وحث المعنيين على تصحيح سبل الممارسة بما يخدمُ العامّةَ ويمنعُ عنهم تداعيات التأجيل.

"من جارور لجارور"، فكرة وإنتاج جمعية "مسار"، الناشطة في تعزيز التنمية وتغيير السياسات والحكم الرشيد من خلال العمل مع الفئة الشبابية. وجاء العرض الذي كتبه وأخرجه عصام بو خالد متطابقاً من حيثُ الشّكل والمضمون، محاكياً هموم الشباب في لبنان، في ظلِ عدم وجود آليات لتنفيذِ السّياسات الشبابيّة وغياب الرؤى والخُطط الواضحة.

العنوان الذي يعبّر عن الرتابة والبيروقراطية في القوانين والسياسات لم يغفلْ عن توجيه النقد لعمل بعض المنظّمات الدّولية التي تهتم بقشور القضايا. وأعقبَ العرضَ حلقةُ نقاش مع الحاضرين الذين شاركوا آراءهم حيال واقع الشباب في لبنان والسياسات التي تظل حبراً على ورق، ومن بين الحاضرين نائبا صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري.

ديكور العرض عبارة عن خزُن حديدية تعبّر عن الدوائر الرسميّة

أضاء العرض على مشروع السياسة الوطنية الشبابية التي أقرّتها الحكومة عام 2012 وما زالت حتى اليوم لم يُنفذ شيئاً من مندرجاتها، هذا النموذج بنى عليه بو خالد نصّهُ المسرحي معتمداً على وقائع ميدانيّة لا توحي بإيجابية النتيجة المتوخاة، من هنا تأتي حوارات الممثّلين الثمانية: جويل منصور ويارا زخّور وعلي بليبل وطوني فرح ووسام بتديني وميشال فغالي ومنير يحفوف وتالا حمود، وانطلقوا من فهم ما يجري في الإدارات الرسمية حيثُ سياسة الجوارير تُعتمَد على نطاقٍ واسعٍ، كصورة من صور إهمال تنفيذ المشروعات والخطط.

من عرض "من جارور لجارور"

غلبَ على العرض الحوار الثنائي أو متعدد الوجوه مع تعبير عن الآلم من التأخير في تنفيذ المشاريع، وحملَ الأداءُ طابعَ الخطابةِ لينقلب إلى حالةٍ دراميةٍ مع المحترفين من الممثلين، بحيث يتم التعبير عن الاستهجان من عدم التنفيذ مع وجود مدة طويلة بين إقرار المشروع وتنفيذه، ويُحسَبُ لعموم الممثّلين المشاركين أنهم بذلوا أقصى طاقاتهم لتفعيل الأجواء وإبتكار نهج ضاغط يجعل التنفيذ ممكناً ويفتحُ آفاقاً للمستقبل.

يتحدث العرض عن الشباب من مختلف الفئات