"الكاريزما" باللغة اليونانية تعني "الهدية" أو "هبة الله". وهي تشير إلى الجاذبية المُقْنِعة والقوية والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص حيثما وجدوا. غالباً ما تُرى الكاريزما كقدرة تمكّن الشخص الكاريزماتي من التأثير في الآخرين بجاذبيته وسلطته وسحره وذكائه الاجتماعي. 

من صفات الكاريزما 

1- الثقة بالنفس: وهي أساس صفة الكاريزما وأحد الأمور المهمة للإنسان في مختلف جوانب حياته، وهي التي تجعل من الشخص قوي الحضور، واثقاً من نفسه، ثابتاً في مواقف القيادية، قادراً على توجيه الآخرين. 

2- مهارات التواصل: التمتع بقدرة قوية على التواصل مع الآخرين، ويشمل ذلك التحدّث بطلاقة وإجادة التعبير السليم، والاستماع المركّز والقدرة على قراءة مشاعر الآخرين وفهمها، واستخدام لغة الجسد في إظهار الانفعالات المناسبة في أوقاتها المناسبة لتعزيز القدرة على إقناع المستمعين وكسب ثقتهم. 

3- جهارة الصوت وثباته: التمتّع بصوت جَهوري وثابت باعتباره العنصر اللفظي الأساسي للتأثير والسيطرة والتشويق. وعليه، يجب أن يجيد الخطيب النطق السليم وأن تكون لديه القدرة على تنويع نبرته حسب المعاني والجُمل لنجاح التواصل مع الجمهور، كون ذلك يعتبر تنشيطاً لنفسه ويبعد الملل عن سامعيه. 

4- مهارات الإقناع: هي تلك المقدرة التي يتميز بها الأشخاص الكاريزماتيون بحضورهم الطاغي، لتغيير اقتناعات مجموعة أفراد أو سلوكهم من خلال خطاب معيّن أو منطق معيّن أو كلام معيّن بطريقة انسيابية سلسة تحاكي مشاعرهم، وذلك بهدف تغيير موقف أو سلوك حيال حدث معيّن أو حيال أشخاص آخرين. 

5- الجاذبية الشخصية: تشمل قوّة الشخصية والسمات الجسدية والاهتمام بالمظهر العام وإتقان فن القيادة لقيادة جمهور ما. على سبيل المثال لا الحصر، الوجه البشوش والاتصال البصري المباشر وإظهار التفاؤل والاهتمام بمشكلات الآخرين والتعاطف معهم، ومنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم. 

6- التأثير العاطفي: وهي القدرة على إثارة المشاعر وتحفيزها في الأشخاص، وذلك من خلال نقل الحماسة والشغف والمشاعر الإيجابية بصراحة وصدق، وهذا ما يساعد على إلهام الآخرين ودفعهم إلى العمل أو التغيير. 

الكاريزما هي مزيج من السحر والثقة والإقناع والقدرة على التواصل مع الآخرين، كما أنّها من الصفات الشخصية الآسرة والمؤثرة.

تطوير الكاريزما 


يعتقد البعض أنّ الكاريزما صفة فطرية. لكن يمكن أن تُكتسب نتيجة للظروف التي يعيشها الشخص، سواء تعلّقت هذه الظروف بتجارب حياتية قاسية ذات علاقة بالبيئة التي عاش فيها. وفي جميع الأحوال، يمكن تطوير عناصر الكاريزما من خلال التدريب على جوانب كثيرة، أهمها: 

1- الوعي الذاتي: بهذا المفهوم، يجب على الشخص أن يعرف تفاصيل نقاط قوة شخصيته وضعفها، والسعي إلى تحسين ذاته من أجل زيادة ثقته بنفسه. 

2- التدريب على مهارات التواصل: يمكن أن يحسّن الشخص مهارات التواصل من خلال: 
التواصل بدقّة ووضوح، بحيث يعمد المرء إلى التدريب المستمر على التحكّم بانفعالاته واعتماد نبرة صوت جذّابة والتعبير بوضوح والاتصال المباشر بالنظر. 
التدريب على كيفية إتقان استعمال لغة الجسد والتركيز أيضاً على ما يقوله المتكلّم، وإعطائه الأهمّية اللازمة والتفاعل معه في كلّ ما يقول. 
عدم إبداء أحكام مسبقة أو التمسك بنتيجة لحادثة لا تزال غامضة، ووجوب تجنّب التخمين مهما تكن الأسباب. 

3- التفاؤل والإيجابية: تطوير نظرة إيجابية إلى الحياة ورؤية الجوانب الجيّدة في كلّ موقف لتعزيز الجاذبية الشخصية. 

4- المشاركة الاجتماعية: الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية. يجب أن يشارك ويتشارك مع الأفراد والمجموعات وحتى مع المجتمعات، بحسب عاداتهم وتقاليدهم، والتعاون معهم لمعالجة مشكلاتهم وحلّ قضاياهم واتّخاذ قرارات تؤثّر إيجاباً في حياتهم وبلداتهم. وهذا ما يزيد من فرص التفاعل مع الآخرين وبناء العلاقات الجيدة والمتينة معهم. 


الكاريزما والقيادة 

القادة الكاريزماتيون يتمتعون بالكثير من الصفات، أهمها: 

- التفكير الإستراتيجي في وضع خطة عمل فاعلة طويلة المدى من أجل الوصول إلى الأهداف المرسومة. 

- الوعي الذاتي والقدرة على انتقاء الأولوية للمهمات الموكل تنفيذها إلى القائد . 

- القدرة على التواصل الفاعل والسيطرة الشاملة. 

- الاهتمام بتدريب القوى من أجل تطويرها. 

- إدارة المهمات بمراقبة تنفيذها لاتخاذ القرارات المناسبة في المواقيت المناسبة بغية تحقيق الفاعلية القصوى. 


باختصار، إن الكاريزما هي مزيج من السحر والثقة والإقناع والقدرة على التواصل مع الآخرين، كما أنّها من الصفات الشخصية الآسرة والمؤثرة. هذه الميزات غالباً ما تعتبر من الميزات الفطرية، لأنّ الكاريزما المهمّة اللافتة هي التي يجب أن تناسب الشخصية الحقيقية غير المصطنعة التي تساعد الإنسان على أن يكون كما ينبغي أن يكون.