لا ينفكّ رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت عن محاولة استدراج لبنان إلى حرب واسعة بعد فشلهما الذريع في غزّة، فيرفعان من سقف استهدافاته نوعاً، من مقاتلين على أرض الميدان جنوباً، إلى قادة الصف الثاني داخل بنية المقاومة العسكرية وعلى بعد أكثر من 10 كلم من الحدود، علَّهما ينجحان في حلّ قواعد الاشتباك بعدما استوعب الحزب الضربة الجوية التي استهدفت نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وردّ عليها "أولياً" باستهداف نوعي لقاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية بأكثر من 60 صاروخاً.
وأرادت المقاومة من خلال استهداف قاعدة ميرون الجوية أن توصل رسائل عسكرية عديدة إلى العدو، منها ما هو واضح للعيّان ويتمثّل بقدرتها على استهداف أعلى نقطة عسكرية شمال فلسطين المحتلّة بشكل دقيق ومباشر، وغزارة النيران التي على إسرائيل الاستعداد لتلقّيها في حال اندلاع الحرب في أيّة لحظة، فيما يبقى ما بين السطور العسكرية - الأمنية حبيس غرف العمليات على طرفَي الجبهة.
على ما يبدو لم يردع هذا الرد إسرائيل من استهداف القائد في حزب الله وسام حسن طويل "الحاج جواد" من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، الذي نعته المقاومة ظهر أمس. وهو يعتبر من قادة الصف الثاني الميدانيين الذي رافق كبار المسؤولين في حزب الله على مختلف الجبهات القتالية، حيث سارعت وسائل الإعلام العبرية إلى نشر صوره معتبرة أنّه كان "صيداً ثميناً".
رعد: لا نخاف وقد نذهب إلى الحرب في النهاية
من جهته، أعرب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائب محمد رعد عن الاستعداد للذهاب إلى حرب في النهاية، قائلاً: "نحن لا نخاف تهديدكم ولا قصفكم ولا عدوانيّتكم وحضّرنا لكم ما لم تتوهّموه في يومٍ من الأيام".
وأضاف رعد خلال حفل تكريمي من جبشيت: "نحن لا نريد توسّع نطاق الحرب لكن نريد أن يتوقّف العدوان. لا أحد يبحث معنا في أيّ أمرٍ يتّصل بساحتنا اللبنانية قبل أن يوقف العدو عدوانه"، سائلاً: "إذا لم تستطيعوا أن تمونوا على الإسرائيلي بأن يوقف عدوانه على غزّة فلماذا تأتون إلينا؟ وبماذا تضمنون لنا ما نقوله لكم وما نُطالبكم به؟".
إسرائيل إلى المرحلة الثالثة من الحرب ونتنياهو يرفض مناقشة "اليوم التالي للحرب"
في المقابل، قال نتنياهو وغالانت خلال المراجعة الأمنية والسياسية في اجتماع حزب الليكود: "الحرب طويلة الأمد ولن تنتهي لا في الجنوب ولا في الشمال وستستمر عدة أشهر أخرى". وأضافا: "من أجل الاستمرار في إدارة الحرب لأشهر عديدة أخرى، هناك حاجة إلى هامش مناورة دولي ونحن نعمل على الحفاظ عليه".
وكان غالانت قد لفت إلى أنّ "ما يسمّى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة ستستمر فترة أطول"، معتبراً أنّ "إسرائيل لن تتخلّى عن أهدافها المتمثّلة بالقضاء على حركة حماس، وإنهاء حكمها في غزة وإعادة الأسرى".
كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بدء الانتقال إلى مرحلة أقلّ كثافة من العمليات في قطاع غزة، واستخدام عدد أقل من الجنود وتقليل عدد الضربات الجوية على القطاع.
وبحسب وسائل الإعلام العبرية، فإنّ نتنياهو يرفض مناقشة "اليوم التالي للحرب" وأجّلها إلى وقت لاحق، بعدما وقعت خلافات بين وزراء إسرائيليين ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي في اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي.
ويصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى "إسرائيل" لإجراء محادثات حول الحرب في قطاع غزة بعد زيارته الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث يجري محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين اعتباراً من صباح اليوم.
هوكشتاين في بيروت هذا الاسبوع
تزامناً، أكَّد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي "أننا نعمل على حلّ ديبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزّة"، مشدداً على" أنّ المطلوب إعادة إحياء إتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجياً، والعودة إلى خطّ الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة".
وكشف ميقاتي أنّ مستشار الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت هذا الأسبوع، و"سنبحث معه في كل هذه المسائل".
المطار إلى العمل بشكل طبيعي
على خطّ آخر، عادت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى العمل بشكل طبيعي، بعد ظهر أمس، بعدما تعرضت لهجوم سيبراني أمس الأول.
في السياق نفسه، قال المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن:"تولّى الكشف والتحقيق في موضوع الخرق ثلاث مديريات: أمن عام، ومخابرات، وفرع المعلومات. هي المعنية بهذا الأمر، ونحن ننتظر صدور التقرير النهائي الذي سيوضح الملابسات".