بعد طول انتظار، أقرّ مجلس الوزراء، أمس الأربعاء، رفع الحدّ الأدنى لرواتب موظّفي القطاع العام مما يعادل 150 دولاراً إلى ما يعادل الـ400 شهرياً على أن يكون الحد الأقصى 1200 دولار، في حين نجحت الحكومة بسحب فتيل ما فجّر جلستها السابقة وحال دون انعقادها، وهو قانون تنظيم المصارف إلى جلسة أخرى، في محاولة منها لكسب المزيد من الوقت ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، علَّ الرئاسة تأتي اللبنانيين على طبق باريسي - قطري مشترك و"تترك الشقا على من بقا" إذ أدرج الشغور وجبة دسمة على "منيو" عشاء الأليزيه الذي أعدّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على شرف ضيفه أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.
يأتي ذلك كلّه بالتزامن مع التشاؤم الذي بدأ يُخيّم على نتائج المبادرة الرئاسية التي أطلقها تكتّل الاعتدال الوطني قبل أيام، إذ تكشّف للبعض أنّها محلّيّة الصنع ولم تأتِ بدفع خارجي في حين لا يزال البعض الآخر متمسّكاً بمرشّحه الرئاسي، وهي مبادرة تقوم أولاً على الحوار أو التداول بين الكتل النيابية لإيجاد حلّ لأزمة الشغور الرئاسي، في حين يبقى الأمل معقوداً على استكمال المبادرة ووضع نتائجها بعهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الرواتب الجديدة إلى آذار
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلامية عن مصادر في وزارة المال أنّ رواتب شباط لموظّفي القطاع العام ستُدفع الأسبوع المقبل بصيغتها السابقة أي قبل الزيادات التي أُقرّت اليوم، على أن تُقبض الرواتب الجديدة وفق قرارات الحكومة أمس الأربعاء، في آذار المقبل. أما في ما خصّ أموال المفعول الرجعي، فستُصرف تدريجياً وعلى دفعات.
أمّا في ما يتعلّق بالتقديمات فهي على الشكل الآتي:
أولاً: يُعطى العسكريون في الخدمة الفعلية في الأسلاك كافّة 3 رواتب إضافية بحيث يصبح مجموع ما يتقاضونه 9 رواتب شهرياً زائداً بدل نقل 9 ملايين ليرة لبنانية بدلاً من 5 ملايين.
ثانياً: يُعطى المتقاعدون عسكريين ومدنيين 3 رواتب إضافية بحيث يصبح مجموع ما يتقاضونه 9 رواتب شهرياً على ألّا تقلّ الزيادة عن 8 ملايين ليرة زائداً بدل سائق للضباط المتقاعدين الذين يستفيدون من سائق وقدره 5 ملايين ليرة.
ثالثاً: يُعطى الإداريون راتبين إضافيين بحيث يصبح مجموع ما يتقاضونه 9 رواتب شهرياً.
رابعاً: يُعطى موظفو الإدارة بدل حضور يومي للموظفين بين 8 و 16 صفيحة بنزين، والمقصود هنا هو الفئات 5.4.3.2.1 بمعدّل 14 يوم عمل في الشهر حدّاً أدنى بشرط عدم التغيب.
- ما يوازي بدل 8 صفائح محروقات لموظّفي الفئة الخامسة والأجراء ومقدّمي الخدمات الفنية.
- ما يوازي بدل 10 صفائح محروقات لموظّفي الفئة الرابعة.
- ما يوازي بدل 12 صفيحة محروقات لموظّفي الفئة الثالثة.
- ما يوازي بدل 14 صفيحة محروقات لموظّفي الفئة الثانية.
- ما يوازي بدل 16 صفيحة محروقات لموظفي الفئة الأولى.
لاحتساب هذا التعويض يُعتمد سعر ثابت لصفيحة البنزين وهو 1,500,000 ل.ل.
خامساً: يُعطى موظفو الإدارة العامّة مكافأة مثابرة إذا أمّنوا حضوراً شهرياً كاملاً ووفق معايير إنتاجية محدّدة ستحدّد لاحقاً.
كلّ هذه الزيادات ستسري بمفعول رجعي من تاريخ 1-12-2023.
كذلك، كُلّف مجلس الخدمة المدنية إعداد تصوّر إصلاحي خلال ثلاثة أشهر حول ما يجب أن يتقاضاه العاملون في القطاع العام والأسلاك العسكرية.
الدوحة وباريس تؤكّدان الحاجة الماسّة إلى انتخاب رئيس للجمهورية
أكّدت قطر وفرنسا في بيان مشترك خلال الزيارة التي قام بها الأمير تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاصمة باريس، يومي 27 و28 شباط، عمق شراكتهما الإستراتيجية وتنوّعها، ورفضهما ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قتل وتجويع.
وشدّد الجانبان على التزامهما التصدّي للتحدّيات السياسية والاقتصادية التي يعانيها لبنان، مؤكّدين الحاجة الماسّة إلى انتخاب رئيس للجمهورية ومواصلة التنسيق بشأن هذه المسألة.
كذلك أشار الجانبان إلى ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لوضع حدّ للأزمة. كما أشادا بالمعونة والدعم اللذين قدّمتهما قطر وفرنسا إلى الشعب اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية.
وقد سلط أمير دولة قطر ورئيس الجمهورية الفرنسية الضوء على خطر التوتّرات الإقليمية، وشدّدا على ضرورة أن تتحلّى جميع الجهات الفاعلة المعنية بضبط النفس. مجدّدين التزامهما سيادة لبنان واستقراره والمساهمة في خفض التصعيد من خلال الاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701.
وأكّدا أيضاً استعدادهما لمواصلة دعم القوات المسلّحة اللبنانية في هذا السياق من خلال المؤتمر الدولي المقرّر عقده في باريس. وأخيراً، جدّدا دعمهما التام لقوات اليونيفيل وضرورة الحفاظ على حرّيّتها في التنقّل وقدرتها على ممارسة مهمّتها.
وشدّد البلدان على معارضتهما شنّ هجوم على رفح، داعيين إلى فتح كلّ المعابر بما في ذلك شمال قطاع غزة للسماح للجهات الفاعلة في المجال الإنساني باستئناف أنشطتها، خصوصاً إيصال الإمدادات الغذائية، متعهّدين تقديم 200 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني.
اليونيفيل تحذّر: الصراع الأوسع أصبح قريباً
أعربت قوّات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان عن قلقها الشديد من توسّع المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بسبب التوتّرات الأخيرة.
ولفتت الى أنّ "احتمال نشوب صراع أوسع أصبح قريباً"، مشدّدة على أنّها تحضّ على وقف إطلاق النار والتوصّل إلى حلّ سياسي، محذّرة من أنّ "توسّع الصراع بين لبنان وإسرائيل سيكون صراعاً إقليمياً له آثار مدمّرة".