أكَّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الثلاثاء، أنّ الضربات التي استهدفت مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق وأدّت إلى مقتل 11 شخصاً بينهم قياديين اثنين وعناصر في الحرس الثوري يوم الإثنين "لن تمر من دون رد".
ونقل الموقع الإلكتروني التابع لمكتب رئيسي باللغة العربية عنه قوله: "نشهد تعزیز خندق المقاومة وازدیاد کراهیة الشعوب الحرّة ضد ماهیة الکیان اللاشرعي یوماً بعد یوم"، مضيفاً أنّ "هذه الجریمة البشعة لن تمر من دون رد".
وندّد رئيسي بـ"هجوم الكيان الصهيوني غير الإنساني والمنتهك للقرارات والمواثیق الدولیة على القنصلیة الإیرانیة في دمشق"، قائلاً: "إنّ إسرائيل جعلت الاغتيالات العشوائية في جدول أعمالها إثر هزائمها المتكرّرة أمام إيمان وإرادة المجاهدين الصلبة لخندق المقاومة".
في غضون ذلك، وجهت طهران "رسالة مهمّة" إلى الولايات المتحدة لم يتمّ الكشف عن مضمونها، إلى "مسؤول في السفارة السويسرية"، التي تمثّل المصالح الأميركية في إيران، وذلك خلال استدعائه إلى وزارة الخارجية، حسبما أشار وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان.
وقال عبر موقع "إكس"، "خلال هذا الاستدعاء، تمّ شرح البعد الإرهابي للهجوم ولجريمة النظام الإسرائيلي"، مضيفاً أنّه "تمّ التأكيد على مسؤولية الحكومة الأميركية".
وتابع وزير الخارجية الإيراني: "أُرسلت رسالة مهمة إلى الحكومة الأميركية باعتبارها شريكة للنظام الصهيوني. يجب أن تتحمّل أميركا المسؤولية".
الهجوم نُفذ بمقاتلات اف-35
وفي الهجوم الذي نفّذته طائرات إف-35 واستهدف مبنى القنصلية الإيرانية بحي المزة في دمشق، قُتل بالإضافة إلى القائد الأعلى لفيلق القدس في سوريا ولبنان الجنرال محمد رضا زاهدي بين 5 إلى 7 أشخاص. ونستعرض في ما يلي أبرز ما ورد في الصحف العالمية:
- صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قالت إنَّ هذا الهجوم يختلف عن الغارات الإسرائيلية السابقة في سوريا سواء من حيث موقعه أو من حيث أهمية الهجمات، مبينة أن المجمعات الدبلوماسية كانت تقع تقليدياً بعيداً من مناطق القتال.
- صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قالت إن "هذه خسارة كبيرة لإيران وانتكاسة كبيرة للنظام في محاولته السيطرة على سوريا وبسط نفوذه في العراق ولبنان"، معتبرة أن "هذه انتكاسة كبيرة لإيران ولشبكة مستشاريها الذين يعملون مع وكلائها في العراق وسوريا ولبنان".
- موقع "أكسيوس" الأميركي اعتبر أن "هذه ضربة كبيرة لإيران، ومن المرجح أن يؤدي الحادث إلى تصعيد حرب الظل بين إيران وإسرائيل التي اشتدت في السنوات الأخيرة".
- صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قالت: "قتل ما لا يقل عن ثلاثة من كبار القادة وأربعة ضباط يشرفون على العمليات السرية الإيرانية في الشرق الأوسط عندما قصفت طائرات حربية إسرائيلية مبنى في دمشق يعد جزءا من مجمع السفارة الإيرانية".
- هيئة الإذاعة البريطانية لفتت إلى أن هذه الضربة قد تؤدي إلى "رد فعل إيراني من خلال وكلاء"، معتبرة أنه "سيتعين على إيران معايرة ردها بعناية بينما تسعى جاهدة لمواصلة صراعها مع إسرائيل من خلال وكلائها الإقليميين دون الانزلاق إلى حرب شاملة".
