"طَق طَق طَق والدنيا حرب، علقانة بين شرق وغرب... خطف ونسف وقتل وضرب وشفتيني راكب بالورب، وليش ما كنتِ تهدّيني؟"
في ذكرى الحرب الأهليّة (13 نيسان) وربّما مع انتهائها أو عدم الانتهاء، تعودُ إلى ذاكرتنا كلبنانيين أغنية "طق طق طق" للفنان الكبير مارسيل خليفة، باعتبارها من الأغنيات التي لمعتْ خلالَ فترة الحرب وتتحدّثُ عن تفاصيلها. وكأنهُ لا يهم مَن كتب الأغنية ومَن لحّنها، لذا لا تجد مصدراً منتشراً لذلك، إنّما يكفي أنّ مارسيل خليفة صاغها بصوته العذب والصّادق، إلى جانب عزفه الجميل على العود والكورال الذي يؤدي من خلفه، مع تصفيق وحماسة الجمهور في الحفلات، فيشكّلون معاً توليفةً لكل مَن كرهَ الحرب وذيولها، ولكل مَن لا يريدها مجدداً، وكأنهُ مشارك في هذا العمل، رغمَ عبثيّة الواقع وجروحاته المفتوحة إلى اليوم.
"مين حطّلك هالوسواس إنتو ناس ونحنا ناس؟" و"حرقولي بيتي الإخوان وحياتك مَنّي زعلان... إللي مزعّلني نكرتيني"، أغنية لرجلٍ يختمر موجّهة لحبيبةٍ قد تكون موجودة فعلاً أو أنّها "الآخر" في هذا الوطن، وما بينهما "سكرة" و"فكرة" وذكريات وحاضر ومستقبل، فلا يمكن إنكار هذه العناصر مهما تقدّم الزّمن وتعقّدتْ تشعباتُهُ.
أضاءتْ في سماءِ القنابل خلالَ فترة الحرب الأهلية اللبنانيّة (1975 – 1990)، أغنيات "قنبيلة" ثوريّة يمينيّة ويساريّة، كانَ بعضها يحرّض على استمرار الحرب، لكن تبقى "طق طق طق" على بساطتها، الأغنية العفويّة التي تجمعُ بين "طقّة الكاس" و"طقّة الرصاص"، وما بينهما ذكريات وحُب وحرب وجنون ولبنان.