علي شكر

يبدو أن عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة لم تنسحب على الحركة السياسية الداخلية في البلاد، لا بل يكاد النشاط السياسي يتفوق على ما سبق من أيام، رغم انعقاد جلسات متتالية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بقيت بلا نتيجة.

يقود رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، نشاطاً سياسياً غير مألوف، اذ انه لا يرد دعوةً يحضر فيها أحد من خصومه أو منافسيه السياسيين. من مأدبة غداء جمعت باسيل برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي لم يتفق معه على اي شيء. وما كان محل خلاف بينهما لا يزال على حاله حتى اللحظة. إلى لقاء با القريب التقى خلاله باسيل برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في منزل صهر الأخير جوي الضاهر، واتفق الرجلان خلال اللقاء وفق ما تناقلت وسائل إعلام محليه على مواصفات الرئيس المقبل. ولم يعد خافياً بأن النقطة الاساس التي ينطلق منها كل من التقدمي والتيار هي معارضتهما وصول قائد الجيش جوزيف عون الى سدة الرئاسة بالدرجة الاولى، وعدم تحمس التقدمي لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وبالأمس وبحسب ما أفادت احدى الصحف العربية التقى باسيل برئيس تيار المردة سليمان فرنجية على مائدة غداء بدعوة من صديق مشترك، ولم يتجاوز البحث بينهما العموميات ولم يتطرق الطرفان الى الملف الرئاسي نزولاً عند رغبة فرنجية. وفي هذا الإطار أكّدت مصادر التيار الوطني الحر لـ"الصفا نيوز"، أن تحرك باسيل الأخير جاء لكسر الجمود الحاصل في البلد وللبحث في اطار جامع على مشروع رئاسي واضح، بالتزامن مع تلهي عدد كبير من الافرقاء السياسيين بحرق الأسماء. ونفت المصادر، أن يكون تحرك باسيل الأخير بمثابة رد فعلٍ على خلافه مع الحزب أو لأنه استشعر نوعاً من العزلة السياسية، لافتةً إلى أن تحركه كان قد بدأ منذ ما قبل الخلاف، حيث زار باسيل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وشارك بلقاءات خارجية في قطر.

ومن جهة ثانية علّقت مصادر التيار على كلام نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بأن الحزب يريد رئيساً لديه تجربة سياسية، قائلة: "منذ بدء فترة الشغور الرئاسي كان للحزب مرشحين أساسيين الاول باسيل والثاني فرنجية، وعندما لم يبدِ باسيل رغبة بالترشح بقيَّ للحزب خيار واحد الا وهو فرنجية، أما عن خيار قائد الجيش فربما يُطرح على الحزب من جهات خارجية وداخلية". وأوضحت أن الاولويات بين الحزب والتيار اليوم مختلفة نوعاً ما، وأن الاخير يسعى لاقناع الحزب بفكرةٍ مفادها، بأن "هناك اسماء غير مطروحة في التداول تستطيع طمأنة المقاومة ولديها مشروع حقيقي لبناء الدولة". وعن تأخر اللقاء الذي سيجمع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالرئيس ميشال عون وباسيل، أشارت المصادر إلى أن "مثل هذه اللقاءات لا يُعلن عنها قبل حصولها وقد تأخذ اجراءاتها الامنية الكثير من الوقت"، متابعة: "اللقاء بيصير بوقتو". وفي ما يتصل بالعلاقة مع حزب الله، لفتت المصادر الى ان تفاهم مار مخايل بين الحزب على المحك اليوم بسبب الضربة التي تعرض لها بندان اساسيان من بنوده، موضحة بأن "مار مخايل" قائم على 3 افكار رئيسة: أولاً الاستراتيجية الدفاعية، ثانياً بناء الدولة، وثالثاً الشراكة والمناصفة. وتابعت: "خلال خوض التيار معاركه ضد الفساد لم يساعدنا الحزب لا بل اخذ دور "المتفرج"، بسبب بعض الحسابات الخاصة"، مضيفة: "أما في موضوع الشراكة والمناصفة، فحتى اليوم يكاد التيار لا يصدق بان مشاركة الحزب في الجلسة التي دعا اليها ميقاتي تقصدت نحر الميثاق". من جهة ثانية، بدأت تصريحات مسؤولي حزب الله بشأن مواصفات مرشحه الرئاسي أو من يمكن أن يدعمه، تزداد وضوحاً، إذ شدد الشيخ قاسم اليوم خلال حديث اذاعي على مواصفات رئاسية اعتبرتها جهات مراقبة، بمثابة الاستبعاد لخيار قائد الجيش جوزيف عون من ضمن لائحة تضم اسمين اثنين (عون وفرنجية)، قائلاً: "نريد رئيساً مجرباً بالسياسة".