- صحيفة "الغارديان" البريطانية، أشارت إلى أن "أهمية الحادث على المدى الطويل تكمن في اعتبار إيران للغارة الجوية هجوماً على الأراضي الإيرانية، وهو ما قد يمثل تصعيداً، مشيرةً إلى أنه "من المرجح أن تراقب طهران عن كثب الرد الأميركي وتراقب أي علامات على موافقة الرئيس جو بايدن على الهجوم أو إذا تم إخطاره ببساطة عندما بدأ".
- صحيفة "لوريون لو جور" رأت أن "مهاجمة ممثلية دبلوماسية، تتمتع مبانيها عادة بالحماية والحرمة، ويتمتع مسؤولوها بالحصانة، يبعث برسالة قوية إلى الجمهورية الإسلامية".
ادانات عربية ودولية واسعة
من جهتها، دانت دول عربية وأجنبية قصف الطائرات الإسرائيلية القنصلية الإيرانية في دمشق، إذ أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان أنها تدين بشدة "الاعتداء الاسرائيلي على مبنى القنصلية الايرانية في دمشق"، مؤكدة أن "استهداف المقار والبعثات الدبلوماسية يشكل خرقاً موصوفاً للقانون الدولي، وانتهاكاً خطيراً لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية اللتين تضمنان حصانة وحرمة المقرات الدبلوماسية".
وتقدمت "بخالص العزاء من حكومة الجمهورية الاسلامية في إيران وأسر الضحايا"، متمنية الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، فيما اعتبرت ان "هذا التصعيد الخطير في خرق القوانين والأعراف الدولية، يهدّد بشكل حتمي السلم والأمن الإقليميين والدوليين".
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس الاثنين أن "الأعمال العدوانية الإسرائيلية غير مقبولة ويجب أن تتوقف"، مضيفة: "نلفت الانتباه بشكل خاص إلى حقيقة أن الهجوم تم تنفيذه في منطقة مكتظة بالسكان، وكان محفوفاً بخطر وقوع إصابات بين المدنيين".
وأعربت الخارجية السعودية في بيان عن "إدانة المملكة العربية السعودية لاستهدف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق"، معبرة عن "رفض المملكة القاطع استهداف المنشآت الدبلوماسية لأي مبرر كان، وتحت أي ذريعة، والذي يعد انتهاكا للقوانين الدبلوماسية الدولية وقواعد الحصانة الدبلوماسية".
وقالت الإمارات في بيان صادر وزارة الخارجية، إنها "تدين استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق". كما دانت قطر الهجوم واعتبرته "انتهاكا سافرا للاتفاقيات والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية التي تجرم الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية".
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية الهجوم، حيث قال الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة إن استهداف القنصلية "يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، واعتداء على حرمة المقار الدبلوماسية المحمية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".
وذكرت الخارجية العراقية في بيانها أنها "تعرب عن إدانتها لإستهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق"، مضيفة أن "هذا الهجوم يمثل انتهاكا واضحا وصارخا للقانون الدولي وللسيادة السورية وتحذر من خطورة المساس بأمن البعثات الدبلوماسية التي لها حصانة دبلوماسية بموجب القوانين الدولية".
وعبرت سلطنة عمان عن إدانتها واستنكارها للقصف، معتبرة ذلك انتهاكا لسيادة سوريا، ولكافة القوانين والحصانات الدبلوماسية الدولية الداعية لحماية وصون البعثات الدبلوماسية والقنصلية.
من جهتها، دانت بكين الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين: "لا يمكن انتهاك أمن المؤسسات الدبلوماسية ويجب احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها".
ونددت باكستان أيضا بالهجوم، وجاء في بيان خارجيتها: "تدين باكستان بشدة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق في سوريا، ونعرب عن خالص تعازينا لأسر الضحايا وشعب وحكومة إيران، إن هذا الهجوم انتهاك غير مقبول للسيادة السورية ويقوض استقرارها وأمنها".
وأعرب وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز باريلا، أن بلاده تدين بشدة الهجوم الإسرائيلي، مشددة على أنه ينتهك بشكل صارخ السيادة السورية والقانون الدولي.