هل يعود الزمن إلى الوراء وتعود فكرة إقامة ما يعرف بدوري الـ"سوبر ليغ" الأوروبّيّ في كرة القدم؟ من لا يتذكّر من متابعي كرة القدم حول العالم المواجهة الناريّة الّتي حصلت في عام 2021 بين الاتّحاد الأوروبّيّ لكرة القدم الـ"يويفا" من جهة وبين عدد من أبرز الأندية في كرة القدم الأوروبّيّة من جهة أخرى في محاولة لخلق بطولة مستقلّة تضمّ فقط أنديتها الغنيّة؟
وكانت فكرة إقامة دوري السوبر ليغ جاءت في حينها بعد تبنّي 12 ناديًا من عمالقة الدوريّات الأوروبّيّة لتلك الفكرة، وتقديمها إلى العلن في شهر نيسان 2021، وهي عبارة عن تنظيم دوري السوبر الأوروبّيّ المستقلّ عن الاتّحاد الأوروبّيّ لكرة القدم تنظيميًّا وماليًّا مع كلّ إمكاناته التجاريّة الهائلة.
وفي ردّة فعل سريعة واستباقيّة منه على تلك الفكرة، تصدّى الاتّحاد الأوروبّيّ لكرة اقدم "يويفا" بصرامة لها وأوقفها بالضربة القاضية بعدما هدّد ومن خلفه نظيره الاتّحاد الدوليّ "فيفا" بفرض عقوبات صارمة على الأندية المشاركة، مستندًا على معارضة صاخبة من الجماهير لهذا المشروع، لاسيّما في إنجلترا، ممّا دفع الأندية الإنكليزيّة المشاركة وهي أرسنال وتشلسي وليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام إلى إعلانها الانسحاب منه بعد 48 ساعة فقط من الإعلان عن ولادة هذا المشروع.
وعادت تلك الفكرة إلى الواجهة في الساعات الماضية عندما استمع قاضي في محكمة في العاصمة الإسبانيّة مدريد إلى مرافعات مؤيّدة ومعارضة لدوري السوبر الأوروبّيّ.
وقد أتى ذلك بعد أقلّ من 3 أشهر على حكم محكمة العدل الأوروبّيّة بأنّ الاتّحادين الأوروبّيّ "يويفا" والدوليّ "فيفا" تصرّفا في حينها بشكل غير قانونيّ من خلال منعهما الأندية الـ12 من إقامة البطولة المنفصلة.
وطلبت محكمة مدريد من الاتّحاد الأوروبّيّ توضيح إذا ما كان "يويفا" و"فيفا" قد خالفا القانون الأوروبّيّ من خلال الاستحواذ على السوق، وردّت المحكمة الأوروبّيّة بأنّهما فعلا ذلك.
واستمع القاضي الإسبانيّ إلى المرافعات الجديدة من جميع الأطراف المؤيّدة والمعارضة للبطولة، ومن المتوقّع النطق بالحكم خلال أسابيع.
ومن بين الحاضرين في محكمة مدريد، أمس الخميس، محامون من دوري السوبر و"يويفا" وشركة "سبورتس مانجمنت"، وهي الشركة الّتي تتّخذ من مدريد مقرًّا لها وترغب في الترويج للبطولة.
ولم يتواجد ممثّلون لا من ريال مدريد ولا من برشلونة، وهما الناديان الوحيدان المتبقّيان في ذلك المشروع الّذي تأسّس في عام 2021، قبل أن ينهار سريعًا بسبب معارضة الجماهير له.
ما هو مؤكّد أنّ محاولة إعادة إحياء تلك البطولة المستقلّة والبديلة عن دوري الأبطال لن يكتب له النجاح، خصوصًا وأنّ أندية إنكلترا والّتي تعتبر عصب كرة القدم في القارّة الأوروبّيّة ومعها نادي بايرن ميونيخ الألمانيّ لن تعود لتسير مجدّدًا بفكرة ولدت ميتة ولن يعد ممكنًا أبدًا إحياءها وتهيئتها لأنّ جماهير اللعبة رفضتها سريعًا كونها كانت ستحوّلها من لعبة شعبيّة إلى سلعة تجاريّة وهذا ما هو مرفوض جماهيريًّا ورسميًّا.